الحلفاء يتحولون إلى خصوم في جزيرة سقطرى اليمنية
ترجمة خاصة / وكالة الصحافة اليمنية //
لطالما كانت السيطرة على المنطقة الجنوبية لليمن متبادلة بين “حكومة هادي” المدعومة من السعودية و”المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع الإمارات المتحدة، وكلاهما لاعبين رئيسيين في تحالف الحرب على اليمن منذ مارس 2015.
لكن التوترات المتصاعدة وصلت إلى درجة الغليان الأسبوع الماضي عندما سيطرت القوات الموالية لـ”لمجلس الانتقالي” على جميع المواقع الحكومية والعسكرية في جزيرة سقطرى، وأعلنت سلطة الإدارة الذاتية، وقامت بتعيين محافظ من طرفها للجزيرة.
هذه الخطوة، على الرغم من تنفيذها بعدد قليل من المقاتلين مع إراقة دماء قليلة، أثبتت أنها نقطة تحول مهمة في الصراع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات، ما أثار انتقادات شديدة للتحالف الذي تقوده السعودية من قبل مسؤولين في “حكومة هادي” الذين اتهموا دول التحالف بـ”الخيانة”.
بعد فترة وجيزة، خرجت وسائل الإعلام الموالية للسعودية بتقارير عن مزاعم بأنشطة الإخوان المسلمين التركية والقطرية في اليمن، مشيرة إلى أن عملية السيطرة قد حدثت بفعل “التأثير المتزايد لمحور الأخوان” على الجزيرة.
ومع ذلك، رفض خبراء ومحللون سياسيون يمنيون تلك المزاعم واعتبروها مجرد أعذار من قبل التحالف تهدف إلى بث الخلاف.
وقال إبراهيم جلال، محلل شؤون اليمن والخليج في معهد الشرق الأوسط، للعربي الجديد: “ليس هناك وجود تركي في سقطرى. والإصلاح لا يسيطر على الأرخبيل أيضًا. ولا يوجد حوثيون هناك أيضًا”.
من جهته غرد جيرالد فيريستاين، السفير الأمريكي السابق في اليمن، على حسابه في تويتر قائلا: إن اختلاق “التهديد التركي” هو حيلة خطيرة. مشيرا إلى أن على الإمارات أن توضح حول ما إذا كانت تستخدم تلك السيمفونية لتبرير الاستيلاء على سقطرى وتقويض السيادة اليمنية على الجزيرة. وهل السعودية متواطئة؟
ويرى جلال أن هذه مجرد أعذار زائدة لإخفاء المصالح الأجنبية. مضيفا أن “لدى دولة الإمارات، من بين دول أخرى، مصالح استراتيجية واضحة من خلال نشرها في أبريل 2018 للأسلحة الثقيلة والقوات”.
وتأتي التطورات الأخيرة بعد أشهر فقط من اتفاقية الرياض التي أبرمت في نوفمبر الماضي – وهي اتفاق لتقاسم السلطة في الجنوب – ولكن سرعان ما تلاشت تلك الاتفاقية، حيث أعاد التمرد الانفصالي إحياء طموحات الاستقلال التي طال انتظارها.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات، قد أعلن الحكم الذاتي لأول مرة في 26 أبريل المنصرم، متهما “حكومة هادي” بالفشل في أداء واجباتها، قبل الانتقال إلى سقطرى.