مقالات وتحليلات (وكالة الصحافة اليمنية)
اثار الرسم الكاريكاتيري المسيء لمقام المرجعية الدينية العليا في العراق والذي نشرته صحيفة الشرق الاوسط السعودية موجة استنكار وغضب من الشعب العراقي بمختلف شرائحه وشخصياته السياسية والدينية فهل هذه الهبة الغاضبة تكفي لردع الاعلام السعودي المسموم من استهداف الرموز الدينية والوطنية للعراق في المستقبل ؟
الواقع ان الاعلام السعودي بقنواته الفضائية وصحفه ومواقعه ومنصاته الاجتماعية لديه سجل حافل بالاساءة والتطاول والتجاوز على العراق ومقدساته ورموزه منذ ٢٠٠٣ وهو يمثل الوجه الحقيقي للعقيدة الوهابية التكفيرية تجاه العراق .
قد يتغير السلوك الدبلوماسي للسعودية تجاه العراق وفقا للمصالح والمتغيرات الجيوسياسية والاضطرار لكن العقيدة الوهابية التكفيرية لم تتغير يوما تجاه العراق الجديد فهي رغم الاعتراف الدبلوماسي المتاخر و الذي جاء بعد عقد من الزمن بالعراق الجديد الان انها مازالت تنظر لهذا العراق بانه ” بدعة” و ” صفوي ” و” رافضي ” وهي العقيدة ذاتها التي افرزت القاعدة وداعش ودفعتها لتدمير العراق .
والحقيقة ان الاعلام السعودي يعكس وبدون رتوش هذا الفكر المتطرف حيال العراق الجديد وهو ينتهج سياسة اشعال نار الفتنة واستهداف الرموز الوطنية والدينية واضعاف خط المقاومة ودعم خط المساومة في هذا البلد منذ ٢٠٠٣ . فهو الاعلام ذاته الذي سمي عناصر داعش ” بالثوار” ويطلق على ملبي فتوى المرجعية لوقف هجوم داعش مجاهدي الحشد الشعبي صفة “الميليشيات” ونعت الشهيد المجاهد ابو مهدي المهندس قبل شهرين “بالارهابي” ولذلك البعض يرى بان التهاون على هذه الاساءات ادى الى تجاسر الة الاعلام السعودية للتطاول على ارفع رموزه الدينية.
ولهذا السبب علينا ان لانستغرب من الرسم الكاريكاتيري لصحيفة الشرق الاوسط لانها ليست اكثر من اداة من ادوات الفكر الوهابي التكفيري لكن مايثير الاشمئزاز هو اصرار هذه الصحيفة على الدوافع الطائفية في توضيحها وتبريرها لهذا العمل المشين حينما قالت بانها ” قصدت الاشارة الى التدخلات الايرانية في الشان العراقي ” وهو عذر اقبح من الذنب فالرسم لايتضمن اي عنصر يشير الى ايران وانما جسد رجل دين اجمع المتلقون على انه المقصود منه هو مقام المرجع الديني الاعلى في العراق .
كما ان الصحيفة لم تعتذر للشعب العراقي ولذلك طالب نواب وقوى سياسية الحكومة العراقية بالتحرك لوضع حد لمسلسل الاساءات والتجاوزات الذي تتنهجه وسائل الاعلام السعودية ضد رموز العراق ومقدساته.
نويد بهروز(العالم)