وكالة الصحافة اليمنية//تحليل خاص//
لا يمكن بأي حال من الاحوال اعتبار لقاء ترامب وبن سلمان فرصة لإحلال أي سلام، كانت هذه عبارة إفتتاحية لمقال مطول نشرته صحيفة ( ديلي تلجراف) البريطانية، وهذه المسألة يتفق معها الكثير من المحللين السياسيين على مستوى المنطقة العربية والعالم، فإدارة ترامب لم تعد ترى في امريكا سوى امبراطورية تلفظ انفاسها الاخيرة، يستوجب الحفاظ عليها من الانهيار التام ، وبما يجعل من الولايات المتحدة دولة عظمى، بدلاً عن الامبراطورية التي كانت تتسيد العالم وتتحكم في مصائر الدول والشعوب، وامام هذه المعظلة لا يمكن لواشنطن سوى أن تمارس المزيد من المواقف التي تتسم بإنعدام الاخلاق علانية، عبر تشجيع بن سلمان على مواصلة مجازره بحق المدنيين في اليمن، بحجة مواجهة ما يسمى بالتمدد الايراني، وبما يعود بالفائدة على الخزينة الامريكية ، في حين تشير الوقائع إلى أن واشنطن لم يعد لديها اي قدرة حقيقية لخوض اي مغامرات عسكرية سواء مع ايران او غيرها نتيجة لتراجع الاقتصاد الامريكي الناجم عن المنافسة القوية التي يواجهها اقتصاد الولايات المتحدة من قبل الصين، إلا أن كل ذلك لم يمنع البيت الابيض امس من العودة إلى اصدار بيان حول اجتماع ترامب وبن سلمان مكرراً نفس النغمة التي عزفت عليها واشنطن منذ إنطلاق (عاصفة الحزم ) حول مواجهة خطر التمدد الايراني في المنطقة العربية، والتي جنت من ورائها واشنطن مئات المليارات من الدولارات، ولم تجني من ورائها السعودية سوى مزيداً من الخسائر على مختلف المستويات العسكرية والاقتصادية والسياسية، إلا أن كل ذلك لم يمنع ولي السعودي محمد بن سلمان من المراهنة على وهم المساندة الامريكية، بإعتبار ذلك خياراً وحيداً دون بدائل، نظراً لمشاكل السيطرة على الحكم داخل المملكة لصالح بن سلمان، والذي يعد ميلان واشنطن لصالح اي جناح اخر في الاسرة السعودية نهاية لطموحه في الحكم، الامر الذي يتطلب بالنسبة لابن سلمان عدم وضع الاخفاقات الامريكية تحت المجهر، وتجاهل هزائم واشنطن في المنطقة والتي تظهر جلياً في سوريا، والمضي في المراهنة على امريكا بهدف كسب معركة السيطرة على حكم السعودية، وبذل كل ما يمكن للفوز برضا واشنطن من اجل حكم المملكة.