صنعاء | وكالة الصحافة اليمنية //
عُقدت اليوم بصنعاء ندوة فكرية بعنوان “تنومة الجرح الغائر المتجدد”، نظمها المكتب السياسي لأنصار الله والأحزاب والقوى السياسية المناهضة للعدوان في ذكرى مرور 100 عام على مجزرة تنومة بحق الحجاج اليمنيين.
وفي افتتاح الندوة التي حضرها عضوا مجلس الشورى مصلح أبو شعر وصالح بينون، أكد رئيس تكتل الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان عبدالملك الحجري، ضرورة أن تبقى ذكرى مجزرة تنومة خالدة في وجدان اليمنيين، بالعمل على إحيائها وتوثيقها وتعريف الأجيال بها.
وطالب بإنشاء نصب تذكاري لشهداء مجزرة تنومة وأن يكون اليوم الذي ارتكبت فيه الجريمة يوماً وطنياً خالداً في ذاكرة ووجدان أبناء الشعب اليمني.
وقدمت خلال الندوة التي أدارها عضو مجلس الشورى المهندس لطف الجرموزي أربع أوراق عمل، تناولت الأولى المقدمة من نائب وزير الإعلام فهمي اليوسفي، الذكرى المئوية لمجزرة تنومة وتزامنها مع عودة النفوذ البريطاني إلى الساحة اليمنية من خلال تدخلات سفيري بريطانيا وأمريكا في اليمن، وتواجد الأساطيل البحرية البريطانية الأمريكية بحوض البحر الأحمر وسقطرى، على ضوء المتغيرات والنفوذ الأمريكي البريطاني في المنطقة.
واستعرض الملامح التوسعية القديمة الجديدة للنفوذ الأنجلو أمريكي بدول حوض البحر الأحمر.. لافتاً إلى عودة النفوذ البريطاني الأمريكي للساحة اليمنية والمنطقة بصورة عامة بأدوات إقليمية “إماراتية – سعودية”، واستثمار سماسرة الأمم المتحدة في هذا الجانب.
وأشار اليوسفي إلى من يقف خلف تسليم جزيرتي تيران وصنافير للكيان الصهيوني عام 1967م ومن يقف وراء تسليم أرخبيل سقطرى وبقية الجزر اليمنية اليوم لقوى الاحتلال الإماراتي السعودي.. مستعرضاً ما تقوم به أدوات الإمارات بالمحافظات الجنوبية، وكذا أدوات السعودية في مأرب.
فيما استعرضت الورقة الثانية المقدمة من عضو المكتب السياسي لأنصار الله الدكتور حزام الأسد، الدوافع السياسية والمنطلقات التكفيرية والخلفيات الاستعمارية لمجزرة تنومة.
ولفت إلى أن حيثيات الأحداث السابقة والمواكبة واللاحقة لمجزرة تنومة، تكشف الدور البريطاني ومؤامرة صفقة القرن الأولى التي مهدت وأسقطت المناطق الإسلامية “مكة والمدينة المنورة والقدس الشريف” بيد أعداء الأمة، وأرست مقومات الصراع الإسلامي- الإسلامي خدمة لمشاريع الكيان الصهيوني.
ودعا الدكتور الأسد الشعب اليمني إلى النفير العام والتحرك للجبهات للرد على جرائم التحالف السعودي الأمريكي البريطاني الصهيوني السابقة واللاحقة وذوداً عن حياض الوطن.
بدوره قدّم الباحث الدكتور حمود الأهنومي ورقة العمل الثالثة بعنوان “مجزرة تنومة أسبابها ووقائعها”، مستعرضاً باستفاضة الأسباب السياسية التي دفعت جيش آل سعود لارتكاب مجزرة تنومة بسبق تعمد وإصرار، ومنها المساعي السعودية البريطانية لمحاولة كسر الإرادة اليمنية ومحاولة نشر الفكر الوهابي القائم على التكفير.
ولفت إلى الأسباب العقائدية لارتكاب مجزرة تنومة.. مبيناً أن الفكر الوهابي قائم على مبدأ تكفير مخالفيهم في الدين والمذهب والطائفة، والذي أدى لتوالد التنظيمات الإرهابية بدءاً بالإخوان وانتهاءً بالقاعدة وداعش.
وتوقف الأهنومي عند الأسباب المادية لمجزرة تنومة التي راح ضحيتها ما يقارب ثلاثة آلاف حاج يمني .. مشيراً إلى أن الحجاج اليمنيين اعتادوا حمل البضائع والمنتجات اليمنية لبيعها خلال موسم الحج والانتفاع بمردودها المالي في مواجهة تكاليف الحج واستبدالها باحتياجاتهم.
من جهته أوضح الباحث في الشؤون العسكرية العميد الركن عابد الثور في ورقة العمل الرابعة بعنوان “مجزرة تنومة .. قراءة عسكرية وأبعادها الإستراتيجية”، أن جوهر النظام السعودي يغلب عليه صفة العسكرية والحروب، ويرتبط بحالة الأمن وواقع القوة والضعف المرتبط بأمن إسرائيل وسياساتها في المنطقة.
وأشار إلى أن النظام السعودي يواجه منذ نشأته تحديين كبيرين، الأول تأمين الصمود والتفوق الحربي والعسكري لإسرائيل في المنطقة استراتيجياً وإيديولوجياً وبشرياً وثقافياً، والتحدي الثاني يتمثل في اليمن وما يشكله من خطر على آل سعود.
وأكد أن أساس ومضمون العقيدة العسكرية السعودية هي الوهابية واستمرارها لتوطيد حكم آل سعود بالحجاز ونجد، وتوسيع رقعة أراضي حكمه وتضييق الخناق على اليمن وتحديد الجغرافية اليمنية لتوسيع الجغرافية السعودية التي تعتمد على الحماية الأمريكية البريطانية.
ولفت الباحث الثور إلى أن الجيش السعودي تكوّن ونشأ وتطور تحت تأثير الدعوة الوهابية المباشرة وتغذى على مؤثرات ومعتقدات دينية عنصرية، ما جعله يستخدم أسلوب الإرهاب والعنف والقمع لسكان نجد والحجاز والمناطق التي احتلها في نجران وجيزان وعسير، وترك ذلك الطابع على الحالة المعنوية للقوات المسلحة السعودية سياسيا ومعنوياً.
وأثريت الندوة بمداخلات من قبل رئيس مجلس التلاحم القبلي ضيف الله رسام، ونائب عميد المعهد الدبلوماسي للشؤون الأكاديمية السفير نجيب الزعيمي، وعدد من الحاضرين، خلصت في مجملها إلى أهمية إحياء ذكرى مجزرة تنومة بحق الحجاج اليمنيين وتعريف الأجيال بما يكنه النظام السعودي من عداء تاريخي لليمن واليمنيين.
حضر الندوة عدد من السياسيين والمثقفين والأكاديميين وممثلو الأحزاب والتنظيمات السياسية.