تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية//
لم تستطع كل من السعودية والإمارات الانتصار على قطر، ولا على قناة الجزيرة، فوجهت سلاحها “الخائب” إلى “غادة عويس” المذيعة في قناة الجزيرة، وراحت تتربص بها لعدة أشهر كي تتمكن من الوصول إلى هاتف عويس الشخص وسرقة محتوياته الخاصة جداً لاستخدامه في ابتزازها كي تصمت..وذلك أقوى ما تملكه دول تجيد فعل “الفضائح”.
والخميس الفائت، وفي مقال كتبته في صحيفة “واشنطن بوست” التي يكرهها ولي عهد المملكة محمد بن سلمان،قالت غادة عويس: “سرقوا صوري الخاصة بملابس السباحة من هاتفي ونشروها على تويتر بادعاءات كاذبة وذكورية وعدوانية تدعي أنّ الصور التُقِطَت في مزرعة رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية القطري الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني”.
وفي مقال عويس الذي نشرتها تحت عنوان “أنا صحافية في الشرق الأوسط والهجمات عبر الإنترنت لن تخرسني” شرحت فيه ما تتعرض له من قبل مغردين سعوديين وإماراتيين ضمن حملة إلكترونية للنيل منه، قالت عويس “كان من المفترض أن تكون أمسية خاصة لي ولزوجي، كنّا نحتفل بعيد ميلاده أثناء عشاء هادئ في المنزل الشهر الماضي عندما تلقيتُ رسالة عاجلة من صديقة تنبهني إلى هجوم ضدي على تويتر، برغم عملي صحافيةً في الشرق الأوسط مدة 20 عاماً ومعرفتي بكيفية التعامل مع التحديات كوني امرأة في هذا المجال، لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. ما قرأته أغضبني وصدمني وأخافني”.
وتحدثت عويس عن سرقة صور شخصية لها، وعن ذهولها بطريقة إعادة نشر التغريدات مئات المرّات في الدقيقة الواحدة.وأضافت “في غضون ساعات قليلة، نُشرت صور لي في حوض السباحة وبعضها مشفّرة لجعل الناس يعتقدون أنني عارية، تم نشرها وتغريدها أكثر من 40 ألف مرة”.
ولفتت إلى أنها لم تكن هذه المرة الأولى التي تتعرّض فيها للتنمر عبر الإنترنت أو لحملة ممنهجة عبر مواقع التواصل، ولكن المختلف اليوم هو أنه “يبدو أنّ المهاجمين اخترقوا هاتفي هذه المرّة”، وفق قولها، وما يعزز هذه الفرضية لديها ظهور تقارير حديثة تفيد بأنّ المُعارض السعودي عمر عبد العزيز تلقى تحذيرات جديدة من الشرطة الكندية بأنه “هدف محتمل للسعودية”.
اللافت أن غالبية الحسابات التي تهاجم عويس ملأى بالتغريدات التي تمدح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وغالبية هذه الحسابات تستخدم صورة العلم السعودي أو صورة محمد بن سلمان أو صورة لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
وأشارت عويس في مقالها إلى أن الحملة استهدفت زميلتها الإعلامية الأردنية علا الفارس. وأطلق مغردون هاشتاغ #علا_ساونا Ola_Sauna#، مدّعين أنّ نجاحها يعود إلى تقديمها “خدمات جنسية”،وطلبوا منها التخلّي عن التقديم التلفزيوني والتركيز على “تقديم خدمات أخرى”، وفقاً لعويس.
ما يجدر الإشارة إليه، أن الخلافات القطرية مع السعودية والبحرية والإمارات كانت قد بدأت بشكل علني في مارس 2014، حيث سحبت الدول الثلاث سفرائها لدى قطر بسبب ما وصفوه بعدم التزام الدوحة بمقررات تم التوافق عليها سابقًا بمجلس التعاون الخليجي.
وفي 5 يونيو 2017، قررت السعودية، البحرين، الإمارات العربية المتحدة، مصر، وتبعتها حكومة هادي، قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر.
وحاولت تلك الدول فرض مقاطعة وحصار خانق على قطر، لكنها فشلت، وقد استطاعت قطر التي لا تتعدى مساحتها نصف محافظة سعودية، التفوق سياسياً واقتصادياً وطبعاً إعلامياً وحتى رياضيا، في حين اتجهت الرياض وأبوظبي والمنامة إلى “التلصص” و”السرقة” ووظفت جيشاً الكترونياً في مهمة “عسيرة” للغاية، وهي “الشتم والسب”.