تحليل / محمد روحاني / وكالة الصحافة اليمنية //
رغم ان مهمة المبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيث تقتضي حياده مع جميع الاطراف، إلا ان الحيادية ظلت جزء مفقود في مهمته، منذ توليه لمنصبه، وتحوله من صانع للسلام الى راعي للحرب التي يشنها التحالف على اليمن للعام السادس على التوالي .
فمنذ اليوم الاول لتولي غريفيث لمهمته في اليمن أظهر تواطؤه الكبير مع التحالف ومحاولته المتكررة لتمرير أجندته المشبوهة وخصوصاً فيما يخص مرتبات الموظفين المنقطعة منذ نقل حكومة هادي البنك المركزي الى عدن .
ومن خلال حوار غريفيث مع ” موقع أخبار الامم المتحدة” سيتضح ان قطع التحالف لمرتبات الموظفين يتم برعاية أممية .
فبدلاً من الضغط على التحالف وأدوته للإيفاء بالتزاماتهم بصرف مرتبات الموظفين التي تعتبر حقاً مشروعاً لهم يسعى الى قطع نصف الراتب الذي يتم صرفه من قبل صنعاء، وقد علل غريفيث ذلك “بسحب صنعاء للعائدات الموردة في حساب بنك الحديدة والتي تم توريدها بشكل أحادي ومتجاهلاً ان الطرف الاخر هو من يعرقل صرف المرتبات ويرفض توريد العجز لسد المرتبات رغم تقديم صنعاء الحلول وتوريد إيراداتها الى حساب خاص في فرع البنك المركزي في الحديدة منذ شهور .
بل بلغ تماهيه مع التحالف الى درجة ان يطلب بتوقيف نصف الراتب التي تصرفه صنعاء للموظفين وهو ما يؤكد سعي الامم المتحدة الى تعميق الازمة الانسانية خصوصاً ان مطالبة الامم المتحدة بإيقاف صرف نصف الراتب يترافق مع تخفيض لمساعداتها الانسانية لليمن .
وها هي الامم المتحدة وعلى لسان مبعوثها الاممي تتنصل من الوفاء بالتزاماتها وتتخلى عن الاتفاقات التي رعتها ومنها إتفاق صرف المرتبات وتعلن أيقاف الترتيبات لصرف المرتبات وهو ما يثبت ان الانسانية التي تدعيها ليست الا يافطات ترفعها للتظليل على الراي العالمي في حين انها بعيدة كل البعد عن الانسانية .
فرغم ان الرواتب هي مسائلة إنسانية ولا دخل لها بالسياسية الا ان التحالف يستخدم الرواتب كسلاح في حربه الاقتصادية على اليمن والتي أتضح من خلال تصريحات غريفيث الاخيرة ان الامر يتم بمباركة أممية .
وفيما يخص مارب أغفل غريفيث خلال لقائه الاخير مع موقع” أخبار الامم المتحدة ” الجرائم التي ترتكبها مليشيا التحالف في مارب والتي كان أخرها الجريمة التي ارتكبتها المليشيا بحق آل سبيعيان ولم يتطرق لها ، وظهر منتقداً لما أسماه مهاجمة مارب مع علمه ان مليشيا الاصلاح حولت محافظة مارب الى وكر للإرهابيين الذين يعيثون في الارض الفساد وينهبون خيرات المحافظة من النفط والغاز ليمولوا عملياتهم الاجرامية .
كذلك تجاهل مبادرة صنعاء التي قدمتها للسلام في مارب والتي قوبلت برفض الطرف الاخر وتعنته والتي كانت تمثل مفتاح الحل في المحافظة .
ويرى مراقبون ان تصريحات غريفيث وإنحيازه الواضح الى طرف التحالف سيعقد الامور اكثر مما هي معقدة وستجعل من مهمته في إيجاد سلام في اليمن شبه مستحيل خصوصاً اذا كان هذا السلام وفق ما يريده غريفيث ومن وراءه التحالف وليس السلام الذي يريده اليمنيين .