صنعاء/وكالة الصحافة اليمنية//
أكد رئيس وفد حكومة الإنقاذ محمد عبد السلام، أن الأمم المتحدة منذ إنشائها لم تخرج عن العباءة الأمريكية والبريطانية.
وأشار رئيس الوفد الوطني في حوار مع صحيفة “26 سبتمبر” نشرته اليوم، إلى أن دول العدوان والأمم المتحدة لا تتعاطى بإيجابية مع أي مبادرة سلام .. وقال” هم لا يريدون سلاماً عادلاً، إنما يريدون استسلامنا”.
وانتقد عبد السلام دور المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث ..وقال” إذا استمر المبعوث في هذه التصرفات فإن أيامه تطوى ولا نستبعد أن يكون ربما قرر في آخر المرحلة أن ينحاز بهذا الشكل كما تعودنا من السابقين في آخر فتراتهم يحاولون أن يحسنوا موقفهم مع دول العدوان لربما أن يحظوا بمكاسب سياسية أو أشياء أخرى في المستقبل”.
وأضاف” أمام المبعوث الأممي فرصة إذا استطاع أن يستغلها ويقدّم رؤية حقيقية لمشروع وقف العدوان وفك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية وإنهاء الحصار، أو على الأقل أن يصدر منه موقفاً واضحاً”.
كما أكد رئيس الوفد الوطني، أن اتهام المبعوث الأممي لصنعاء بتأخير صرف المرتبات افتراء زائف، وهو بموقفه هذا يشارك في الحصار على اليمن.
ولفت إلى أن ست سنوات من العدوان أثبتت للشعب اليمني وللسياسيين والقوى الوطنية الحرة أن الخيار الوحيد هو مواجهة العدوان .. وقال” هذه المبادرات تثبت أننا حريصون على تشجيع الأطراف بما فيها دول العدوان للوصول إلى سلام جاد”.
وأكد أن الجيش واللجان الشعبية حققوا إنجازا تاريخياً للشعب اليمني الذي سجل أروع البطولات والتضحية والفداء .. لافتا إلى أن الشعب اليمني جعل من العدوان والحصار فرصة لبناء قدرات عسكرية قوية تحمي أمن الوطن واستقراره.
وأوضح أن محاولات ألا يعرف العالم ماذا يجري في اليمن انتهت .. مؤكداً أن التعامل مع صنعاء من قبل المجتمع الدولي يحظى بمصداقية وتقدير.
ولفت عبد السلام إلى أن الوفد الوطني يتواصل مع كل الأطراف بما فيها دول العدوان وبما فيها أمريكا وبريطانيا .. وقال: “نجلس معهم ليس في إطار التبعية ولا في إطار تقبل التوجيهات ولا أن نستلم منهم الأوامر وإنما نجلس باعتبارنا طرفا يمثل الشعب اليمني”.
وأكد أن الحصار على الشعب اليمني جريمة حرب لا يمكن السكوت عليها أبداً وهي لا تختلف عن جريمة العدوان.
وفيما يتعلق بموقف سلطنة عمان، أوضح رئيس الوفد الوطني أن سلطنة عمان من أول الدول التي وقفت ضد العدوان وصرحت أن الحرب لا يمكن أن تخدم السلام والاستقرار .. معتبراً سلطنة عمان أنموذجاً للدولة المجاورة التي لا تملك أجندة ضارة بحق الشعب اليمني ولا تتدخل في سيادته.
ولفت عبد السلام إلى أن روسيا يمكن أن تلعب دورا إيجابيا في الملف اليمني ولكن نعتقد أن هناك إشكالية ربما لدى الجانب الروسي في قراءته لأهمية ما يجري في اليمن أو انعكاس ذلك عليه .. وقال” الموقف الروسي خاصة في السنتين الأخيرتين أفضل مما كان في السابق ولدينا تواصلات استثنائية وخاصة مع روسيا ونتبادل الكثير من الأفكار ذات الصلة التي لها علاقة بالشأن اليمني، وإذا استمر هذا التطور في الموقف الروسي سيكون إيجابيا وسيخدم الاستقرار والسلم في المنطقة”.
كما أكد أن روسيا قادرة بما لديها من علاقات وحضور في مجلس الأمن أن تطرح كثيرا من الأفكار المتعلقة بإيجاد قرارات دولية جديدة لليمن تفرض وقفا للعدوان وفكاً للحصار.
فيما يلي نص الحوار:
ـ انتقدتم أخيرا المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث وأكدتم أنه يساهم في إطالة الحرب على اليمن, هل حان الوقت لتغيير غريفيث بمبعوث آخر، أم أنه لم يعد هناك أي جدوى من وجود مبعوث أممي إلى اليمن؟
ـ نحن عندما نتحدث عن الأمم المتحدة أو المبعوث الأممي فإننا نتحدث عن هذه المؤسسة التي يفترض بها أن تقوم بدور الوسيط المحايد بين أطراف الصراع أو الأزمات التي تأتي في العالم ومنها أيضاً العدوان والحصار الظالم على الشعب اليمني، فالأمم المتحدة كمؤسسة لم يثبت أنها استطاعت منذ إنشائها أن تخرج عن العباءة الأمريكية والبريطانية لأن الأمم المتحدة إنما هي صنيعة الدول التي انتصرت بعد الحرب العالمية الثانية وبعد الحرب الباردة ما بين معسكر الغرب مع الاتحاد السوفييتي, ولذلك هذه المؤسسة هي بشكل أو بآخر التي تقبع في الولايات المتحدة الأمريكية ومقرها في نيويورك تتحرك بشكل أو بآخر منسجمة مع المشروع الأمريكي, مع السياسة الأمريكية, مع الرغبة الأمريكية في كثير من المناطق الحساسة في العالم خاصة الشرق الأوسط التي ارتبط فيها الصراع بوجود الكيان الصهيوني والتحرك الإسلامي والعربي الذي يواجه هذا العدوان يكون التحرك الأممي ليس فقط ضعيفاً بل لا يكون محايداً وإنما منحازاً إلى الطرف الآخر .. هذا هو ما يجري في موضوع الأمم المتحدة فيما له علاقة بملف اليمن.
المبعوث الأممي الأخير كنا نأمل أن يكون في مرحلته أو في فترته قادراً على الخروج بشكل أو بآخر بتقديم رؤية سياسية للحل بإنهاء هذا الحصار الظالم على الشعب اليمني بالتحرك الحقيقي والفعلي لإنهاء هذا العدوان، لكن للأسف استمر الوقت لم يتحقق في الفترة الأخيرة باستثناء إذا ما اعتبرنا أن مشاورات السويد كانت إنجازاً فعلياً فيما له علاقة بالساحل الغربي والحديدة وإن كان للأسف لم تستطع الأمم المتحدة أن تضغط على الطرف الأخر لأن ينفذ ما عليه من التزامات خاصة وقد قبلنا بإعادة الانتشار من طرف واحد في مدينة الحديدة ونفذنا ذلك وعملنا إعادة انتشار في موانئ الحديدة ومن طرف واحد ونفذنا ذلك, فيما الطرف الآخر لم ينفذ أي خطوة واستمر الحصار واستمر العدوان، وتطور الموقف السلبي للمبعوث أن وصل أخيرا إلى أن يرفض أو أن يتهم الأحرار في اليمن بأن لهم علاقة في تأخير صرف المرتبات وهذا افتراء زائف وإفك مبين ونعتبر أن هذا أن يصدر من مبعوث أممي يعتبر موقفاً سلبياً وغير معتاد أن يسقط هذه السقطة الكبيرة ثم كذلك لأنه بهذا الموقف هو يشارك حقيقة في الحصار على اليمن وهو يغطي الحصار الذي تقوم به دول العدوان في منع المشتقات النفطية من الوصول إلى ميناء الحديدة وكأنه يقول إن الحصار هذا طبيعي ومقبول لأنه حصلت إجراءات من صنعاء كما وصفها هي متعلقة بصرف المرتبات وهذا غير صحيح, لأن ما يأتي من إيرادات في ميناء الحديدة بموجب اتفاق السويد يجب أن تصرف رواتب لليمنيين وهذا هو الذي حصل, ثم نحن نطالب بأن تكون الإيرادات من كل المؤسسات النفطية والمؤسسات ذات الدخل سواء المركزي أو المحلي كالموانئ والنفط والغاز والتي تذهب إلى جيوب الفاسدين أو تنهبها دول العدوان، تحرك المبعوث أيضا في محاولة إدانة أي عمل عسكري يقوم به الجيش اليمني واللجان الشعبية فإذا قاموا برد فعل طبيعي ضد عدوان موجود يصدر بيانات الإدانة الصريحة، وإذا ارتكب العدوان مجزرة وكانت كبيرة أما المجازر التي يعتبرها بالعشرة شهداء وبالخمسة عشر شهيداً فلا يعتبر ذلك يستحق الإدانة، أما إذا جاءت مجزرة كبيرة وأصبح في موقف محرج يصدر بياناً ضعيفاً سيئاً هزيلاً بل ومع ذلك البيان يحاول أن يدخل أطراف صنعاء في ذلك البيان فيقوم بتمييع هذا الموقف.
ونحن نعتقد أن المبعوث إذا استمر في هذه التصرفات فإن أيامه تطوى ولا نستبعد أن يكون هو ربما قرر في آخر المرحلة أن ينحاز بهذا الشكل كما تعودنا من السابقين في آخر فتراتهم يحاولون أن يحسنوا موقفهم مع دول العدوان لربما أن يحظوا بمكاسب سياسية أو أشياء أخرى في المستقبل لا ندري، لكن نحن نعتقد أن أمامه فرصة إذا استطاع أن يستغلها ويقدم رؤية حقيقية لمشروع وقف العدوان وفك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية وإنهاء هذا الحصار الظالم، وعلى الأقل إذا لم يستطع هو فنحن لا نطلب منه صناعة المستحيل، نطلب منه أن يصدر موقفاً واضحاً كما يدين صنعاء والجيش واللجان الشعبية في مواقف هي رد طبيعي على عدوان لا يسقط فيها مدني واحد.
ـ هل هناك تجاوب من قبل تحالف العدوان على مبادرة الرئيس مهدي المشاط للسلام, ومجمل المبادرات التي طرحها المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني؟
ـ لا يوجد أي تجاوب من قبل دول العدوان عن أي مبادرة سلام تقدم من طرف صنعاء سواء ما حصل في السابق في أيام اللجنة الثورية أو ما حصل الآن من قبل الرئيس مهدي المشاط, لا يتعاطى لا العدوان ولا الأمم المتحدة بأي إيجابية مع أي مبادرة سلام لأنهم لا يريدون سلاما عادلا إنما يريدون استسلامنا ويريدون سلاما لكن وفق تصورهم وهو القبول بما يريدونه من إملاءات وهذا لا يمثل أي خطوة نحو السلام, ولهذا نحن نعتقد أن 6سنوات من العدوان أثبتت للشعب اليمني ولكافة السياسيين والقوى الوطنية الحرة أن تدرك أن الخيار الوحيد والمفيد هو مواجهة هذا العدوان, والذي يقول أو يتصور أننا لا نقدم أفكارا للسلام مثل هذه المبادرات تثبت أننا حريصون على تشجيع الأطراف بما فيها دول العدوان للوصول إلى سلام جاد وتلك الرؤية السياسية, الرؤية الوطنية التي تخص ما له علاقة بشأن المفاوضات السياسية والتي أعلنت قدمنا فيها رؤية تثبت أننا نملك أفكارا من أجل السلام وحريصون عليه وقابلون للنقاش على ضوئها, نحن لا نقول املاءات نفرضها على الطرف الآخر ولكن نحن قابلون للنقاش الجاد والسلام مع من بيدهم قرار العدوان والحصار على بلدنا.
ـ ما الأثر الذي تركته الضربات التي وجهتها القوة الصاروخية والطائرات المسيرة للقوات المسلحة على العدو السعودي وخاصة عمليات توازن الردع وأصداء ذلك على المستويين الإقليمي والدولي؟
ـ ما تركه العمل الوطني والانجاز التاريخي للجيش اليمني واللجان الشعبية وبقية مؤسساته الحرة كالقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير والقوات البحرية والدفاع الجوي والتشكيلات العسكرية المختلفة سواء بجوانبها الفنية أو الهجومية أو الدفاعية أو الإعلامية أو الحرب النفسية أو كل مؤسسات الوطن الإعلامية والسياسية يعتبر انجازا تاريخيا سيسجله التاريخ لشعب الحضارة والإيمان للشعب اليمني العظيم الذي دوّن أروع أنواع البطولات والتضحية والفداء وأروع أنواع الفداء والاستبسال والاهتمام والجد في التفكير والتطوير والبناء ليصل في عامه السادس إلى ما وصل إليه من ضربات كبيرة في عمق دول العدوان السعودي الإماراتي وما تحقق من انجازات كبيرة على مستوى الميدان, وهذا الفضل يعود فيه لله سبحانه وتعالى وللقيادة التي تولي هذه الجوانب اهتماما كبيرا وللالتفاف الشعبي الكبير إلى جانب الجيش واللجان الشعبية وكذلك الالتفاف الوطني لكل القوى السياسية والحزبية والتكتلات الشعبية والعلمائية والنقابية والأكاديمية.
جميع أبناء هذا البلد يعانون من هذا العدوان وهذا الحصار بمختلف فئاتهم من المواطن إلى الفلاح إلى المهندس إلى الطبيب إلى الإعلامي إلى السياسي إلى التاجر إلى كل أبناء هذا الشعب وقفوا بكل ما يملكون من خبرات وقدرات وأفكار في بناء هذه المؤسسات وحصل انجاز كبير وهذا يعتبر نعمة كبيرة جداً للشعب اليمني الذي حوّل وجعل من هذا العدوان وهذا الحصار فرصة لمواجهة هذا العدوان وإلى فرصة لبناء قدرات عسكرية قوية تحمي الشعب اليمني وتحمي أمنه واستقراره وتحمي خياره وتحمي موقفه الثقافي والإيماني والحضاري والفكري والسياسي في مواجهة الأخطار المحدقة به وفي مواجهة من يريد أن يستهدف سيادته واستقلاله وكرامته وهذا هو الاتجاه الطبيعي والاتجاه الإنساني والاتجاه الأخلاقي والاتجاه الذي كفلته كل القوانين السماوية والأعراف البشرية والقوانين الدولية والقوانين المحلية أن يدافع هذا الشعب اليمني عن نفسه إنما هو في الموقف الصحيح.
ـ إلى أي حد تمكن الوفد الوطني من إيصال مظلومية الشعب اليمني إلى الخارج من خلال لقاءاتكم مع مسؤولين ودبلوماسيين خارج اليمن؟
ـ كان أحد أهداف العدوان والحصار على اليمن هو أن يعطي هذا العدوان شرعية دولية ليست على المستوى القانوني فنحن نعرف أن الدول تربطها مصالح ولا يأبهون للجانب القانوني بدليل أن هذه فلسطين التي تملك عشرات من القرارات الدولية وأرضها مغتصبة من قبل الكيان الصهيوني لم يستطع هذا العالم أن يقف بشكل واضح إلى جانب مظلومية الشعب الفلسطيني بسبب هذا النفوذ المستشري للأمريكيين والإسرائيليين والبريطانيين والدول الغربية، لكن في اليمن كان أحد الأهداف هو أن يكون هناك شرعية شعبية لهذا العدوان ولذلك حاول العدوان منذ اليوم الأول أن يضفي هذا العدوان على اليمن بأنه تحالف عربي، سقط هذا العنوان، ثم بعد فترة بأنه تحالف أيضا ذات طابع ديني في مواجهة ما يسمى بالروافض أي بعداً طائفياً سنياً في مواجهة الشيعة وبحمد الله فشل هذا المشروع في أيامه الأولى، ثم حاول العدو أن يجعل من هذا العدوان ذا طابع أخلاقي أو إنساني بأنهم يواجهون مجموعة إرهابية فسقط هذا المفهوم بل اتضح أن من يتصرفون تصرفات الإجرام وما يسمى بالإرهاب هم إنما هم هم محسوبون عليهم وقد رأينا داعش والقاعدة كيف تقف وتقاتل إلى جانبهم في تقارير تلفزيونية دولية ورأينا أن داعش والقاعدة تتحرك في صفوفهم ورأينا كيف يعملون بأسرانا من قتل واعتداء بطرق وحشية فاتضح أنهم هم من يحملون هذه الأوصاف وفشلوا في هذا العنوان، ثم كذلك حاولوا أن يقدموا أن هذا الشعب اليمني إنما هم مجموعة لا يفقهون في العرف السياسي ولا يفهمون في الخطاب الدولي ولا يفقهون في التعامل مع سفراء العالم ففتحنا نافذة كبيرة مع المجتمع الدولي إلى مستوى أن لنا لقاءات مع المجتمع الدولي أكثر من لقاءات المرتزقة بمجموعهم ونلتقي كل الدول بلا استثناء في هذا العالم باستثناء الكيان الصهيوني الغاصب ومن يقف بصلابة إلى جانب العدوان.
فنحن نلتقي بكل الدول من آسيا ومن أوروبا ومن إفريقيا ومن كل الوطن العربي ولدينا علاقات كبيرة جدا مع المجتمع الدولي ونتبادل الرسائل يومياً ونعرض عليهم المجازر ونوافيهم بالحقائق من الأرض مسنودة ومعززة بالصور وبمقاطع الفيديو والمعلومات الأكيدة وخلقنا نوعا من المصداقية في تعاملنا مع سفراء المجتمع الدولي، إضافة إلى ذلك استطعنا أن نكسر حاجز الصمت الإعلامي وأن يكون لنا صوت مسموع وأثبتنا نحن وبقية القوى في الداخل من خلال تعاطينا في الخارج وقدرتنا على التحرك أن نوصل الرسالة الإعلامية إلى كل وسائل الإعلام التي ترغب في نقل الحقيقة ولذلك محاولة الحصار أن لا يعرف العالم ماذا يجري في اليمن أو أن ما يجري في اليمن تصبح حرباً منسية انتهى هذا, بل أصبح التعامل مع صنعاء والقوى الوطنية من قبل المجتمع الدولي تعاطيا يحظى باحترام وبتقدير وبمصداقية ويعتبرون أن صنعاء أكثر أمنا وأكثر استقرارا وأكثر صدقاً وخطابا سياسيا ودبلوماسيا، ويعتبرون أن صنعاء ومن يمثلهم من الوفد الوطني في كل المفاوضات شهد لهم العدو والصديق بأننا في مشاورات السويد وما قبلها كنا نذهب بخيارات وطنية لا يوجد علينا أي ضغط من طرف دولي, نعبر عن هموم وآلام وطموح الشعب اليمني, نتحدث باسمه, باسم معاناته, نتحدث باسم شهيده وجريحه, ونتحدث باسم المُعاني المحاصر في اليمن, نتحدث باسم الجيش واللجان الشعبية بكل ما يقدمون من تضحيات, نتحدث عن كل ما يعني اليمن ونتحدث بلغة وطنية وبخطاب وطني جامع, لا يوجد في لغتنا أي طائفية ولا استخفاف، وإن كان يظهر في بعض المواقف السياسية للمجتمع الدولي نوع ما من المجاملة فإنما هي من المصالح المشتركة المشتراه بأموال سعودية أو تحت هيمنة الضغط الأمريكي لكن صوتنا متوازن ومسموع وبل أصبح هو رقما محترما لدى المجتمع الدولي ومقبولا ويهتمون بالتواصل بنا بشكل يومي وبشكل مستمر وإذا هناك أحداث فبشكل أكثر في متابعة ما يجري في اليمن والحمد لله رب العالمين.
ـ هل هناك قنوات للتواصل بينكم وبين الجانب الأمريكي والفرنسي والبريطاني رغم أن هذه الأطراف الثلاثة إلى جانب إسرائيل مشاركة في العدوان على اليمن، وإذا ما كان هناك قنوات أو عبر وسطاء فماذا يطرحه أولئك عليكم؟
ـ نحن عندما نتواصل مع كل الأطراف بما فيها دول العدوان وبما فيها أمريكا أو بريطانيا فإننا نجلس معهم ليس في إطار التبعية ولا في إطار تقبل التوجيهات ولا في إطار أن نستلم منهم الأوامر وإنما نجلس باعتبارنا طرفا يمثل الشعب اليمني ويمثل قيادته السياسية والشعبية وقيادته الاجتماعية ونمثل الموقف العام والشامل لليمن ولهذا عندما نقف أمام الأمريكي أو نتواصل نحن مع أي طرف من أطراف المجتمع الدولي كالبريطاني وحتى مع السعودي أو الإماراتي وأي طرف يتواصل بنا فإننا نضع من موقفنا أننا ند لهذا الطرف خاصة إذا كان من دول العدوان أو من دول الرباعية والتي هي أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات ونحن نقدم الموقف الذي نقوله في الإعلام وفي الرسائل والجلسات إن لم يكن أكثر, ولهذا نحن عندما نقدم مثل هذا الموقف هم لا يريدون إلا من خلال تواصلاتهم هو مدى استجابتنا نحن لتلقي بعض النصائح التي يتصورون أنها يمكن أن تنطلي على القوى الوطنية أو بعض المواقف التي يريدون إيصالها إلينا, نحن نرد عليهم ونتناقش مع القيادة السياسية ونقوم بالردود في مقتضيات كل أمر بما يناسبه.
ـ جرائم العدوان والقضايا الإنسانية والكارثة التي حلت بالشعب اليمني والمجاعة المترتبة على الحصار واحتجاز سفن المشتقات النفطية .. ماذا يمكن أن يقوله الأستاذ محمد عبدالسلام حول ذلك؟
ـ تعرض الشعب اليمني لعدوان كبير جداً وحصار ظالم ولذلك هذا الحصار الذي يحصل بحق الشعب اليمني هو جريمة حرب لأنه يستهدف الشعب اليمني بأكمله ولهذا نحن نقول أن الحصار جريمة حرب تحتاج بموجبها أن يكون هناك مواجهة لهذا باعتباره عدوانا وهذا الحصار يقوم باستهداف الاقتصاد اليمني واستهداف الشعب اليمني، استهداف المرضى والطلاب والتجار والعالقين ويستهدف الاقتصاد ويصل ضرره إلى كل بيت ويستهدف الاستقرار الأمني والاستقرار السياسي ويستهدف الأمن الغذائي, ولذا فالحصار جريمة أخلاقية وإنسانية ولها ضرر لا يختلف عن ضرر العدوان العسكري وهذا هو من الأشياء المعروفة التي دائما نحن نتحدث عنها وبها وفيها في كل مواقفنا وخطاباتنا ورسائلنا إلى المجتمع الدولي لتوضيح ما يقوم به هذا العدوان من حصار إجرامي يعاقب به شعب يمني بالكامل, موانئه مغلقة ومطاراته مغلقة هذه جريمة حرب يومياً يموت كثير من المرضى جراء هذا الحصار ونحن نعتبر أن هذه جريمة لا يمكن السكوت عليها أبدا وهي لا تختلف عن جريمة العدوان بالقتل بالرصاص والطائرات والصواريخ.
ـ أين تقف سلطنة عمان مما يحدث لليمن، وهل بالإمكان أن تكرر الكويت ذات الدور الذي سبق أن قامت به لاحتضان حوار يمني ـ يمني, وهل ما تزال دول الخليج كلها تقاتل اليمن أم تغير الأمر؟
ـ هناك دول تقف مواقف ايجابية تجاه اليمن ومنها ما ذكرتم في سؤالكم سلطنة عمان هي من أول الدول التي وقفت ضد العدوان وصرحت أن الحرب لا يمكن أن تخدم السلام والاستقرار، سلطنة عمان دولة مجاورة تربطها مع اليمن علاقة جيدة وعلاقة متزنة ونعتقد أن سلطنة عمان نموذج للدولة المجاورة التي لا تملك أجندة ضارة بحق الشعب اليمني ولا تتدخل في سيادته ولا تتدخل في استقراره ولا تتدخل فيما يمكن أن يؤثر على استقراره أو تنتهك سيادته بالمطلق، تربطها علاقات يسودها الود والاحترام والتقدير.
وكم نتمنى أن يكون النظام السعودي مدركا أنه وإن كانت دولة مجاورة لا يعني له أن له الحق في التدخل السياسي وفي تغيير الحكومات وفي تغيير القيادات السياسية، وأن يدرك أيضاً أن هناك دولا مجاورة أخرى تتعامل مع اليمن باحترام وأنه لا يعني إذا كنت دولة غنية أن ترى نفسك بأنك دولة كبيرة وهناك دولة تراها من وجهة نظرك فقيرة أو لا بد أن تتعامل معها بهذا الشكل تحت عنوان ما يسمى بالأمن القومي، هذه قراءة خاطئة وقاصرة وسلبية، ونعتقد أن سلطنة عمان تقدم نموذجا في التعامل مع بلدنا باحترام وتقدير ولا تتدخل في شؤونه ولا تسعى لإثارة الحروب والفتن بين أبنائه ولا تتدخل في إثارة الصراعات المذهبية ولا الطائفية ولا تشارك في دعم الجماعات التكفيرية والمتشددة ولا تساهم في توزيع الأموال لشراء ولاءات لصالح الاعتداء ولصالح فرض أجندات سياسية أو اجتماعية على أحد في اليمن وهذا شيء معروف عبر سياسة السلطنة ليس فقط في اليمن بل موقفها في الكثير من الأزمات التي تجري في المنطقة, في اليمن, في سوريا, في العراق .. في علاقاتها المتنوعة، ونحن عندما نتحدث عن سلطنة عمان نتحدث من زاوية علاقاتها مع اليمن باعتبارها دولة مجاورة ونعتبرها نموذجا جيداً ويحتذى به ووقفت موقفا تاريخيا لن ينساه الشعب اليمني أبداً.
ـ هل بإمكان روسيا أن تلعب دورا أفضل في إيقاف العدوان على اليمن أم لها مصلحة في استمراره؟
ـ يمكن لروسيا أن تلعب دورا ايجابيا في الملف اليمني ولكن نحن نعتقد أن هناك إشكالية ربما لدى الجانب الروسي في قراءته لأهمية ما يجري في اليمن أو انعكاس ذلك عليه، نحن نعتقد أن الموقف الروسي خاصة في السنتين الأخيرتين هو موقف أفضل مما كان في السابق ولدينا تواصلات استثنائية وخاصة مع الطرف الروسي ونتبادل الكثير من الأفكار ذات الصلة التي لها علاقة بالشأن اليمني، وإذا استمر هذا التطور في الموقف الروسي سيكون ايجابيا وسيخدم الاستقرار والسلم في المنطقة, وروسيا قادرة بما لديها من علاقات وحضورها في مجلس الأمن أن تطرح كثيرا من الأفكار المتعلقة بإيجاد قرارات دولية جديدة لليمن تفرض وقفا للعدوان وفكاً للحصار وفرضاً لحوار سياسي بين اليمنيين، وقد تكون النظرة السياسية لدى روسيا تجاه ما يجري في اليمن تختلف عن سوريا وفقاً للمصالح المشتركة هذا شأنهم, لكن نحن نعتقد أن التحرك ايجابي وإن لم يكن بالشكل المطلوب والمؤمل أن يكون لهم دور ايجابي فيما يخدم السلام ونحن عندما نتحدث عن أدوار دولية في اليمن لا نقصد بذلك إلا دعما لوقف العدوان ودعماً للاستقرار لا دعماً لأي اعتداء على أحد من اليمنيين وإنما نطالب بأي مواقف لفك الحصار وإنهاء العدوان ودعم الحوار السياسي في اليمن.
ـ ما الذي تبقى مما يسمى بـ” بالشرعية” واتفاق الرياض وغيرها من الاتفاقات بين المرتزقة, وماذا من وجهة نظركم تعتبر هذه المسميات؟
ـ ما يسمى باتفاق الرياض بين أطراف المرتزقة هو تعبير صريح وجلي عن فشل النظام السعودي في إدارة الصراع حتى بين حلفائه، وعندما يفكر النظام السعودي أن باستطاعته أن يحتوي كل اليمن وهو يشن على جزء كبير من أبناء اليمن عدوانا فإنه يناقض نفسه لأنه لم يستطع أن يقوم بإجراء حل بين أطراف تتصارع وهي تحت عباءته وتحت إدارته, ونحن نعتقد أن السعودي يتعامل مع هذه الأطراف بمستوى عال من الخفة وعدم التقدير والاحترام وهو يعرف موقعهم الطبيعي ولذلك فهو يتعامل معهم بمنتهى الإذلال وعدم التقدير وعدم الاحترام ولا يعير رأيهم أي دور ولهذا يتحكم فيهم سفير ويتحكم فيما يسمى برئيس دولتهم إلى رئيس حكومتهم وجميع الوزراء والأحزاب والشخصيات السياسية يتعاملون معهم كرعايا وتتعامل معهم السعودية كحاجة تخصها باعتبار أن لها رؤية لدى اليمن.. تتعامل مع هؤلاء فيما يحقق مصالحها هي وليس مصالح أحد من اليمنيين بمن فيهم هؤلاء وقد رأينا كيف أن ما تسمى بالشرعية تتعرض لانتكاسات كبيرة جداً وكيف حتى تقصف وتستهدف ولا يعترف حتى بشرعيتها من أطراف أخرى موجودة تحت عباءة النظام السعودي ويدخلونهم في عناوين من صراعات أن هناك صراعات بين الدولة الفلانية مع الدولة الأخرى وهي كلها مسرحيات هزلية يديرونهم ليعطوا هذا طرف بأن هناك طرف يتبنى جهة أخرى وهذا يتبنى جهة أخرى، فيما هم في الحقيقة يلعبون أدوارا لاستهدافهم ولتمرير الكثير من المشاريع السلبية والسيئة على اليمن وهؤلاء الحمقى من المرتزقة غارقون في مشاريعهم البسيطة والصغيرة والقاصرة غير مدركين أنهم يرتكبون حماقة كبيرة بحق الشعب اليمني.