المصدر الأول لاخبار اليمن

الصين والولايات المتحدة.. تنافس محموم ينذر بنزاع عسكري يهدد أمن العالم

صنعاء/تقرير/ محمد ناجي/وكالة الصحافة اليمنية//

أصبح التنافس بين الصين والولايات المتحدة احد العوامل المتحكمة بالعلاقات الدولية، فيما تزداد المخاوف من احتمال انزلاق هذا التنافس إلى نزاع عسكري مفتوح قد يتفجر في اي لحظة ما يهدد الأمن والسلام العالميين.

ومع صعود القوة الصينية اصبحت بكين تعتقد أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب باتت مصممة أكثر من أي وقت مضى، على احتواء صعود القوة الصينية بكل الوسائل.

وترى حكومة بكين أن واشنطن تنظر للصعود المتنامي للصين باعتباره تهديداً لأمنها القومي وتحدياً للديمقراطيات الغربية، انها تسعى لإضعاف مكانة الحزب الشيوعي الحاكم من خلال تقويض ثقة الصينيين فيه.

وفي ظل سياسة العقوبات والتي كانت الصين تتأثر بها خاصة قبل نحو ثلاثين عاماً في أعقاب أحداث ميدان تيانانمين، الا انه اصبحت اليوم عملاقاً اقتصادياً وطورت قدرات عسكرية هائلة بحرية وجوية، قادرة على تحدي الهيمنة العسكرية الأمريكية في آسيا.

كما تعمل الصين وبشكل حثيث على تطوير قوتها القتالية والتي تؤهلها للنصر في الحروب الحديثة، ما يعد تحدياً واضحاُ لأكثر من سبعين عاماً من الهيمنة العسكرية الأمريكية على آسيا.

الا ان المجال العسكري مازال واحداً من المجالات القليلة الذي لا يزال الأمريكيون متفوقون فيه على غريمهم الصيني، من حيث التسلح والتكنولوجيا والتحالفات، رغم أن الصين تتقدم وتُطور قدراتها باطراد.

ورغم أنه ليس بإمكان الصين تحدي القوة الأمريكية على المستوى العالمي، إلا أنها باتت قوة عسكرية ذات مصداقية وتأثير في محيطها الإقليمي.

وقد اكد تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام الصادر في 27 أبريل / نيسان 2020م وجود سباق عالمي محموم غير مسبوق نحو التسلح والإنفاق العسكري.

وتتقدم الولايات المتحدة على الصين، إذ زادت نفقاتها العسكرية بنسبة 5.3٪ إلى 732 مليار دولار مقارنة بعام 2018م، وهو ما يمثل 38٪ من مجموع الإنفاق العالمي، تتبعها الصين بـ 261 مليار دولار، بزيادة قدرها 5.1٪ على أساس سنوي.

وفي هذا المجال يقول الباحث في معهد (سيبري) نان تيان ان الصين “أعلنت بشكل سعيها للتنافس مع الولايات المتحدة كقوة عسكرية عظمى”، لكن النفقات الأمريكية لا تزال هي الأعلى في العالم وتوازي تقريباً مجموع نفقات الدول التالية (الصين، الهند، فرنسا، روسيا، بريطانيا، ألمانيا واليابان، والنظام السعودي).

غير أن دراسة لـ”مركز دراسات الولايات المتحدة” في جامعة سيدني الأسترالية، صدرت في 19 آب / أغسطس 2019م أكدت تراجع قوة الجيش الأمريكي في آسيا، وأنه لم يعد في موقع يسمح له بمواجهة الصين.

وأكدت الدراسة أن الجيش الصيني يمكنه القضاء على القواعد الأمريكية في آسيا بصواريخه في غضون ساعات قليلة.

وقد لقيت الدراسة صدى إعلامياً كبيراً، خاصة وانها خلصت إلى أن “الصين أنشأت ترسانة مثيرة من الصواريخ الدقيقة وأنظمة الدفاع الأخرى، ما يقوض الهيمنة العسكرية الأمريكية في المنطقة”.

وقالت إن جميع المنشآت العسكرية الأمريكية وتلك التابعة لحلفائها في غرب المحيط الهادئ “في مرمى الهجمات الصاروخية الصينية الدقيقة خلال الساعات الأولى لأي صراع مسلح”.

ومع هذا التطور زادت وتيرة التدهور في العلاقات بين العملاقين وباتت مقلقة، خاصة وأن التموضع ضد الصين اصبح محدداً أساسياً في الخطاب السياسي الأمريكي سواء لدى الجمهوريين أو الديموقراطيين.

ومع تزايد القلق من تدهور العلاقات الصينية – الامريكية اصبحت أوروبا تنظر بقلق كبير لهذا التدهور، ما جعلها تتجه نحو تطوير سياسة أوروبية تقوم على استراتيجية تعزز السيادة الأوروبية.

وفي هذا الاتجاه رأت دراسة لمؤسسة العلوم والسياسة الألمانية نشرت في (فبراير/ شباط 2020م في برلين انه ذلك يتطلب التعامل مع بكين بأدوات “فوق وطنية” بهدف تأكيد “استقلالية استراتيجية”.

ودعت الدراسة إلى تحقيق معادلة صعبة تقوم على “إعداد أوروبا لتنافس حامي الوطيس، مع تقوية النجاعة الاجتماعية والتكنولوجية، دون إضعاف علاقات التعاون المتداخلة”.

خاصة وان قوة الصين لم تظهر فقط في المجال العسكري وانما مع وعد رئيسها أيضاً بتقديم مساعدات بملياري دولار للمساعدة في مواجهة جائحة (كورونا)، ما اعتبر استعراض للقوة المالية مع تراجع الدور الأمريكي في المنظمات الدولية وتهديد ترامب بسحب تمويل الصحة العالمية بشكل دائم .
سبأ

قد يعجبك ايضا