أخيراً وجد عدد من تشكيلي اليمن جدران واسعة ليضعوا عليها إمضاءاتهم بكل أصالة ووطنية، بعد أن ظلوا لـ3سنوات من العدوان الأمريكي السعودي على اليمن لا يجدون مكان لتعليق لوحاتهم أو فرصة للتعبير عن أرائهم وإبراز إبداعاتهم الفنية التي هي انعكاس لما يعيشه الشعب اليمني من حروب ومؤامرات دولية، وجد أولئك الشباب المبدعين فرصة سانحة لرسم كل ما يجول في خواطرهم على الهواء الطلق بما يسمح للعامة من استعراض أعمالهم بدون أي مقابل ودون سابق موعد.
على جدران سفارتي أمريكا والسعودية بالعاصمة صنعاء فضَّل العديد من التشكيليين الشباب استعراض قدراتهم الفنية وتسجيل أسماؤهم في قائمة الصمود والمواجهة والتحدي، بلوحات صارخة فضحوا كل من أمريكا والسعودية على جدران سفارتيهما، عكسوا جزءاً كبيراً من الجرائم الوحشية التي ارتكبتها طائراتهم بحق اليمنيين من نساء وأطفال، وبالريشة وثقوا ما استطاعوا من الجرائم التي لا يجوز أن ينساها اليمنيين وإن تجاهلتها ضمائر البشرية جمعاء.
بألوانهم الزاهية التي مزجوها من تراب الوطن الغالي وأفكارهم التي استمدوها من شموخ الراية اليمانية التي تناطح الجبال والسحاب، حولوا جدران سفارتي الرياض وواشنطن الى معرض فني مفتوح، ليس للترفيه عن المارة فقط، بل ولتذكيرهم بما تقوم به دول التحالف ومن معها من العملاء في مدن وقرى اليمن، وحثهم على تبني القضية التي لم تعد اليوم لا جنوبية ولا شمالية، بل صارت قضية يمنية يجب أن يذود عنها كل حر وشريف، كما لا يجب أن تنساها الأجيال المتعاقبة حتى قيام الساعة.
يكفي أن نفخر بأولئك الشباب الفنانين أنهم أزاحوا السياجات الكهربائية عن أسوار السفارات التي كانت تحرم على المواطنين المرور أو التوقف أمامها، وأنهم رسموا على جدرانها معاناة شعب بأكمله، يكفي أنهم رسموا الصورة الحقيقية لأمراء آل سعود وقادة أمريكا على جدران سفاراتهم.
ذلك هو الفن الحقيقي الذي يعبر عن الشعب ويتبنى قضاياه سواءً كانت صغيرة أو كبيرة، ولا يمكن لأي اسم فني أو ريشة أن تكبر إلا إذا تبنت قضايا كبيرة بحجم العدوان الكوني الذي حشدته السعودية ضد اليمن، يستحق أولئك الفنانين أن تخلد أسماؤهم كجنود أطلقوا رصاصاتهم زيتية ومائية وصوبوها نحو العدو السعودي والأمريكي وكسروا هيبته بطريقتهم الخاصة.
شباب اليمن يحولون الزيت والماء الى سلاح في وجه السعودية وأمريكا