تقرير : خاص // وكالة الصحافة اليمنية //
في عملية نوعية وشاملة في جبهة نهم نفذها الجيش اليمني خلال الأسبوعين الماضيين وبعد التخطيط لها وفق استراتيجية عسكرية دقيقة، حققت نجاحا أصاب العدو بالصدمة والذهول وأفقدته القدرة على لملمة شتاته واستجماع قواه.
وأكدت المصادر العسكرية أن الجيش اليمني تمكن من استعادة أغلب ما كان العدو قد سيطر عليه خلال عام 2017م، حيث تكبد العدو في العمليات الاخيرة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وكشفت المصادر أن خسائر العدو الأولية في الأرواح بلغتا أكثر من 120 قتيلا بينهم قيادات كبيرة ومن ضمنهم قائد لواء حفظ السلام وعدد من قادة الكتائب ومئات الجرحى فضلا عن أسر عدد كبير من مسلحي التحالف ، وتدمير أكثر من 10 آليات بمختلف أنواعها واغتنام أعداد كبيرة من الأسلحة المختلفة، حيث تمت العملية باتجاه قطاعات العدو الايمن والايسر والاوسط.. من ثلاثة محاور رئيسية.
وأوضحت القيادة الميدانية ان العمليات الأخيرة في نهم تمت بناء على خطة مركزة لشل العدو وحركته في كل الاتجاهات وبالاعتماد على المعلومات الاستخباراتية ووفق ثلاث مكونات حدد المكون الأول غرفة عمليات العدو ومواقع قياداته وأساليب الحماية والتأمين ومواقع القوة والضعف ، فيما اعتمد المكون الثاني على قطع طرق الامداد والتموين في توقيت محدد فيما قام المكون الثالث على القيام بعملية هجومية شاملة على خطوط الدفاع وتحصينات العدو وصولا الى القضاء على تمترساته والسيطرة على كل المواقع التي كان قد تحصن فيها.
وأشارت إلى أن القوات الخاصة قامت بمهامها المحددة وتنفيذ عمليات اسر القيادات ومواجهة أي مقاومة محتملة خارج التكتيكات المتوقعة .
وقالت المصادر “حققت الاستراتيجية والتكتيك التنفيذي للعمليات وتوظيف البيئة والتغيرات الجوية ارباكا للعدو وقدراته واربكا دعم طيران التحالف له .. واستهدف طيران التحالف بعدد من الغارات قياداته، ونتج عن الاستهداف مصرع القيادي المعروف بالحاوري وعشرات من قوته “.
وفيما يلي تفصيل للمحاور والمناطق التي شملتها العمليات بحسب المصادر العسكرية.
المحور الأول من اتجاه يام:
حيث نفذ الجيش اليمني عمليات هجومية واسعة على مواقع العدو من جهة محور الجرشب من عدة مسارات.
الاول من شمال شرق سلسلة الانصاب باتجاه جبل رياعين وتمت السيطرة على جبل رياعين وصولا الى غول ساحب وقد تم خلالها قطع طرق امداد العدو من جبل حلبان ودوة من جبل رياعين، وترافق مع ذلك التحرك هجوم من موقع طحنون باتجاه مواقع عدن والتباب المحيطة وجبل الادمغ وتمت السيطرة عليها والتباب المحيطة بها.
المسار الثاني في القطاع الايمن من جهة يام تزامن مع تحرك المسار الأول بدأ الهجوم باتجاه مواقع العدو في سلسلة مواقع السوداء وموقع البزي ، وترافق مع هذا الهجوم هجوم على مواقع العدو باتجاه سلسلة مواقع الانصب وجبل الحصين وقد تمت السيطرة على هذه المواقع بالكامل.
المحور الثاني من اتجاه قلب العدو:
نفذ مقاتلو الجيش اليمني عمليات هجومية باتجاه مواقع العدو في سلسلة البياض وتمكنوا خلالها من السيطرة على موقع عياش والتباب المحيطة بها.
المحور الثالث من اتجاه ميسرة العدو:
نفذت قوات الجيش عمليات هجومية تم خلالها السيطرة على مواقع العدو في سلسلة جبال عيدة الشرقية والغربية والمنصاع وتمكنت من السيطرة عليها بالكامل.
هذا وقد حاول العدو استعادة هذه المواقع والمواقع السابقة من خلال الزحوفات المتواصلة ل15 يوما متتالية تحت غطاء جوي مكثف، إلا أن محاولاته باءت بالفشل الذريع أمام الصمود الأسطوري لمجاهدي الجيش واللجان الشعبية، حيث أجبروه على التراجع والانكسار خائبا في كل محاولاته.
وكانت قوة الاستطلاع والعمليات الاستخباراتية والتحليل العملياتي اليومي للجيش قد أعادوا تقييم ميدان المعركة في نهم مؤخرا واكتشاف الثغرات والتكتيكات التي يستخدمها العدوان في محاولته التموضع في نهم بشكل جديد الا ان العمليات الأخيرة للجيش كشفت أيضا عن حالة الارباك التي تسود قيادة المرتزقة ومحاولتهم التنصل من مسئولية الهزائم المتتالية وخاصة الأخيرة منها في جبهة نهم ..كما كشفت عمليات الرصد استنزاف مخزون الذخائر في معركة نهم الأخيرة من شعبة التسليح في مأرب والطلبات المحلة التي رفعت لدول تحالف العدوان لتزويدهم بالذخائر.
وكانت المعلومات الاستخباراتية قد اكدت تشكيل لجنة خاصة من قبل العدوان للتحقيق مع ما يمسى بقادة المناطق الثالثة والسابعة وقادة الوحدات على ذمة مسئوليتهم في خسارة مواقع هامة في نهم والخسائر الفادحة التي لحقت بهم وبمقاتليهم واستنزاف الذخائر والعتاد الحربي.
كما كشفت المعارك الأخيرة في نهم عن العجز الكبير الذي يواجهه المعتدون في تعزيز مواقعهم وعجزهم التام في المواجهة عندما يغيب الاسناد الجوي من طائرات التحالف التي أصبحت تقصف بشكل عشوائي بعد الطلبات المتكررة التي تتلقاها من مسلحيها.
وقد اكد قادة وافراد الجيش اليمني على الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها الابطال في جبهة نهم، وفائض القوة البشرية والمادية في الجبهة مما يجعلها قادرة على تنفيذ استراتيجية استدراج العدو واستنزافه في معرك ة النفس الطويل دون ان تتركه يحقق أي انتصار يذكر.