وكالة الصحافة اليمنية//تحليل خاص//
بوصول المبعوث الأممي الجديد الى صنعاء كمحطة ثانية بعد مروره من العاصمة السعودية الرياض يدشن بها عمله الدبلوماسي باسم الأمم المتحدة، يكون غريفث قد حدد ملامح الحوار أو المفاوضات القادمة في إطار البحث عن تسويات ساسية تضمن إيقاف الحرب القائمة بين القوى اليمنية وكذا إيقاف الحرب التي تقودها دول التحالف بقيادة السعودية.
اكتفاء البريطاني غريفث بزيارة الرياض والانتقال مباشرة الى صنعاء دون زيارة عدن “التي يعتبرها الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي “عاصمته المؤقته”، لم يكن عبثياً أو مجرد جس نبض أو استماع وإصغاء لسلطات الأمر الواقع في صنعاء كما أعلن فور وصوله مطار صنعاء الدولي، فالأمم المتحدة أجبرت على الهبوط في العاصمة اليمنية صنعاء التي طوت ثلاثة أعوام من الصمود العسكري والسياسي في وجه أكثر من 17 دولة تدثرت بقوانين الأمم المتحدة نفسها.
وسواءً تم اعتبار زيارة غريفث اعترافاً بسلطات صنعاء وشرعيتها أم لا، إلا أن هذه الزيارة للمبعوث الجديد في مطار صنعاء عشية الذكرى الثالثة للعدوان عليها يمثل رغبة دولية بالاعتراف بها ولكن في إطار البحث عن سبل ومخارج لبقية الأطراف الداخلية والخارجية التي تورطت في جرائم حرب وكوارث انسانية بحق الشعب اليمني، كما وتعبر عن عدمية اشراك ما يسمى بـ “حكومة الشرعية” التي يرأسها بن دغر في أي مفاوضات قادمة نظراً لعجزها عن تبني قضايا الشعب اليمني ولأنها لا تمثل أي نسبة سياسية أو عسكرية على الأرض.
ومن غير المستبعد أن يقود غريفث مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين صنعاء والرياض كون معظم أوراق اللعبة ومفاتيح السلم والحرب في أيديهما، خاصة بعد أن تأكدت الأمم المتحدة وغيرها بأن هادي ووزرائه شبه معتقلين في الرياض، وأنهم مجرد أدوات بيد أمراء السعودية والامارات تستخدمانهم فقط لإطالة الحرب وشرعنتها.
الأيام القادمة كفيلة بالإفصاح عن الكثير من أجزاء المعادلة السياسية القادمة التي يبدو أن هادي وحكومته خارجين منها، مع مراعاة وجود بعض الاسماء كديكور سياسي تتوارى خلفه الرياض وأبو ظبي في أي محادثات.