تقرير/ عمرو عبدالحميد/ وكالة الصحافة اليمنية //
استثمار دماء وأوجاع الشعوب، هي اهم النقاط التي تتضمنها البرامج الانتخابية لمرشحي الرئاسة الامريكية طوال العقود الماضية.
في يناير من العام 2017 تم تنصيب “دونالد ترامب” رئيساً للولايات المتحدة الامريكية بعد أن استغل ملف جرائم الحرب على اليمن المرتكبة من قبل السعودية والإمارات ووجوب وقف الحرب، وأطلق تصريحات كثيرة حول المعاناة الإنسانية لليمنيين، وضغط على السعودية والإمارات من باب الابتزاز لعقد العديد من صفقات الأسلحة بمئات المليارات من الدولارات.
سنوات الرئاسة الأربع “لترامب” كشفت بوضوح لؤم السياسة الامريكية ونفاق المجتمع الدولي تجاه القضايا الإنسانية في اليمن، وتحويلها بورصة أسهم للأرباح المالية مقابل الرعاية والدعم الأمريكي المباشر للتحالف.
الوصول لكرسي “البيت الأبيض” سيحُسم في نوفمبر المقبل، بعد شهور من الجدل والتصريحات بين مرشحي الرئاسة “دونالد ترامب” عن الحزب الجمهوري و”جو بايدن” عن الحزب الديمقراطي.
وبعيداً عن استطلاع الرأي العام عن حظوظ الفائز في الانتخابات سلطت وسائل الإعلام الضوء على أهم مواقف المتنافسين حول مختلف القضايا في الشرق الأوسط ليعود من جديد الحديث عن اليمن.
موقع “ميدل ايست اي” البريطاني قال إن اعلان المرشح الديمقراطي “جو بايدن” عن اختيار السيناتور “كمالا هاريس” نائبة له في حال الفوز تحمل أنباء غير سارة للسعودية، كون “هاريس” من المنتقدين الصريحين لسياسات المملكة في المنطقة خصوصا ملف حرب اليمن.. وأشار الموقع أن الدستور الأمريكي لا يمنح سلطة كبيرة لنائب الرئيس، إلا أن “هاريس” قد تلعب دور كبير في الادارة الأمريكية، نتيجة شيخوخة “بايدن” إذا ما وصل لكرسي الرئاسة.
جو بايدن المرشح الديمقراطي شدد نبرته تجاه السعودية، مؤكدا على ضرورة معاقبة الرياض على خلفية حرب اليمن واغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
ورداً على سؤال الصحفيين في وقت سابق قال “بايدن” أنه سيمضي في تجميد المساعدات العسكرية إلى الرياض وجعل السعودية دولة منبوذة على الصعيد الدولي.
وأضاف أنه سيلغي جميع الإعانات الأمريكية الممنوحة للسعوديين ومبيعات أي مواد لهم، مضيفا أن حكومة السعودية “تحظى بقيمة اجتماعية إيجابية قليلة جدا”، متهما إياها بـ”قتل الأطفال والأبرياء”، ما يحتم “ملاحقتها”.
تصريحات المرشح الديمقراطي فتحت باب التساؤلات لدى الكثير من المتابعين ومقارنتها بتصريحات “ترامب” خلال انتخاباته السابقة والذي استغل الجرائم الإنسانية للتحالف في اليمن، للوصول إلى الرئاسة، و من ثم قام بإبرام صفقات الأسلحة بمليارات الدولارات مع السعودية والإمارات، إضافة إلى عرقلة إدارة “ترامب” أي مساع لوقف العدوان على اليمن لضمان ديمومة تدفق الأموال الخليجية للخزائن الامريكية من بيع السلاح إلى جانب دفع إتاوات الحماية بعد أن أجبر ترامب السعودية والإمارات على دفعها.
ويرى مراقبون أن السياسية الامريكية ثابتة حتى وأن اختلف المرشحان في الشكل ليبقى المضمون واحد هو أن سفك دماء اليمنيين من قبل التحالف، بمثابة أسهم رابحة في سوق بورصة الوصول إلى البيت الأبيض.