تقرير// عمرو عبدالحميد// وكالة الصحافة اليمنية//
لم يكن مفاجئاً أبداً إعلان العلاقات المباشرة بين الإمارات والكيان الإسرائيلي ووضعها على الطاولة بعد أن كانت طوال عقود تحتها.
خلال الأعوام الأخيرة وتحديداً منذ أن تشكل تحالف الحرب على اليمن تسارعت خطوات العلاقة بين النظام الإماراتي والاحتلال الإسرائيلي بشكل علني وتحت عناوين كثيرة كان أبرزها السياسة والاقتصاد والتعاون العسكري.
في أغسطس من العام 2016، اجتمع طيارون إسرائيليون مع إماراتيون في تدريبات “العلم الأحمر” المشتركة مع طيارين من باكستان وإسبانيا في “نيفادا” بالولايات المتحدة.. تلتها تدريبات جوية لقوات للكيانين في عام 2017 مع القوات الجوية للولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في اليونان، أطلق عليها اسم “إينيوهوس” 2017.. خلاف المشاركة الإسرائيلية بالحرب على اليمن وتواجدها بغرف العمليات العسكرية الإماراتية والسعودية وتنفيذها غارات جوية وفق ما أكدته الكثير من وسائل إعلام العدو الإسرائيلي.
في الجانب الاقتصادي والذي مثل أهم عوامل العلاقة المشتركة بين الإمارات وإسرائيل كشف تقرير على قناة الجزيرة تفعيل هذا الجانب في العام 2004، مع تأسيس بورصة دبي للماس، حيث اقتحمت الإمارة الخليجية نشاطاً تجارياً خاضعاً لهيمنة التجار اليهود، وهو ما دل على القبول الإماراتي بتفعيل العلاقات مع إسرائيل.
وأكد التقرير، قبول عضوية دبي في الاتحاد العالمي لبورصات الماس في نفس العام، بعد موافقة الدول الـ22 الأعضاء آنذاك، ودون معارضة تُذكر من الكيان العبري، وهو ما رفع حجم تجارة الماس في دبي من أقل من خمسة مليارات دولار، قبيل تأسيس بورصة دبي، إلى 40 مليار دولار عام 2012.
للتقارب أكثر أعطت الإمارات الضوء الأخضر لرجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، المقرب من الطبقة الحاكمة الإماراتية، ورئيس مجلس إدارة مجموعة إعمار، لعقد صفقة مع الإسرائيليين لشراء 21 مستوطنة إسرائيلية، كان الكيان العبري يخطط لتدميرها قبل الانسحاب من غزة، مقابل مبلغ ضخم قُدر بـ56 مليون دولار، حسب التقرير.
المشاريع الاقتصادية وما يتعلق بها كثيرة بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي وفي مجالات مختلفة، لكن اللافت هو توقيت الإعلان للعلاقة الرسمية والتي اجمع عليها الكثير من المتابعين بأنها محاولة إنقاذ الحليف الغريق للإمارات “بنيامين نتنياهو” من أزمته السياسية والقضائية والاقتصادية، وخدمة للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” قُبيل انتخابات الرئاسة والتي لم يتبقى لها إلا القليل.
الصحيفة الصهيونية “غلوبس” والمختصة بالشأن الاقتصادي قالت إن الاتفاق والعلاقة المباشرة بين الإمارات وإسرائيل سيحدث نقلة اقتصادية بتحسين الأوضاع في الكيان الإسرائيلي.. ووصفت بأن الاتفاق سيوفر لإسرائيل “جسرا رسميا وثابتا” إلى العالم العربي، وتحديدا إلى الدول الخليجية بما فيها السعودية التي كانت على علم بتفاصيل هذا الاتفاق.