ارتفع معدل التبادل التجاري بين تركيا واسرائييل ليبلغ ستة مليار دولار خلال العام الماضي، وتمثل هذه الزيادة قفزة نوعية في الشراكة العسكرية والتجارية بين الطرفين، وقد سجل التبادل التجاري بين انقرة وتل ابيب إزدهاراً ملحوظاً، منذ وصول جماعة الإخوان إلى سدة الحكم في تركيا.
حيث كان حجم التبادل التجاري بين تركيا والكيان الإسرائيلي لا يتجاوز أربعة مليار دولار سنوياً، حتى العام 2002، وقد أخذ هذا التعاون يتسع أكثر فأكثر إلى أن وصل إلى ماهو عليه اليوم، بعيداً عن الكلمات الرنانة التي يحاول نظام “أردوغان” التظاهربأنها القضية “المركزية” للأمة القضية الفلسطينية.
العلاقة بين الجمهورية التركية والعدو الإسرائيلي تُوجت رسميا بعد اعتراف “انقرة” في 1949 بالكيان الإسرائيلي كوطن قومي لليهود على فلسطين.
ما بين 1958 و1996 وقعت العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية أبرزها تبادل تركيا وكيان العدو السفراء في 1991، وتوقيع رئيس الأركان التركي الجنرال “شفيق بير” اتفاقية تشكيل مجموعة أبحاث استراتيجية مشتركة، ومناورات مشتركة بين الجيش التركي وجيش الكيان الإسرائيلي، منها تدريب عروس البحر المعتمد، وهي تدريبات بحرية بدأت في يناير 1998، والعملية “أورتشارد” للقوات الجوية، كما يوجد مستشارون عسكريون إسرائيليون في القوات المسلحة التركية.
ازدهرت العلاقة بين تركيا والكيان الصهيوني وشملت مجالات أوسع في العام 2005 بعد وصول “رجب طيب أردوغان” إلى سدة الحكم وكانت أولى خطواته زيارة إسرائيل ولقاء رئيس الوزراء “ارييل شارون” وهي الزيارة الذي وضع فيه “اردوغان” إكليل زهور على قبر “ثيودور هرتزل” مؤسس الصهيونية.
في العام 2007 شكلت عقود الأسلحة (69%) من قيمة ميزان التبادل التجاري بين تركيا والكيان الإسرائيلي، البالغ في حينه (2.6) مليار دولار، ورغم حدوث توترات بين البلدين على الصعيد الإعلامي إثر وقوع حرب غزة الأولى نهاية العام 2008، وما تلاها من تنديدات من قبل المسؤولين الأتراك، إلا أن الصفقات تواصلت، وعام 2009 اشترت تركيا عشرة طائرات بدون طيّار من طراز “هيرون” مقابل (183) مليون دولار، من تصنيع شركة إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء.
ووفقاً للمتابعين فأن خطابات (أردوغان) بخصوص القضية الفلسطينية خطابات استهلاكية رغم الترويج الإعلامي الكبير لخلق النظام التركي فكرة وهمية بأنه يدعم القضية الفلسطينية أكثر من غيره في حين تتحدث الأرقام والأفعال على الواقع غير ذلك.
العام الماضي بلغ التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل 6 مليارات وفق ما كشفته صحيفة معاريف العبرية، وتؤكد وسائل الإعلام الإسرائيلية والتركية أيضاً تنامي العلاقات التجارية بالإضافة إلى العلاقات العسكرية من إقامة مناورات مشتركة وتبادل خبرات في صناعة الأسلحة وصيانتها وغيرها.
وزير الاستخبارات والمواصلات في الكيان الصهيوني “يسرائيل كاتس” قال في لقاء سابق مع صحيفة معاريف أنهم لا يأبهون لعنتريات “أردوغان” في الإشارة لخطاباته، طالما أنها لا تمنعه من جعل حجم التجارة عبر حيفا نحو 25% من تجارة تركيا مع دول الخليج العربي وكان ذلك قبل إعلان اتفاق العلاقة المباشرة بين الكيان الإماراتي والكيان الإسرائيلي .
الكثير لا يعلم عن مدى العلاقة بين تركيا وإسرائيل شركاء الدم والمال على حساب فلسطين ومقدسات الأمة، لتتوسع الشراكة بانضمام الإمارات علناً في خطوة تمهيدية للاحق السعودي في ركبهم، لتبقى القضية الفلسطينية بورصة أسهم مالية لأنظمة العمالة وبوصلة لأحرار المقاومة.