اتفاق الخيانة يُسقط جدار القومية ورداء الدين في اليمن
تقرير// عمروعبدالحميد // وكالة الصحافة اليمنية//
خفايا التطبيع باتت ظاهرة للعلن دون مواربة أو مواراة، ولم تعد مصافحة العدو الصهيوني وفتح سفارات له في بلدان الخليج أمراً يدعو للخجل أو الحياء.. فاتفاق الخيانة بين الإمارات والكيان الإسرائيلي لم يفضح “أبو ظبي” فقط بل كشف الأدوات المتماهية والمتقبلة عملية البيع والشراء بقضايا الأمة على حساب مصالحها الشخصية.
في الـ 13 من الشهر الجاري “أغسطس” أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، عن اتفاق سلام تاريخي بين إسرائيل والإمارات برعاية أمريكية على حد وصفه، ما أثار السخرية في الشارع العربي والإسلامي وكأن الاتفاق جاء بعد عقود من الحرب بينهما ووصول ابوظبي إلى مشارف القدس.
التطبيع المباشر للعلاقات بين النظام الإماراتي والكيان الإسرائيلي لم يكن مفاجأً للمتابعين والمراقبين لا سيما مع تناول علاقاتهما بشكل رسمي في الآونة الأخيرة وخصوصا من بعد العدوان على اليمن في السادس والعشرين من مارس 2015م.
اتفاق الخيانة أسقط الأقنعة عن الوجوه الحقيقة التي تسترت خلف الشعارات الدينية والوجوه التي توشحت بالقومية وتغنت بالوطنية في الساحة اليمنية.
الأدوات الإماراتية في اليمن وعلى اختلاف مسمياتها باركت خطوة رب نعمتها، وتوزعت الأدوار بينها، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي “هاني بن بريك” وهو أحد القيادات التكفيرية عبر عن نفسه وعن المجلس تأييد اتفاق الخيانة وبشكل مخزي وبشع ووصل به الأمر للمديح برئيس وزراء الكيان الصهيوني واستعداده زيارة الأراضي المحتلة.
لم يكن الانتقالي فقط مستعد للعمل والتقارب مع إسرائيل، فالوسائل الإعلامية المحلية تناول النموذج الآخر “طارق عفاش” وأكدت مباركته لاتفاق العار الإماراتي الإسرائيلي
ما يؤكد هذا التناول هو أن “طارق عفاش” يعمل تحت الإدارة والرغبة الإماراتية وسخر نفسه جندياً تحت مسمى “حراس الجمهورية” لتحقيق مآربها في الساحل الغربي في حين أنه لم ينفي تأييده ومن المعروف عنه أنه يستغل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والنشطاء المقربين منه لإسقاط أرائه الساقطة.
ما يعزز مصداقية ما سبق أن وسائل إعلامية كشفت مطلع يوليو الماضي نقلا عن مصادر استخباراتية لقاء جمع “طارق عفاش” مع قائد المنطقة الجنوبية في جيش العدو الإسرائيلي “هرتزي هليفي” وبرفقته عدد من الضباط الإسرائيليين، وبحضور ضباط إماراتيين في غرفة عمليات الساحل الغربي بمدينة المخأ.
المواقف المخزية لم تكن استثناء أو محصور الوسائل الإعلامية تناولت أيضاً تهنئة “احمد علي عبدالله صالح عفاش” والذي أعرب فيها عن سعادته الغامرة بالنجاحات التي تحقّقها السياسة الإماراتية على مستوى المنطقة لتوطيد أركان السلام في الشرق الأوسط وإنهاء حالة التوتر التي عاشته المنطقة لعقود من الزمن وما تخللها من حروب أضرت بمصالح الدول العربية وبمصالح إسرائيل.
هذه المواقف ليست طارئة أو مستجدة بل قناعات بلورتها الأنظمة العربية السابقة واللاحقة تحت شعارات السلام لتبطل فتيل تحرك الشعوب عند إعلان علاقات مباشرة كيان العدو الإسرائيلي وكان “عفاش الأب” أحد مسوقيها.
معادلة صحيحة النتيجة لا تقبل القسمة أكدها قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، من يوالي أمريكا ويقبل بأمريكا ويتعاون مع أمريكا سيقبل بإسرائيل وسيخدم إسرائيل.