تقرير // عمرو عبدالحميد // وكالة الصحافة اليمنية//
ستة أعوام اوشكت ان تكتمل من الحرب الشرسة على اليمن تسبب بخسائر كبيرة في الجانب الاقتصادي بمختلف جوانبه.
ولم يكتفي التحالف بتدخله العسكري في اليمن وفرضه حصار خانق على الشعب اليمني بل ذهب لتدمير مقومات ثروة اليمنيين ومنها الثروة السمكية.
فبعد أن استهدف تحالف العدوان الصيادين اليمنيين واجبرتهم على عدم ارتياد البحر الأحمر لا سيما مع استهدفها بشكل مباشر للصيادين بغارات جوية او بضربات من سفنها الحربية وبلغ عدد الشهداء وفق إحصائية غير نهائية إلا 268 صيادا والعشرات من الجرحى.
وحظر التحالف نشاط الصيد التقليدي في 12 منطقة بحرية منذ اليوم الأول للعدوان، ما تسبب بحرمان أكثر من 50 ألف صياد تقليدي يمارسون مهنة الصيد في سواحل البحر الأحمر.
منع الصيادين من مزاولة أعمالهم هدف لطالما سعى إليه التحالف لفرض سيطرته على الثروة السمكية في المياه الإقليمية اليمنية والعبث بها وتلويث السواحل وهو ما أكدته العديد من البلاغات التي تلقتها وزارة الثروة السمكية في صنعاء حول ارتكاب سفن التحالف تفريغ مواد كيمائية في مناطق الصيد ومناطق التكاثر والحضانة والغذاء للأحياء البحرية في البحر الأحمر.
إضافة إلى ذلك تناولت وسائل إعلامية مختلفة منح قوات التحالف تراخيص لشركات صيد غير مرخصة وتقوم بحمايتها.
وقال تقرير حديث لوزارة الثرة السمكية في حكومة إن الخسائر المالية التي تكبدتها اليمن بسبب سماح التحالف لسفن اصطياد عملاقة غير يمنية للاصطياد في المياه اليمنية ونهب الثروة السمكية بلغت مليار و680 مليون دولار لنفس الفترة السابقة وهذه القيمة حسب التقرير هي قيمة الأضرار البيئية التي خلفتها عمليات الاصطياد غير القانونية.
في شهر يوليو الماضي تكررت نفوق الأسماك في البحر الاحمر وشاهد الصيادين اعداد هائلة من الأسماك على شواطئ الصليف بمحافظة الحديدة وذلك نتيجة استخدام شباك ومواد ممنوعة سمح التحالف بإدخالها إلى اليمن.
هذه الجريمة حركت فريق إشرافي من اللجنة الزراعية والسمكية العليا ومعهم خبراء في علوم البحار، بالنزول إلى ساحل الصليف لتقصي ظاهرة نفوق الأسماك الصغيرة، وأرجع الفريق أسباب النفوق إلى الصيد العشوائي والجائر واستخدام شباك إسرائيلية ممنوعة كان التحالف قد تعمد ادخالها الى اليمن.
الفريق الإشرافي أشار إلى أن أنشطة الاصطياد الجائر والعشوائي للأسماك تنامت في الفترة الأخيرة نتيجة لحاجة الصيادين لتأمين قوت يومهم بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية جراء استمرار العدوان والحصار..
ولافت الفريق الإشرافي إلى ان التحالف استغل قلة وعي بعض الصيادين لتحقيق مآربه في تدمير الثروة البحرية.
واكد الفريق أن هذه الظاهرة تشكل تهديدا للأحياء البحرية والمخزون السمكي في المياه اليمنية لافتا إلى أن غياب الوعي لدى معظم الصيادين أحد أسباب الصيد الجائر على طول الشريط الساحلي لليمن، حيث يلجأ بعض الصيادون إلى استخدام شباك صيد ضيقة أو أضواء ممنوعة تؤدي إلى تدمير البيئة البحرية.
ورفع الفريق جملة من المعالجات لمنع الصيد العشوائي أبرزها تنفيذ حملة توعية للصيادين عبر غرفة طوارئ الصيادين بمساندة مؤسسة بنيان التنموية وإشراف اللجنة السمكية العليا.. بالإضافة إلى ضرورة حصر شباك الصيد وتحديد المخالف منها وتعزيز دور المشاركة المجتمعية في الرقابة وتكليف قوارب رقابة عبر الهيئة العامة للمصائد بالتنسيق مع الجهات المعنية وبإشراف ميداني من البحرية والدفاع الساحلي والجهة الإشرافية.
يرتكب التحالف تدمير ممنهج للثروة السمكية والبيئة البحرية اليمنية وبطرق مختلفة يُنذر بالخطر على ركيزة هامة من مقومات الاقتصاد اليمني وفق تأكيدات الخبراء والذين يرون أن الأثار الكارثية الناجمة عن جرائم التحالف تحتاج لسنوات طويلة للتعافي.
مختصون في البيئة البحرية أكدوا بأن الاثار الكارثية الناجمة عن جرائم التحالف بحق الثروة البحرية اليمنية تحتاج لسنوات طويلة للتعافي.