كشفت مصادر لصيقة بالشيخ “عبد المجيد الزنداني” المتواجد في السعودية منذ الأيام الأولى لـ”عاصفة الحزم” 2015م، والقابع حالياً تحت الإقامة الجبرية، ويخضع للتحقيق، ضمن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضد تيار الإخوان المسلمين، عن حالة من القلق تعتري الشيخ الزنداني من أن تقوم الرياض بالفتك به .
وذكر المصدر أن الشيخ “الزنداني” أفصح لبعض المقربين منه عن خشيته من الفتك به من قبل الرياض بعد سقوط معاقل القاعدة وداعش في البيضاء بيد أنصار الله “الحوثيين”، ونتائج العملية العسكرية في “قيفة” الصادمة للتحالف ولجميع المراقبين.
وأضاف المصدر أن “الزنداني” قال للمقربين “ما كان يمنع عني بطش آل سعود هو قوة القاعدة في اليمن والجزيرة العربية، وهذه سقطت أو تلقت ضربة قاضية أفقدتها أهميتها ضمن حسابات السعودية والتحالف، وأنها القاعدة كانت لتنتقم لو أن الرياض أقدمت على إيذائه في الماضي.
خسارة القاعدة في اليمن أقلق الزنداني
وخسر تنظيم القاعدة في “قيفة ويكلا” وتنظيم داعش معاقلهما، بعد سيطرة دامت لأكثر من 15 عاماً، خلال عملية عسكرية مفاجئة ومباغته للجيش واللجان الشعبية.
ولفت المصدر بأن الشيخ “الزنداني” يخشى أن تقدم الرياض على تسليمه إلى الولايات المتحدة، ويتحول إلى كبش فداء بعد خسارة القاعدة الثقيلة في اليمن، حيث كانت واشنطن قد صنفت الزنداني ضمن قوائم المطلوبين بتهمة الإرهاب في فبراير 2004.
ويعرف عن الشيخ الزنداني مساندته لتنظيم القاعدة، ودعوته عبر وسائل الإعلام إلى الاعتراف بالقاعدة ككيان موجود أثناء انسحاب التنظيم من أبين منتصف العام 2012م، وهو كان دعا قبيل الانسحاب اليمنيين إلى المشاركة فيما أسماه الجهاد مع أنصار الشريعة المحسوبون على القاعدة، ودعا العلماء ورجال الدين لمناصرتهم.
طلاب جامعة الإيمان قادة في تنظيم القاعدة
وكذلك كان موقف ابنه الشيخ”محمد عبدالمجيد الزنداني” حيث نشرت الصحف والمواقع الإلكترونية الفتوى التي أصدرها على صفحته في الفيسبوك والتي تضمنت دعوة اليمنيين للمشاركة فيما اسماه “الجهاد في محافظة أبين مع من جماعة أنصار الشريعة”.
ويعتقد كثيرون بأن الشيخ “الزنداني” ينتمي فعلاً لتنظيم القاعدة وهي تقف خلفه وعدم النيل منه، خاصة بعد اختطافه “لينا مصطفى” ابنة وزير العدل المحسوب على الحزب الاشتراكي الدكتور “مصطفى عبد الخالق” قبيل أحداث 94م ومقتلها بصورة غامضة في بيته وقدم خلالها الشيخ “الزنداني” رواية متناقضة حول مقتلها بمسدسه، فيما قالت صحف اشتراكية أن الفتاة خطفت وأنها تعرضت للاغتصاب وتم قتلها من قبل الشيخ “الزنداني” منعاً للفضيحة.
ورفض الشيخ “الزنداني” في كثير من مقابلاته الإعلامية تحديد موقفه من القاعدة، إلا أنه دائماً يدعو إلى الحوار مع التنظيم.
في موازاة ذلك سلكت ابنته الشيخة “عائشة” مسلك أبيها في المطالبة على صفحتها بمواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى الاعتراف بأنصار الشريعة والتحاور معهم أسوة “بالحوثيين” والحراك.
وقد عرف عن عائشة طباعتها وتوزيعها لمطبوعات القاعدة في جامعة الإيمان على طالبات الجامعة ممن يسمين حال التخرج بـ”الشيخات”، وقد كان موقفهن مؤيداً لتنظيم القاعدة.
يشار إلى أن المئات من خريجي جامعة الإيمان التحقوا بتنظيم القاعدة وتبوؤا مناصب قيادية في التنظيم، كما نفذت عناصر خلايا القاعدة والتي كانت تنتسب للجامعة عمليات اغتيال من أبرز ضحاياها “جار الله عمر” مهندس اللقاء المشترك، والدكتور “محمد عبد الملك المتوكل”.
