الموت يهدد ملايين اليمنيين، الجوع سيحصد أرواح الكثير منهم، والمرض سيفتك بالجميع، هذه هي شعارات الأمم المتحدة والمنظمات المنبثقة منها العاملة في اليمن.
منذ عقود من الزمن والمنظمات الدولية تستثمر بمعاناة اليمنيين إلا أن قيمة أسهم استثمارها ارتفعت مع فرض التحالف الحرب على اليمن في 2015.
مؤخراً حذّرت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، “ليز غراندي”، من أن نقص التمويل بدأ يتسبّب بإغلاق أو تقليص برامج المنظمة الأممية في اليمن الغارق بالحرب، ما يهدد ملايين السكان بالموت على حد قولها.
ووصفت “غراندي” في منتصف أغسطس الجاري في بيان لها أن نصف برامج الأمم المتحدة الرئيسية في اليمن تأثرت جرّاء نقص التمويل.. وقد تم إغلاق أو تقليص 12 من برامج الأمم المتحدة الرئيسية الـ38″، بينما يواجه 20 برنامجاً آخر المصير ذاته.
وأضافت ليس أمامنا خيار فعلينا التزام أخلاقي بتحذير العالم من أن ملايين اليمنيين سوف يعانون وقد يموتون، لأننا لا نملك التمويل الذي نحتاجه للاستمرار.
مصطلح الالتزام الأخلاقي أكثر المصطلحات وروداً في بيانات منظمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن لوضع ألف خط احمر تحتها من قبل اليمنيين.
بالرغم من التقارير العديدة التي تناولت حجم الانفاق المالي والعائدات على مسؤولي وموظفي المنظمات، تسأل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، عن إنفاق المنح التي تتلقاها الأمم المتحدة باليمن تجاه مشاريع حقيقية يلمسها اليمنيين.
الأمم المتحدة تسلمت نصف المبلغ الذي أُعلن في مؤتمر المانحين لليمن في وقت سابق من هذا العام “بالرياض” التي تشن حرباً على اليمن منذ خمسة أعوام وبلغت قيمة المنح ١.٣٥مليار دولار تسلمت الأمم المتحدة نصف هذا الرقم حتى الان خلافاً عن المنح المقدمة لليمن عبر مصادر متعددة.
المنظمات لم تعد تستثمر الجوع فقط بل حتى البنية التحتية وهو ما جعلها محط سخرية لدى الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تحذير الأمم المتحدة بتوقف خدمات المياه والصرف الصحي في اليمن بحال لم تحول لها أكثر من ٥٠٠مليون دولار من المانحين رواد التواصل الاجتماعي سخروا من المبالغة في قيمة المبلغ موعزين ان ١٠٠مليون دولار فقط يمكنها تشغيل المياه مع عمل شبكات وحفر وتشغيل ابار وضخ المياه لمعظم السكان في أربع محافظات.
ورأى البعض أن المبلغ المقدم من المانحين قادر على دفع رواتب جميع الموظفين في اليمن لسنة كاملة وبذلك تتوقف معاناة أكثر من مليون اسرة ويتحرك الوضع الاقتصادي حيث تبلغ رواتب جميع الموظفين في قطاعات الدولة في اليمن نحو٧٠ مليون دولار شهرياً.
دائماً ما تتحدث الأمم المتحدة عن وجود فجوة كبيرة في تمويل الاحتياجات الإنسانية إلا أنه في الفترة الأخيرة وجدت الأمم أسطوانة جديدة للاستثمار تحت مسمى خدمات المياه والصرف الصحي والتي حذرت الأمم المتحدة في بيان، من أنه سيتم قطع أو انهيار 50 % من خدمات المياه والصرف الصحي باليمن خلال أسابيع، في حال عدم الحصول على تمويل عاجل.
فبعد أن استثمرت منظمات الأمم المتحدة جوع ودماء اليمنيين طوال خمسة أعوام انتفخت فيها كروش موظفيها، ها هي تتاجر اليوم في خدمات الصرف الصحي.