وكالة الصحافة اليمنية //
تقرير: رشيد الحداد
تُواصل قوات صنعاء عمليتها ضدّ التنظيمات الإرهابية في محافظة البيضاء (وسط)، وذلك بعد سيطرتها على أهمّ معاقل تنظيمَي «القاعدة» و»داعش» في منطقتَي يكلا وقيفة، حيث تمكّنت أخيراً من القضاء على زعيم «داعش» في اليمن، المدعو أبو وليد العدني، في كمين مسلّح نصبته له.
وفي ظلّ الحرب الانتقامية التي تشنّها التنظيمات الإرهابية ضدّ مواطنين في منطقة المصينعة في المحافظة نفسها، لا يُستبعد أن تُصعّد قوات صنعاء عمليتها وصولاً إلى إنهاء وجود «القاعدة» و»داعش» في البيضاء.
وأَعدم عناصر «القاعدة»، خلال الأيام الماضية، عدداً من المواطنين من أهالي المصينعة، بذريعة التخابر مع الجيش واللجان الشعبية، وذلك بعدما فقد التنظيم 14 معسكراً في معاقله الأساسية في منطقتَي قيفة ويكلا في مديرية ولد ربيع.
وهو ما دفعه إلى محاولة إثبات وجوده عبر منطقة المصينعة الواقعة ما بين محافظتَي البيضاء وأبين، والخارجة عن سيطرة قوات صنعاء، حيث أقدم، أول من أمس، على اقتحام مركز المصينعة الطبّي وتفجيره، علماً بأن المركز المذكور يُعدّ الوحيد الذي يقدّم خدماته الطبّية للآلاف من المواطنين في تلك المنطقة النائية.
ولم يتوقف «القاعدة» عند جريمته هذه التي جاءت بعد أسبوع من قيامه بإعدام طبيب الأسنان، مظهر محمد اليوسفي، وصلبه أمام العامة بتهمة التخابر مع الجيش واللجان، إذ أكدت مصادر قبلية في البيضاء، لـ»الأخبار»، قيام عناصر التنظيم، الثلاثاء، باختطاف أربعة مواطنين من أهالي الحازمية في المصينعة وإعدامهم بطريقة بشعة بتهمة التخابر والتجسّس على تحرّكاته في المناطق الواقعة ما بين البيضاء وأبين.
وكشفت المصادر أن «القاعدة» أعدّ، بعد هزيمته في يكلا وقيفة الأسبوع الماضي، قائمة إعدامات بحق عشرات، بينهم سبع نساء، وتَوعّد كلّ من يقف إلى جانب قوات صنعاء بالقتل والصلب، معتبرة أن جرائمه تعكس حالة الخوف لديه من سقوط المصينعة بيد «أنصار الله»، ومُتّهمة تحالف العدوان وحكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، بتقديم غطاء للعناصر الإرهابيين بوصفها «قوات مقاومة»، ومساندتها جوّاً بشنّ سلسلة غارات على مواقع سابقة لها سقطت تحت سيطرة الجيش واللجان.
تتحدّث مصادر من صنعاء عن نقل العناصر الإرهابيين من البيضاء إلى أبين
تصعيد «القاعدة» جرائمه خلال الأيام الماضية جاء بعد إعلان مصدر أمني في وزارة الداخلية في حكومة الإنقاذ، مطلع الأسبوع الجاري، مصرع أمير تنظيم «داعش» في اليمن وعدد من قيادات تنظيم «القاعدة» في كمين مسلّح نَفّذته قوات الجيش واللجان ضدّهم في جبهة قيفة في مديرية رداع (البيضاء)، وذلك أثناء فرارهم من مناطق حمة عواجة وحمة لقاح.
كما أعلن المصدر الأمني تمكّن قوات صنعاء، في الكمين نفسه، من القبض على أمير “داعش” في منطقة قيفة، المدعو سالم حسن الصعيمي، إلى جانب 40 من عناصر التنظيم. وتلت تلك التطوّراتُ سيطرةَ الجيش واللجان على مناطق حمة عواجة وحمة لقاح في جبهة قيفة، فضلاً عن تأمينها منطقتَي يكلا والقريشية في الجبهة نفسها.
من جهته، أفاد المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أن العملية العسكرية التي نُفّذت في البيضاء واستمرّت سبعة أيام أدّت إلى «سقوط 250 من عناصر داعش والقاعدة بين قتيل وأسير ومصاب من جنسيات عربية وأجنبية»، مؤكداً مقتل خمسة زعماء وأمراء، منهم زعيم تنظيم «داعش» ومسؤولاه الأمني والمالي.
كما تمّ، بحسب سريع، «أسر العديد من أولئك العناصر، وتحرير ما مساحته ألف كيلو متر مربع، والسيطرة على 14 معسكراً، منها ستة لداعش وأخرى للقاعدة»، حيث عثر الجيش واللجان على وثائق مهمّة تثبت تورّط السعودية في دعم «القاعدة» وتمويله.
وفيما اتهم محافظ شبوة، المحسوب على صنعاء، أحمد بن الحسن الأمير، تحالف العدوان وحكومة هادي، بنقل عشرات العناصر الإرهابيين من البيضاء إلى شبوة، أكدت مصادر جنوبية في صنعاء لـ»الأخبار» وصول عدد كبير من قيادات «القاعدة» وعناصره إلى مديريتَي لودر ومودية في محافظة أبين خلال الأيام الماضية، كاشفة أن التنظيم بدأ بإنشاء معسكرات جديدة في أبين وشبوة بتواطؤ من حكومة هادي و»التحالف».
إلى ذلك، تفيد إحصائيات حديثة صادرة عن وزارة الداخلية في صنعاء بقيام «القاعدة» و»داعش»، ما بين عامَي 2015 و2020، بارتكاب 327 جريمة متنوّعة، ما بين اغتيالات وقتل مدنيين وتفجير طرق بالمفخخات.
المصدر: جريدة “الأخبار” اللبنانية.