أكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في الجمهورية الاسلامية الايرانية كمال خرازي أن بعض دول مجلس التعاون وأميركا لها دور في نقل الإرهابيين الى مناطق أخرى بما فيها أفغانستان.
وخلال كلمة له في مؤسسة الدراسات الاستراتيجية في إسلام آباد، والتي شرح فيها توجهات ايران تجاه التطورات الدولية والإقليمية، أشار كمال خرازي الى وقوع عدة أحداث غير متوقعة خلال العقود الماضية في العالم: وفي مقدمتها انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 والتي تركت آثار إقليمية وحتى دولية عميقة، وانهيار الاتحاد السوفيتي الذي أخرج العالم من ثنائية القطبية وظهرت التعددية القطبية في العالم وازداد دور القوى الإقليمية، خلافا لتصورات أميركا التي كانت تريد ان تكون القطب الوحيد، وكذلك ظهور قوى اقتصادية كالصين والهند في آسيا، إضافة الى حدوث الثورات العربية خلال السنوات الاخيرة في الشرق الاوسط، والتي أدت الى تبعات وخيمة بما فيها انتشار الإرهاب التكفيري في المنطقة والعالم، الامر الذي تسبب في زعزعة استقرار المنطقة.
وأضاف خرازي أن “الثورة الاسلامية في ايران أدت الى قطع التبعية لأميركا وتكريس الاستقلالية في ايران التي وضعت الدفاع عن الشعب الفلسطيني والصداقة مع الدول الاسلامية في مقدمة اولويات سياستها الخارجية.. الا ان هذا التطور ونظرا لأهمية ايران الجيواستراتيجية والجيوسياسية للغرب، أثار العداء الغربي بقيادة أميركا والدول المتحالفة معها ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.”
وتابع: ان كل المخططات والسيناريوهات الاميركية والصهيونية ضد ايران باءت بالفشل، واليوم فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية تواصل دربها بقوة في مواجهة المؤامرات.
ولفت الى ان: السياسات المخربة لترامب وإدارته، أثارت الحيرة لدى الاوروبيين، الذين لا يمكنهم التخلي عن حليفهم القديم (الولايات المتحدة) ولا يمكنهم التنسيق مع هذه السياسات، الامر الذي منح الفرصة لمزيد من التقارب بين الصين وروسيا.. كما ان ايران ترى مصالحها في تعزيز التعاون مع الصين وروسيا لمواجهة السياسات الاميركية العدائية، كما انها ونظرا لاستقلاليتها السياسية تفضل أن تكون لها علاقات طيبة مع اوروبا والهند وباكستان أيضا.
وفي جانب آخر من كلمته، لفت خرازي الى هزيمة التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، وقال: لكن ذلك لا يعني زوال الارهاب التكفيري في العالم، لذلك من المتوقع ان يواصل الارهابيون تنفيذ عملياتهم الإرهابية الإيذائية، وأن يهاجروا الى نقاط أخرى بما فيها أفغانسان وشمال افريقيا وآسيا الوسطى ويزعزعوا الأمن في تلك المناطق، ومن المؤسف فإن التقارير الواردة تفيد ان بعض دول جنوب الخليج الفارسي والولايات المتحدة الاميركية لها دور في نقل الإرهابيين الى المناطق الأخرى بما فيها أفغانستان.
وبيّن أنه: من المؤسف ان يقوم أعداء الجمهورية الاسلامية الايرانية بقلب الحقائق بشأن تضحيات إيران في مواجهة الارهابيين التكفيريين، زاعمين في دعاياتهم الإعلامية بأن ايران تزعزع الاستقرار، رغم ان العديد من الدول وشعوب العالم أدركت جيدا أن هذه الدعايات الإعلامية ما هي الا بهدف التغطية على الاتهامات الموجهة لأصحابها باعتبارهم داعمين للإرهاب.. ومن جهة اخرى فإن الدول الداعمة للإرهاب والمزعزعة للاستقرار في المنطقة ومن اجل أن تطمئن بالدعم الاميركي لسياساتها المخربة، تقدم أتاوات بمئات المليارات من الدولارات الى الإدارة الاميركية الحالية.
ودعا خرازي الى ضرورة التعاون بين الدول المستقلة في المنطقة من أجل إرساء الاستقرار فيها، مضيفا ان: الجمهورية الاسلامية الايرانية وكما أثبتت عمليا فإنها مستعدة للتعاون بشكل ثنائي ومتعدد الأطراف مع الدول الأخرى لحل المشكلات الإقليمية واستتباب الأمن وإرساء الاستقرار.
قناة العالم