مقالات وتحليلات/وكالة الصحافة اليمنية/عامر محمد الفايق
من جانب إيجابي سنتناول ونتكلم عن زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للعراق..يوم أمس الأربعاء..فالرئيس الفرنسي وصل بغداد وألتقى الرئيس العراقي برهم صالح وكذلك رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وكان متحمساً اثناء الزيارة وتحدث عن أهمية احترام سيادة العراق.
زيارة ماكرون قبلها كانت زيارة للبنان ولم تكن الزيارتين من موقع فرنسي حليف للولايات المتحدة بل من منطلق المصلحة الذاتية لفرنسا بعيداً عن التحالف الأمريكي أو داخل الإطار الأمريكي بل من موقع ووضع اوروبي جديد منذ خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي .وتفكيك الإتحاد الذي تقوده الآن فرنسا.
تكلم ماكرون لوسائل الإعلام عن السيادة والإستقرار واهميتها للعراق وكلامه ذاك عن السيادة اثناء زيارته لبلد ما يعني انه يري التدخل في سيادة العراق.خطر على مصالح بلاده (فرنسا) من استمرار بقاءه في هذا المكان.والموقف.
ايضاً مادام يتحدث الرئيس الفرنسي عن سيادة دولة عربية يجب ابراز هذا العنوان إذا ما عرفنا أن أكبر منتهك لسيادات الدول العربية هي الولايات المتحدة الأمريكية.وحليفتها جارة السوء المملكة السعودية.
إعلام التحالف الأمريكي السعودي في المنطقة يحاول عبثاً تحويل مجرى الزيارة وتهميش الحدث.وخصوصاً ماتحدث عنه الرئيس الفرنسي بما يتعلق بالسيادة العراقية إلى خطاب من نوع ان العراق مخترق من جانب والإكثار من التدخلات وبمبرر انساني.
بينما يجب أن يطرح على طاولة السياسي العراقي مع الفرنسي وجود القوات الأمريكية في العراق وخطر استمرار وجودها على الأراضي والقواعد العراقية ووجوب تحول العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق من العلاقة في جانب الدفاع والأمن إلى تبادل المصالح المشتركة والتعاون الإقتصادي بلا اجحاف أو استغلال لثروات العراق وبالتالي احترام سيادة العراق وامنه ومكوناته الداخلية سواء مثل الحشد الشعبي أو الفصائل الأخرى واحترام الجوار الإيراني للعراق والعلاقات التاريخية بين الشعبين العراقي والإيراني بلا املاءات ومزايدات من قبل الأمريكي.والسعودي.
وبمكان الرئيس الفرنسي أن يهتم بأولويات العراق في بناء الدولة واحترام إرادة الشعب العراقي في استتباب الديمقراطية وبما أن فرنسا تمتلك الة إعلامية لايستهان بها فلا مانع من أن يتعاون العراق مع الجانب الفرنسي في التصدي لهجمات الإعلام الأمريكي السعودي والموجه ضد العراق وسيادة العراق ومصالح العراق وشعبه بنفس الوتيرة والصراحة كي لاتكون الزيارة مجرد استعراض بالإهتمام في وسائل لاعلام بينما ما تحت الطاولة يظهر ولايختفي التآمر على الشعب العراقي ومصالحه.وهذا ما لانريد أن يكون.
على العموم لن نكون إلا كما بدأنا ونتفائل أن تتحرك أوروبا ولو بقيادة فرنسا في اتجاه معاكس لسياسات الولايات المتحدة الموسومة دائماً بمحاولة تفكيك المكونات العراقية وهي لاتختلف عن سياسة اداتها السعودية التي تهاجم ولاتحب عراقاً مستقراً أو عراقاً ديمقراطياً أو عراقاً قوياً غنياً يستغل ثرواته في تقدم بلاده وشعبه.
يجب أن تفهم السعودية من ماكرون ان عليها أن تنسى الحقد القديم والإخلال بسيادة العراق وتفهم ان تصدير 10 مليون برميل من النفط لو حصل فلا يعني ذلك أن المملكة السعودية ستكون في مكان لاتحسد عليه.أو انها ستتضرر من ذلك.
نعرف أن الإهتمامات السعودية وكذا الأمريكية لاتصب إلا في ايقاف العراقيين عن تحقيق طموحاتهم المشروعة ويكفي المملكة تأليباً على ايران في العراق لأنها يجب أن تفهم أن ايران ترتبط مع العراق بعلاقات اساسها حسن الجوار .وللسعودية ان تنافس في هذا الجانب.
وبالمناسبة فلا مانع أن نذكر كيفية التعاون مع العراق خلال عقد مضى من الزمان حيث لم يكن إلا في ارسال الإنتحاريين والعربات المفخخة.وكذا الولايات المتحدة في دعم وحماية كل أولئك على الأرض عن طريق قوات التحالف.
ومن الأهمية بمكان ان السعودية وكذا الولايات المتحدة يجب أن تراجعا سياساتيهما في المنطقة وتستعيض عن ربط استقرارهما ببدائل اخرى غير تصدير الأزمات الداخلية للآخرين والتوافق والتنسيق في هذا العالم مع الجميع للعيش بسلام وبلا خلق صراعات في المنطقة وكذا مع العراق. فالعراق والشعب العراقي لن يصمت طويلا وسيلتفت للتدخل السافر السعودي الأمريكي في شؤونه وسيادته وسيكون شاهد كان منهم من يؤكد ذلك بسبب تغير موازين القوى وقواعد اللعب في النظام الدولي وخاصة في المنطقة العربية والإسلامية وما لزيارة ماكرون وتحدثه عن ضرورة احترام سيادة العراق إلا البداية وخير دليل على ذلك.