خاص/وكالة الصحافة اليمنية//
أثارت الأحكام النهائية في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الكثير من ردود الأفعال الساخرة من إغلاق ملف القضية بأحكام السجن للمتهمين الثمانية.
الصحافية في “واشنطن بوست” كارين عطية وصفت الأحكام بـ” العرض الهزلي” للعدالة واعتبرت أن الأمل في منع ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” من إغلاق الستار على القضية وإسكاته للعديد من المدافعين السعوديين عن حقوق الإنسان هو تذكير للمرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية “جو بايدن” ليفي بوعده.
وذكرت “كارين”، في مقالها أن بايدن قال خلال مناظرة العام الماضي أن بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي، كما وعد بألا تبيع الولايات المتحدة مزيدا من الأسلحة للسعوديين، قائلا: “سنجعلهم يدفعون الثمن ونجعلهم، في الواقع، منبوذين كما هم”.
وتابعت كارين: النظام السعودي يعتقد أن الناس يجب أن يكونوا أصماء وأغبياء وعميا عندما يتعلق الأمر بمقتل جمال.
وحملت الكاتبة الرئيس الأمريكي ترامب مسؤولية التستر على ولي العهد السعودي، وإفلاته من العقاب على مدى عامين، حتى أنه في الأسبوع الماضي ، زار مستشاره وصهره “جاريد كوشنر” الرياض للقاء “بن سلمان”، الرجل الذي تعتقد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) أنه مسؤول عن جريمة القتل البشعة.
وما كان أكثر ضرراً وصدمة من جريمة النظام السعودي، حسبما ترى “كارين”، هو أن الولايات المتحدة فقدت قدراً لا يُصدق من السلطة الأخلاقية على المسرح العالمي عندما يتعلق الأمر باحترام حياة الصحفيين وحريتهم.
وعن استثمارات السعودية في الأسهم الأمريكية واصل المقال: في الربع الأول من عام 2020، اشترت السعودية ما قيمته مليارات الدولارات من الأسهم في الشركات الأمريكية، بما في ذلك “فيسبوك”، و”والت ديزني”، و”كارنيفال”، و”لايف نيشن”، وفي يونيو/حزيران، أطلقت “أمازون”، التي يمتلكها “جيف بيزوس”، ورئيسها التنفيذي، ومالك صحيفة “واشنطن بوست”، موقعاً للتسوق في السعودية.
ورأت الكاتبة أن الطريقة التي تعامل بها السعوديون مع قضية “خاشقجي” تبعث برسالة مخيفة للعديد من الإصلاحيين السعوديين الذين يقبعون – وفي بعض الحالات يموتون – في سجون المملكة.
ففي وقت سابق من هذا العام، توفي المعارض السعودي والمثقف “عبدالله الحامد” في السجن، وهو رجل سماه “جمال خاشقجي” بـ”نيلسون مانديلا السعودي” لالتزامه بالإصلاحات الديمقراطية والحريات، كما توفي “صالح الشحي”، وهو كاتب عمود سعودي آخر وصديق لـ”جمال”، هذا العام في ظروف غامضة بعد إطلاق سراحه من سجن سعودي.
ولا تزال الناشطة في مجال حقوق المرأة “لجين الهذلول” في السجن السعودي بعد عامين من احتجازها، ولا يزال رجل الدين السعودي المؤثر “سلمان العودة” في عداد المحكوم عليهم بالإعدام بسبب انتقاده النظام الملكي.