يقدم مركز العلاج الطبيعي لجرحى الحرب في العاصمة صنعاء، جل الرعاية والاهتمام، وذلك من أجل إعادة تأهيل جرحى الحرب، ومن المرضى الذين يعانون من إعاقات وقصور في القدرات الحركية الطبيعية، وذلك من خلال تنوع طرق العلاج والتمارين الطبيعية وبإشراف كادر طبي متخصص.
وإلى جانب إعادة تأهيل القدرات الوظيفية الجسدية للمعاقين، فإن المركز يعمل على تنمية المهارات والقدرات الفكرية العقلية والمعرفية للجرحى والمعاقين، عن طريق تنفيذ العديد من البرامج والدورات التأهيلية التخصصية، الذي يهدف من خلال ذلك إلى الدمج المجتمعي.
أستطاع المركزدمج 70 جريح في مختلف الوظائف الإدارية
” وكالة الصحافة اليمنية” في إطار نزولها الميداني التقت مدير مركز العلاج الطبيعي لجرحى الحرب والمعاقين الاستاذ يحيى قرواش، والذي أوضح في حديثه “للوكالة” أن المركز استقبل 4500 حالة إعاقة دائمة، من مختلف مديريات المحافظات اليمنية، وذلك لمن يعاني من إعاقة جزئية أو كلية، لافتا بأن المركز يقدم خدماته النوعية لأكثر من 240 جريح ومعاق بشكل يومي، وفق الامكانيات المتوفرة والمتاحة في المركز.
وأوضح بأن المركز يقدم العديد من الخدمات في مجال التأهيل الحركي والدعم النفسي لجرحى الحرب والعدوان ولمختلف الفئات من المدنيين والعسكريين على حد سواء.
واشار بأنه لم يقتصر الأمر في التأهيل الحركي، بل يتم تنفيذ العديد من البرامج التدريبية للمعاقين وفي جوانب مختلفة في تنمية المهارات والقدرات العلمية والإبداعية المهنية التخصصية ، في مجال الحاسوب والسكرتارية وإدارة المشاريع، بما يوفر لهم العديد من فرص العمل في سوق العمل وفي القطاعين العام والخاص، منوها عن استفادة اكثر من 350 معاق من تلك البرامج، ودمج أكثر من 70 معاق لدى العديد من جهات العمل الإداري خلال العام 2017.
مبينا أن المركز يعاني من عجز كبير في المستلزمات الطبية والعلاجية الطبيعية، وادوات النظافة للمعاقين وللمركز، في ظل استمرار العدوان والحصار للعام الرابع على التوالي، وهو ما حال دون القدرة على معالجة المئات من المعاقين وجرحى الحرب في الخارج، والذي هم في امس الحاجة إلى بعض التدخلات الجراحية في الدماغ، لافتا بأن المركز حصل على منحة التجهيزات الفنية من المولدات والأثاث والأجهزة الحركية والرياضية من الصندوق الاجتماعي للتنمية، وتجهيز معمل للخياطة بأكثر من 45 ماكينة خياطة على نفقة الشيخ يحيى الحباري.
وتطرق “قرواش” إلى التعاون الوثيق بين المركز ومراكز مماثلة لاسيما مركز الأطراف الذي يقد خدمات جليلة وعظيمة للجرحى والمعاقين من خلال الاجهزة التعويضية الذي يتم منحها للمعاقين بناء على تعاون مشترك بينه وبين صندوق المعاقين وبشكل مجاني، منوها إلى أن للمركز قسم داخلي للإيواء وقسم الخدمات اليومية، واصبح المركز لا يفي بالغرض أمام الازدحام.
وأشاد بالجهود التي يقدمها صندوق المعاقين، في سبيل الاهتمام والرعاية لجرحى الحرب، وكذلك لمؤسسة الجرحى التي قدمت كل الدعم والمساندة والاسهام الفاعل منذ تأسيس المركز.
قدرات وظيفية
من جهة ثانية تطرق الدكتور طارق محمد أحمد العلوي ـ اخصائي علاج طبيعي ـ بأن رعاية وتأهيل الجرحى المعاقين شيء ضروري وهام جدا من أجل استعادة قدراتهم الوظيفية ونشاطهم الحيوي، معتبرا بأن الجرحى يستحقون بذل كل الجهود من اجلهم، وعلى مدى عام كامل ونحن نعمل هنا، ولكننا لم نشعر بعظمة هذا العمل الذي نقدمه للجرحى والمعاقين.
مؤكدا بأن الخدمات التي يقدمها يجب أن تدركها الجهات المعنية، والعمل على توسعة المركز في ظل الإقبال الواسع بما يوفر الخدمات لأكبر عدد من المعاقين، في الوضع نفسه نعاني من نقص المستلزمات العلاجية وأدوات النظافة، وذلك عبر دعم رجال المال والأعمال والمنظمات المحلية والدولية.
تأهيل وتدريب
ولمعرفة ما يقدمه المركز من برامج تدريبية وتأهيلية واهميتها، أوضح مرغم علي احمد الصوفي مدرب تنمية بشرية أن عملية التأهيل والتدريب شيء أساسي للجرحى والمعاقين، وذلك عبر تنفيذ الدورات التدريبية وفي مجالات تخصصية متعددة، مؤكدا بأنه تم تخريج 4 دفعات لأكثر من 300 معاق من مركز طلائع المستقبل لتأهيل وتدريب المعاقين، من دبلوم البرامج التطبيقية للحاسوب ولمدة 3 أشهر خلال العام 2017.
مستعرضا أبرز البرامج التدريبية والتأهيلية في الحاسوب والسكرتارية وإدارة المكاتب والعلاقات العامة والتنمية البشرية والمهارات الشخصية ليكون المعاق مؤهل في العديد من المجالات، وبما يؤهلهم من في عملية الدمج في مختلف الوظائف الإدارية.
اهتمام كبير
فيما أكد الجريح عبدالباري احمد حطبة “معاق” على أن المركز يقدم خدمات نوعية واهتمام كبير بالجرحى المعاقين يشكرون على ذلك، لافتا بأن دخول العام الرابع من الصمود واليمن بفضل رجالها تزداد قوة وصمود، والتي جعلت من الضربات الباليستية عنوانا للانتصار القادم خلال هذا العام بإذن الله.
وقال:” يجب على أبناء الشعب اليمني ان يقف خلف قائد الثورة الحكيمة السيد عبدالملك الحوثي، والذي يمثل عنوانا لعزة وكرامة كل يمني، وأن يتم رفد الجبهات والالتحاق بصفوف الجيش واللجان الشعبية، الذين يذودون عن حياض الوطن من دنس الغزاة، داعيا كل المجاهدين إلى الثبات والتنكيل بأعداء الأمة من أذناب المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.