حاوره / يحيى الصعدي// وكالة الصحافة اليمنية//
يخوض السياسي اليمني المعروف أحمد المؤيد، معركة إعلامية وحقوقية دفاعاً عن الشعب اليمني ومظلوميته ضد العدوان الكوني الذي يتعرض له.
لقد اختار المؤيد مبكراً الدفاع عن القضية الوطنية وأصبح حاضراً كحقوقي وخبير سياسي وإعلامي بارع وصاحب حجة قوية في كل مكان يحتاجه “اليمن” فيه.
في سطور الحوار التالي، يكشف المؤيد حقائق عن الحرب على اليمن، وكيف يتم تسويقها إعلامياً، كما أنه قدم رؤية موجزة عن ملفات سياسية عديدة، كما كشف عن بداياته في العمل الثوري والنضالي من أجل سيادة اليمن وقطع الوصاية الخليجية الأمريكية عليه، ولماذا غادر اليمن في العام 2007 وإلى أين كانت وجهته في البداية، وأسباب استقراره في لندن.
-
أستاذ أحمد حدثونا عن بدايتكم المهنية في مجال النشاط الحقوقي والإعلامي بشكل عام ؟؟
-
البداية المهنية كانت كتابة سياسية في المنتديات المناهضة لأمريكا بعد احتلالها للعراق منذ عام 2004 إلى عام 2007 عام خروجي من اليمن, حيث توجهت الى السويد وبدأت منذ نهاية عام 2007 تنسيق العمل الاعلامي والسياسي مع الشهيد صلاح العزي رحمة الله والاستاذ اسماعيل المتوكل , وكان العمل الاعلامي مواكبا لنشاط انصار الله الثقافي والعسكري أيام صدهم عدوان السلطة في الحرب الخامسة وما تلاها, وكان النشاط عبر موقع المجلس السياسي اليمني / القسم السياسي, اذ كان هذا الموقع حينها يعتبر مثل (فيسبوك وتويتر) لكل أبناء اليمن ولكل من يهتم بالشأن اليمني, وكنت أكتب باسم (نصير الحق) ولازال ارشيف عملي هناك في الموقع موجودا إلى يومنا هذا, بما يتجاوز الألف مقال تقريبا.
-
متى أخذتم على عاتقكم موضوع القضية الوطنية فيما يخص الملف اليمني وقضيته والدفاع عنها على مستوى الميادين الإعلامية والحقوقية ؟
-
منذ نهاية عام 2007، واستمر الوضع إلى بداية العدوان السعودي في مارس 2015 حيث تم تكليفي من قبل المجلس السياسي للأنصار بالقيام بما يلزم من عمل حقوقي وانساني وسياسي, في الخارج, ومن يومها أنشأت منظمة هنا في لندن اشتغلت تحت اسمها وشكلت فريقا من النشطاء اليمنيين في الخارج للمشاركة في جنيف في مجلس حقوق الانسان, وتصديت للعمل الاعلامي السياسي في القنوات التي تتناول الشأن اليمني كـ”بي بي سي” وغيرها كـ”الجزيرة” لاحقا, ثم شاركت في جميع جولات المفاوضات كمرافق اعلامي واستشاري لفريقنا المفاوض, فضلاً عن النشاط في وسائل التواصل الاجتماعي.
-
كيف ترون مسار الملف اليمني ومظلوميته إعلاميا و حقوقيا على المستوى الإقليمي والدولي ؟ وما هو تقييمكم للدور الأممي حاليا ؟
-
مسار الملف اليمني لازال يعاني من تعثر بسبب عدم مصداقية الأمم المتحدة في تطبيق معايير ثابتة تجاه كل الدول, أما على المستوى الاقليمي فلا يوجد دور منصف اعلاميا أو حقوقيا, فمعظم الدول هناك متواطئة مع السعودية في عدوانها, وكذلك هو الوضع دوليا.
-
كيف تقيمون دور المبعوث الأممي ” مارتن غريفيث ” والدور الذي يلعبه بعد سلسلة التطورات الأخيرة ؟ وما هي دلالاته التي تعكس سياسة المنظومة الدولية مؤخرا ؟
-
المبعوث الدولي هو شخص وسيط ليس ذو قرار, وهو يمثل وجهة نظر الأمم المتحدة التي تتحكم فيها القوى العظمى وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية, ولذلك لا نتوقع منه أن يقف موقفا ينصف فيه الشعب اليمني, إلا بالقدر الذي ينقذ فيه السعودية إذا وقعت في مأزق, أو اصبح عدوانها على اليمن, مصدر خطر عليها.
-
لماذا هذا التواطئ الأممي والانحياز لدول تحالف العدوان خاصة فيما يتعلق بالملف الاقتصادي وانزعاجهم من دفع حكومة صنعاء لنصف راتب كل شهرين، ومنع دخول المشتقات النفطية، ، منع التقدم العسكري لتحرير محافظة مأرب ؟
-
التواطؤ الأممي ناتج عن أن مصالح الدول المسيطرة على قرار مجلس الأمن مرتبطة بالعدوان على اليمن, وتركيعه, واخضاعه للإرادة الدولية, لضمان أمن اسرائيل على المستوى السياسي والعسكري, بالدرجة الاولى ثم لحلفاء امريكا في المنقطة بالدرجة الثانية.
-
بالنظر إلى خارطة المعارك القتالية في كافة الجبهات وسلسلة الانتصارات المباركة الأخيرة وصولا إلى أبواب مأرب، كيف تقيمون المشهد العسكري من منظور عسكري سياسي ؟
-
منحنى القوة العسكرية اليمنية في تصاعد مستمر على مستوى التكتيك والتصنيع والسيطرة, وهذا بفضل الله ناتج عن وجود قيادة محنكة لديها رؤية وطنية ثابتة، وقضيه عادلة, بالمقابل وضع العدو عسكريا وسياسيا في تراجع, والذي لم يعد يحقق أي انجازات عسكرية منذ ما يقارب سنتين, ولم يعد يستخدم إلا سلاح الطيران الذي يصيب في معظم غاراته الأبرياء المدنيين, لذلك أعتقد أن الوضع إذا استمر على ما هو عليه ستتحرر مأرب في القريب العاجل, وسيتغير الواقع السياسي بشكل كبير داخليا وخارجيا.
-
على الطرف الآخر هناك حيث تحالف العدوان، بالأخص الجانب السعودي، كيف ترون الواقع الاستراتيجي و العسكري و السياسي الآن وماهي انعكاساته على المشهد برمته ؟
-
الواقع السعودي الداخلي غير مستقر, وتكرر الضربات السياسية والعسكرية عليه ستعجل بانكفائه على نفسه.. تحرير مأرب يعني اسدال الستار على عاصفة الاجرام السعودية, والتي ستضعف موقف محمد بن سلمان داخليا لأنه فشل في تحقيق أي نجاح في أي ملف على مستوى المنطقة, أو على المستوى الداخلي السعودي فمشروع نيوم تعثر ومشروع بيع أرامكو تعثر، ورؤية 2030 باتت بلا معالم, كل هذه الأمور تصب في مصلحة اليمن على المدى البعيد.
-
استاذ أحمد هناك تسريبات خاصة هنا وهناك تؤكد موت ملك السعودية ” سلمان ” ونزاعات يخوضها ولي عهده محمد بن سلمان مع الأمراء أحمد عبدالعزيز وبن نايف، وتعامله مع ملف ضبط الاستخبارات سعد الجبري بعد الدعوة التي وجهتها المحكمة في الولايات المتحدة الأمريكية ؟
-
لا اعتقد بصحة تسريبات موت الملك سلمان, ولكن لا شك حين تأكد موته سيضطرب الوضع في السعودية.
-
وفي الجانب الإماراتي : كيف ترون مألات الاستراتيجية الإماراتية خاصة في الجنوب وتطبيعها مع الكيان الصهيوني مؤخرا ؟
-
خطوة الامارات التطبيعية هي استباق لموت الملك سلمان, لأن أي اضطراب داخل السعودية سيرافقه اضطرابات في دول خليجية, وهي دول ضعيفة لا تستطيع حماية نفسها, فسابقت الامارات لمد جسور التطبيع طمعا في الحماية الاسرائيلية والدولية لو حصل أي عارض في السعودية, كما انها خدمات مجانية دعما لموقف نتنياهو المترنح في إسرائيل ودعما لترامب المترنح في معركته الانتخابية.
-
بالانتقال للميدان الإعلامي : تلعبون دوراً بارزاً ومميزا في جميع المنابر الإعلامية نره جليا كأحد الأصوات المدافعة عن اليمن، كيف ترون توجه ومغازي الإعلام المتدخل في الملف اليمني لكل من قنوات الجزيرة القطرية، أرتي عربي، بي بي سي ؟
-
الجزيرة هي قناة داعمة لحكومة المرتزقة، لأن الاصلاح جزء منها, ولو عدنا للحقيقة فهذه الحكومة هي امتداد للنظام السابق الذي كانت الجزيرة تنادي بإسقاطه في 2011 ، لأن الاخوان لم يكونو جزءا منه, اليوم وبعد أن أصبحوا جزءاً مهماً منه باتت الجزيرة تصفه شرعياً, وهي كقناة لا تتعامل مع الانصار بمهنية فهي تسمي أنصار الله (جماعة الحوثي), ولا تتعاطى معهم إلا نكاية بالسعودية فقط.
أما “ار تي” العربية, أيضا هي قناة غير محايدة وتتعاطى مع الشأن اليمني بوجهة نظر السعودية تقريبا.
والـ” بي بي سي” هي اكثر القنوات قربا للحياد, فهي تصف المسميات بأسمائها, وتتعاطى مع الأحداث بشيء من المنطقية ولكن ليست بحياديه كامله فهي تميل قليلا لصالح السعودية والتحالف.
-
وقنوات العدوان، العربية ، الحدث ، أسكاي نيوز ؟
-
هذه القنوات لا اتابعها أصلا فهي أبواق فتنة تنتهج الكذب والتضليل وتبرير الجرائم.
-
ودور القنوات المتعاطية مع الملف اليمني كـ “الميادين، والعالم ؟
-
قنوات العالم والميادين قنوات منصفة تقف مع مظلومية الشعب اليمني، تصف الأمور وتسميها بمسمياتها الحقيقية, وتعطي الجانب اليمني حقه كجزء من محور المقاومة.
-
وعن دور إعلامنا الوطني وجبهته الإعلامية ” الإعلام الحربي ،والتوجيه المعنوي، شبكة المسيرة ، قناة اليمن في صنعاء، الساحات، وغيرها ؟
-
هذه القنوات المجاهدة الرائعة, شهادتي فيها مجروحة, لأن كلماتي تعجز عن وصف الدور العظيم الذي تقوم به هذه القنوات في رفع وعي الشعب ونقل معاناته للخارج, ونشر انتصاراته لتفرح قلوب المؤمنين, وبنفس الوقت تتحمل عبئاً مزدوجاً, لدحض أكاذيب العدو أولا ثم تبيان الحقيقة ثانياً, أما مراسليهم الاخباريين على الارض, فهم أبطال حقيقيون بكل معنى الكلمة.
-
وحين تستضافون في إحدى هذه القنوات لكل ما سبق ذكرها أيها أقرب لديكم وللملف اليمني ؟؟
-
قناة المسيرة هي الأقرب إلى قلبي مع اعتزازي بكل القنوات الباقي ولكن سألتني عن الاقرب.
-
اخيراً.. ماذا عن إحدى المشاكسات التي حدثت في قناة بي بي سي مع المدعو الشهري وما ناله من درس قاسي ورد مفحم أمام المشاهد العربي والغربي من قبلكم ؟ وماهي رسالتكم الأخيرة التي تحبون توجيهها، ولمن ؟
-
عادة أحمد المؤيد يلتزم بمعايير الحوار وأدبه ويحرص على أن لا يتجاوز على أحد لأنه يمثل نفسه أولا ثم يمثل شعبا وقضية من خلفه, لكن المدعو حسن الشهري وهو المشهور بتهكمه وغروره وتجاوزه الحاد لآداب الحوار فضلا عن القيم الدينية أو الإنسانية أو الاخلاقية, وقد كان يجب أن يعرف أن الشعب اليمني ليس من النوع الذي يطاطىء رأسه إذا داس أحد له على طرف, بل يرد ميدانيا وإعلاميا وسياسيا, وأحمد المؤيد يعتبر نفسه أحد افراد اللجان الشعبية, ويجب أن يرد إذا استوجب الموقف ذلك.