المصدر الأول لاخبار اليمن

دور المثقف اليمني.. بين الحياد والانهزام!

استطلاع خاص// وكالة الصحافة اليمنية//

خلال ثلاث سنوات من العدوان على اليمن سجل فصيل من مثقفي اليمن موقفاً سلبياً لا ينافسه سوى موقف السياسي الذي شرعن للسعودية حربها على اليمن.

وإذا كان السياسيون قد فروا بقضهم وقضيضهم الى الرياض فإن شريحة من المثقفين التزمت حيادا سلبيا تجاه جرائم التحالف فيما ذهب عدد منهم لتبرير الحرب على بلدهم ورفع راية العمالة والاستسلام “شكرا سلمان”.

وعلى اختلاف وجهات النظر التي تبناها هؤلاء المثقفون إلا أن الكثير منهم عبروا عن رفضهم القاطع للحرب بكل أشكالها الداخلية والخارجية، مسجلين في صفحة التاريخ مواقف وطنية أصيلة نابعة من انتمائهم لليمن أرضاً وتاريخاً، أبدعوا بالكلمة والفكرة واللون والموسيقى، وتبنوا قضايا المواطنين صغيرة وكبيرة في كل انتاجاتهم الابداعية.

غير أنه ومن خلال مراقبة المشهد الثقافي نستطيع إدراك حقيقة القطيعة التي يعيشها المثقف اليمني اليوم لعدة أسباب أهمها تأثر المؤسسات الثقافية التي كانت تتبنى الكثير من انشطة المثقف وتمول ولو جزئياً أفكاره ونتاجاته، فيعيش الغالبية من المثقفين تحت وطأة الظروف المادية والأزمات التي يبدو أنها كسرت ظهره وقلمه معاً.

الأديب والناقد اليمني إبراهيم طلحة له وجهة نظر بشأن دور المثقف اليمني وحياده، حيث يجزم بأننا لا نستطيع أن نحدد موقف المثقف هل هو محايد أو لا إلا عندما تقيس جميع الظروف المحيطة به، ومن الأفضل الحياد بدل مناصرة شكل من أشكال العدوان.

مؤكداً بأن المثقف اليوم أصبح مكمم الفم مقيد اليدين والقدمين، تكبله المعيشة والحياة أكثر مما ينبغي، ولا فرق كبير اليوم بين معظم العوام والمثقفين.

لافتاً الى أن السياسي لا يتحمل مسئولية تدهور العقة بينه وبين المثقف فحسب، بل وبين الناس أجمعين، فمعظم نكباتنا يتسبب بها السياسيين.. على حد تعبيره.

أما الشاعر محمود الظهري فأكد أنه وبعد ثلاثة أعوام من العدوان تجلى لنا أن من أبرز أهداف هذه الحرب هي سحق المثقف، و أنه لا يمكن أن يكون هناك دوراً فاعلاً لشخص تجلده الحاجات اليومية ويرجمه هم المعيشة خلال هذه الفترة حتى تبلدت مفاهيم الولاء والانتماء لديه.

سقط الآلاف من المدنيين اليمنيين جراء القصف السعودي، ومع القصف أيضا سقط عشرات من المثقفين المحسوبين على المجتمع شعراء وكتاب وفنانين ومفكرين في صف الحرب وتأييدها،  والتزم بعضهم الحياد نأي بالنفس وانشغالاً بمشاكل الحياة اليومية مثلهم مثل أي مواطن عادي.

 وكما بدأت الحرب بطلب من كبار السياسيين والعسكريين اليمنيين فإنها تكتسب استمراريتها من حياد المثقفين الذين قرروا الصمت والتغاضي عما يحدث في اليمن وكأنهم يمثلون جالية أجنبية لا علاقة لها بحاضر ولا مستقبل الوطن.

قد يعجبك ايضا