اعتبر عدد من المحللين السياسيين، أن الاحاطة التي قدمها المبعوث الأممي إلى اليمن، امام مجلس الأمن، الثلاثاء الماضي، لا تساهم بحل الأزمة، بقدر ما تحاول إضافة عقدة جديدة للحرب المندلعة في البلاد منذ ستة أعوام.
ويرى عدد من المراقبين، أن احاطة غريفيث، تؤكد مساعي التحالف للاستعاضة عن الهزائم التي يتعرض لها في مأرب، بضغط دولي، على أمل وقف تقدم قوات صنعاء السريع نحو مدينة مأرب.
إشارات خاطئة
ويعتقد البعض، أن الاحاطة التي ارتكزت، على التحذيرات من “سقوط مأرب بيد الحوثيين”، تهدف إلى خلق اعتقادات خاطئة، لدى الشرعية والتحالف، بأن مأرب كانت منطقة خارج سياق الحرب، وانها حق مكتسب لطرف لا يجوز لأي طرف اخر المساس به.
وبما قد يؤدي إلى تحول مأرب إلى عقدة مزمنة لدى الشرعية، تطالب بها في كل محفل، رغم انه لم يحدث أن تم توقيع اي اتفاق بين الاطراف المتنازعة في اليمن، على تحيد مأرب، خارج دائرة الصراع الحاصل في البلاد.
كما أن غريفيث لم ينسى أن يشير بطرق خبيثة إلى “أهمية مأرب” مع أن الجميع يعرف أن مأرب تأخذ أهمية خاصة بالنسبة لطرف “الشرعية” والتحالف بشكل عام، باعتبارها العاصمة الاقتصادية والعسكرية لـ”حكومة هادي”، بينما تنظر حكومة صنعاء لمأرب، باعتبارها جزء من أرض اليمن، الواجب تحريرها من قوات التحالف، لكن عين غريفيث، كانت تنظر لمأرب بعين التحالف، وليس من وجهة نظر محايدة.
تجاهل الحقيقة وتلفيق الأكاذيب
لقد حمل غريفيث معركة مأرب أكثر مما تحتمل بالقول “أن سقوط مأرب بيد الحوثيين” سيؤدي إلى تقويض مساعي السلام، وإعلان الاتفاق المشترك”، على أن هناك من يقول أن غريفيث، تجاهل ما تتعرض له الشرعية من تقويض على يد الإمارات والسعودية، في المحافظات الواقعة تحت سيطرة التحالف، على الأقل من باب الحفاظ على كيان “الشرعية” قائماً بغرض التفاوض معها، بدلاً من التفاوض مع “شرعية” لا تمتلك السيادة والقرار،ولايوجد أي ضمانات على قدرتها تنفيذ أي اتفاقات قد يتم التوصل إليها مع صنعاء.
احاطة غريفيث بما تضمنته، من توصيفات غير منطقية، تنم عن حالة الارتباك التي يعاني منها التحالف، وبما يؤكد أن دول التحالف لم تعد تمتلك الكثير من الخيارات لوقف عمليات اقتراب قوات صنعاء من السيطرة على مدينة مأرب.