متابعات // وكالة الصحافة اليمنية //
كشفت مصادر دبلوماسية سودانية، السبت، أن الإمارات والسعودية تمارسان ضغوطا كبيرة على صناع القرار في الخرطوم للحاق بقطار التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة لرفع أسهم الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بالانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.
وأوضحت المصادر أن أبوظبي والرياض تحاولان استغلال الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تجتاح السودان، وكارثة السيول التي تسببت في تشريد نحو مليون سوداني في الضغط على الحكومة ومجلس السيادة؛ لتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، وفقا لما نقله موقع “العربي الجديد”.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس الوزراء السوداني “عبد الله حمدوك”، خلال اتصالات غير معلنة، عدم قدرته على المشاركة في خطوة التطبيع؛ لكون حكومته غير مخوّلة باتخاذ مثل تلك القرارات المصيرية، ولكونها أقرب لحكومة أزمة أو حكومة انتقالية، وأن إجراء كهذا يمكن لمجلس السيادة البتّ فيه.
المصادر ذاتها لفتت إلى أن “حمدوك” يتهرب؛ لعلمه بمدى رفض الشارع السوداني للتطبيع مع (إسرائيل)، وإدراكه أن خطوة مثل هذه كفيلة بتفجير ثورة جديدة في وضع مأزوم بطبيعته.
ورغم أن الإمارات حسمت موافقة الرجل الأقوى في مجلس السيادة السوداني، نائب الرئيس، قائد قوات الدعم السريع “محمد حمدان دقلو”، الشهير بـ”حميدتي”، على خطوة التطبيع، إلا أنه لا يستطيع تمرير القرار وحده؛ لذا دعا أبوظبي للضغط على رئيس مجلس السيادة “عبد الفتاح البرهان” لانتزاع موافقته للانضمام للاتفاق الإماراتي البحريني.
وفي السياق، أكدت المصادر أن أبوظبي وجهت دعوة لـ”البرهان” لزيارة الإمارات خلال الأيام القليلة المقبلة لحسم الأمر، مشيرة إلى أن رئيس مجلس السيادة لا يعارض خطوة التطبيع بشكل عام، في ظل ما ستحصل عليه بلاده من دعم مالي واقتصادي كبيرين، لكنه يشترط تطبيق السعودية لها أولا.
وأبدى “البرهان” استعداده لإصدار إعلان بتطبيع العلاقات مع (إسرائيل) على أن يكون اسم المملكة قبل اسم السودان في بيان الإعلان؛ لكون ذلك سيساهم في امتصاص صدمة القرار أمام الشارع السوداني الذي لا يزال مستوى الرفض الشعبي فيه لأي علاقات مع (إسرائيل) مرتفعا للغاية، حسب المصادر.