صنعاء // تقرير خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
في تصريح لها يوم أمس، قالت منظمة اليونسيف أن عدد الاطفال اليمنيين الذين حُرموا من التعليم بسبب الحرب وصل الى مليوني طفل، وأضافت أن الرحلة الى المدرسة أصبحت مجازفة كون الأطفال يتعرضون لخطر القتل وهم في الطريق إليها.
وبالرغم من أهمية تصريح المنظمة إلا أنها لم تتطرق للتفاصيل التي هي ذات أهمية، فهي لم تكشف مثلاً عن المناطق التي توقف فيها التعليم تماماً، ولم تكشف عن نوع الخطر الذي يهدد الأطفال هل هي الصواريخ القادمة من القواعد والطائرات السعودية أم من التفجيرات الارهابية أم من الاشتباكات المسلحة؟!
وإذا تمعنّا في تصريح اليونيسيف التي اكتفت فقط بالإعلان عن رقم كبير جداً “مليوني طفل” قالت أنهم يخشون من الذهاب الى المدرسة، فمن حقنا أن نشك في الهدف من مثل هكذا تصريحات ومعلومات لما قد يترتب عليها من آثار سلبية على المجتمع اليمني.
ويجوز أن نتهم المنظمة بأنها تؤدي دوراً غامضاً ومشبوهاً لا يستبعد أن يكون في إطار أهداف دول التحالف التي تحاول تدمير اليمن وقتل أبنائه وتوقيف حياتهم بشكل عام.
لأن الواقع على الارض مختلف عما اعلنته هذه المنظمة، فالطلاب في المناطق الخاضعة لسيطرة سلطات صنعاء لم يتوقفوا عن الذهاب الى المدرسة برغم القصف والحصار وانقطاع المرتبات، ولا يخشى الآباء على أطفالهم في هذه المناطق كونها آمنة ولا تشهد أي اشتباكات مسلحة ولا تفجيرات ولا اختطافات.
وعلى عكس صنعاء والحديدة وذمار وإب وعمران والمحويت وحجة فإن المواطنين بشكل عام في بقية المدن التي سيطرت عليها دول التحالف والجماعات والفصائل المسلحة المولية له يخشون على أرواحهم بشكل عام، نظراً لما تعانيه من فوضى أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية، ولا يكاد يمر يوم إلا وتحدث اشتباكات مسلحة في شبوة أو الضالع، وعملية ارهابية في ومحاولات اغتيال في عدن أو حضرموت، واختطافات وقتل وسحل في بعض أحياء مدينة تعز.
مما سبق لا نريد القول بأن اليمنيين في صنعاء والحديدة لا يعانون، بل نريد أن نقول أن المنظمات العاملة في اليمن لا تؤدي دوراً محايداً، ولا تمتلك الجرأة لطرح الحقائق الموجودة على أرض الواقع كما هي، إما لأنها مدعومة من دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات، أو لأنها تنفذ أجندة القوى الاستعمارية الدولية ممثلة بأمريكا وبريطانيا.