كيف كشفت ثورة 21 سبتمبر “بيت العنكبوت” وطردت “الشيطان” من اليمن ؟
تحليل// عمرو عبدالحميد// وكالة الصحافة اليمنية//
لم يكن 21 سبتمبر من العام 2014م يوماً أو انتصاراً ثورياً فقط، بقدر ما جسد منعطفاً تاريخياً معطوف على ما قبله من نقاط كانت محصورة على ترويسة الصحف الرسمية في الأنظمة السابقة ولا علاقة له بالواقع والحرية والاستقلال.
الثورة السبتمبرية للألفية الثانية صححت مفاهيم كثيرة وتقاليد “عوجاء”، وتجاوزت المشاريع الضيقة المحتكرة للحزب ومصلحة الفرد.. واسقطت زيف ادعياء الوطنية الذين جثموا على كراسي السلطة والمعارضة وتبادلوا الأدوار بينهم عشرات السنين بعد أن رسمت السفارات الأجنبية في صنعاء الخطوط لكلاً منهم تفاصيل أدوراهم السياسية.
السفير الأمريكي قبل ثورة الـ 21 من سبتمبر كان الحاكم الفعلي لليمن وبكل وضوح يأمر الجميع فيُطاع وكانت السفارة الأمريكية وكر عُشاق الكراسي وباب للولوج إلى عالم الاقطاعية الحاكمة، وبيت العنكبوت لنسج خطوط عمل المعارضة الوهمية.
قائد الثورة اليمنية السيد “عبدالملك” أكد في كلمة له اليوم، أن السفير الأمريكي كان يوجه الوزراء والمسؤولين بشكل مباشر، وهو مثبت في الصحف ووسائل الإعلام في حينها، ولفت إلى أن النظام السابق وصل به الأمر إلى القبول بقواعد عسكرية أمريكية في اليمن وبات للأمريكيين حضورا عسكرياً في العاصمة صنعاء.. وأشار إلى أن السفير الأمريكي سعى لبناء قواعد عسكرية أمريكية في محيط صنعاء.
السيد “عبدالملك” تطرق في كلمته حول الأدوار الكثيرة قام بها السفير الأمريكي وتداخلاته على المستوى الرسمي في كل المؤسسات والوزارات والقضاء والمؤسسات العسكرية والأمنية والسياسية وتغلغله نحو المجتمع المدني ليخدم السياسات الامريكية الاستعمارية.
لعب الإعلام في النظام السابق دوراً في تلميع تحركات السفير الأمريكي ولم تكن الوسائل الإعلامية تشعر بالحرج من مواكبة تحركاته طالما السفير صديق يقضي معظم أوقاته في مقايل “القات” معهم وكان معروف عن “إدموند جيمس هول” سفير أمريكا في صنعاء من العام 2001 إلى 2004، بإدمانه للقات، وقضاء معظم أوقاته في التنقل من مقيل إلى آخر ومن معسكر إلى معسكر، كما كان نائبه “نبيل الخوري” مولعاً بالقات ولا يدع مقيلاً أو عرساً في صنعاء إلا وحضر لتقديم الواجب ويعيش أجواء الكيف في “المقيل” اكثر من اليمنيين.
بعد رحيل السفير الأمريكي “أدموند هول” في العام 2004 جاء السفير الأمريكي الآخر “توماس كراجسكي” 2004 ـ 2007 ليلعب نفس الدور القذر للسفراء الأمريكيين في تمزيق المجتمعات لا سيما في الحروب الظالمة على صعدة، ليُكمل خليفته “ستيفن سيش” 2007-2010 ” المشوار الدموي ليس في صعدة وحسب، بل حتى بحق مناطق أخرى كمجزرة “المعجلة” في محافظة “ابين” بمنتصف ديسمبر من العام 2009م. في حين السفير الأمريكي “جيرالد فايرستاين” يجعل من العاصمة صنعاء، أهم غرفة استخبارات أمريكية في المنطقة وفق ما أكدته وسائل إعلام دولية في ذلك الوقت، إضافة إلى وكر للتكفيريين ومعتقل سري لمئات الأشخاص من دول العالم المطلوبين لأمريكا بمعرفة النظام السابق ورعايته وبأشراف الإدارة الأمريكية بحسب تسريبات وثائق “ويكيليكس” في العام 2013.