المصدر الأول لاخبار اليمن

الإمارات تتحول إلى واجهة رئيسية لمهربي الأحجار الكريمة الإسرائيليين

 

تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//

مع توقيع الإمارات و”إسرائيل” اتفاق تطبيع بينهما يتوقع أن تصبح الدولة الخليجية خلال السنوات الأخيرة واجهة لتجارة الألماس الإسرائيلي وملاذاً رئيساً لمهربي هذه الأحجار الكريمة الإسرائيليين.

وتعد دبي مركزاً رئيساً لنشاط تجارة الألماس الإسرائيلي، الذي يشكل جزءاً كبيراً من اقتصاد “إسرائيل”، بما نسبته 13% من إجمالي صادرات السلع.

زيارات نشطة

وقبل توقيع الاتفاق بين الإمارات ودولة الاحتلال، كشفت قناة تابعة لها (12 فبراير 2020)، أن رئيس بورصة دبي للألماس، أحمد بن سليم، زار “إسرائيل” للمشاركة في فعاليات “أسبوع الألماس العالمي” المقام في تل أبيب.

وقالت قناة “آي 24 نيوز” الناطقة بالعربية إن المعرض، الذي استمر 3 أيام، شارك فيه 300 من كبار رجال الأعمال والخبراء بمجال الألماس ورؤساء لبورصات الألماس من أنحاء العالم.

وأشارت إلى أنه خلال هذا اليوم عُرضت مجوهرات في المعرض بقيمة أكثر من مليار دولار.

وانتخب مجلس إدارة بورصة دبي للألماس التابع لمركز دبي للسلع المتعددة، أحمد بن سليم، رئيساً تنفيذياً أول للمركز، ورئيساً لمجلس إدارة بورصة دبي للألماس، في مايو 2018.

كما بينت القناة الإسرائيلية أن “العلاقات بين إسرائيل والإمارات آخذة في التحسن في الفترة الأخيرة”.

تجارة الألماس

وفي 15 سبتمبر الماضي، وقعت الإمارات والبحرين اتفاقيتي تطبيع مع “إسرائيل” في البيت الأبيض، برعاية أمريكية، متجاهلتين حالة الغضب في الأوساط الشعبية العربية والرفض الفلسطيني.

ومنذ توقيع اتفاق التطبيع بين الجانين، وقع الطرفان أكثر من اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات مختلفة، منها الأمن والتكنولوجيا والبحث العلمي.

وفي مارس 2019، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن العلاقات الإسرائيلية الإماراتية ستكون مدفوعة بازدهار تجارة الألماس بين الجانبين.

وذكرت الصحيفة أن نشاط تجارة الألماس، الذي يتخذ من دبي مركزاً له، يعتبر قمة العلاقات التجارية المزدهرة بين “إسرائيل” والإمارات.

وقالت: “إذا دخلتَ مكاتب تجارة الألماس في دبي فستجد (مزوزاً) على الباب، وهو يرمز إلى الهوية اليهودية، ويضعه بعض اليهود أيضاً عند مدخل منازلهم وأماكن عملهم”.

و”المزوز” في اليهودية هو رَقٌّ مستطيل الشكل، تُكتب عليه جمل عبرية، وعلى الجانب الآخر من الرَّق تظهر كلمة “شدّاي”، وهي أحد أسماء الرب في اليهودية، وتتكون من الحروف الأولى لكلمات ثلاث: “حامي أبواب إسرائيل”.

إسرائيل

تجارة سرية

وقال أحد تجار المجوهرات الفلسطينيين في “إسرائيل” في حديث سابق لـ”الخليج أونلاين”: إن “كثيراً من البضائع الإسرائيلية تُعرض في الإمارات، ومن ضمنها الألماس والمجوهرات”.

وأضاف التاجر، الذي طلب عدم ذكر اسمه: إن “المتاجر بالإمارات ودول خليجية وعربية أخرى لا تَعرض الألماس الإسرائيلي علناً، حيث يتم الذهاب بهذه الأحجار الكريمة إلى دول أوروبية وتصديرها من هناك إلى الإمارات”.

وأوضح أن متاجر الألماس بالإمارات، خاصة في إمارة دبي، التي تتعامل مع البضائع الإسرائيلية، ما زالت لا تفضل الإعلان رسمياً عن مصدر الألماس الذي تعرضه، حتى لا تواجه حملات المقاطعة المحلية والدولية.

ويرى أن “إسرائيل تستغل إمارة دبي، لكونها مركز تجارة دولياً، لترويج الألماس الذي يعد مصدر دخل مهماً للبلاد”.

ولا يملك التاجر الفلسطيني أرقاماً دقيقة لحجم تجارة الألماس بين “إسرائيل” والإمارات، لكنه قال إنها تقدَّر بملايين الدولارات.

وتأكيداً لما تحدث به تاجر المجوهرات الفلسطيني، أوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في تقرير سبق تطبيع العلاقات، أنه “لا توجد رحلات جوية مباشرة متاحة تجارياً بين إسرائيل وإمارة دبي؛ ومن ثم لا توجد صادرات مباشرة بين شركات الألماس في إسرائيل ونظيراتها في دولة الإمارات العربية المتحدة”.

وذكرت الصحيفة أن هذه الشحنات من الألماس تمر من خلال بلد ثالث وهو سويسرا، ويجري تسويقها على أنها تجارة سويسرية-إماراتية، للتغطية على العلاقات بين الجانبين.

بعد التطبيع الرسمي

وبعد تطبيع العلاقات رسمياً، نقلت وكالة “رويترز” عن أنتوني بيترز، مالك “ترانس أتلانتيك جيمز سيلز” الجنوب أفريقية، والتي تُجري مزادات على الألماس في دبي أن عدد الشركات الإسرائيلية المهتمة بالمشاركة في سجل عطاءات الشركة بلغ قرابة الـ50 خلال أسابيع قليلة فقط، مضيفاً أنه “تغير هائل في قواعد اللعبة”.

وألغت الإمارات، بعد التطبيع، قانوناً يحظر التجارة مع “إسرائيل”، في حين يتحدث المسؤولون الإسرائيليون والإماراتيون عن فرص اقتصادية كبيرة يتيحها الانفتاح، الذي سيسمح أيضاً بتسيير رحلات جوية مباشرة بين الدولتين.

بدوره، يقول ديفيد زابينسكي، الرئيس التنفيذي لشركة “تريجيم” لخدمات الألماس في دبي بتصريحات نقلتها “رويترز” الأربعاء (7 أكتوبر الجاري): “سترى متعاملين من إسرائيل يأتون إلى دبي لشراء الألماس بأعداد كبيرة”، مشيراً إلى أن الشركة “تستقبل مكالمات لا حصر لها من إسرائيليين”.

أليكس بيترفرويند، العضو المنتدب في دبي لشركة “إسبيكا” لتجارة الألماس التي تتخذ من أنتويرب مقراً لها، قال: “كانت الحلقة المفقودة هنا في دبي حيث الوجود الإسرائيلي”.

كما توقعت كارين رينتميسترز، مديرة الاتصالات والعلاقات الصناعية بمركز “أنتويرب” العالمي للألماس، أن تستقطع دبي والهند الحصة السوقية من أماكن أخرى مثل الصين و”إسرائيل”، “لكن ليس من أنتويرب.. ما زالت خبرة أنتويرب منقطعة النظير”.

وأردفت رينتميسترز: إن “دبي منافس على صعيد تعاملات الألماس الخام، وقد تكون مرونة القوانين وسهولة تأسيس الشركات من عوامل الجذب، لكنها لا تتوقع تفوقاً لدبي على أنتويرب”.

وعلى صعيد الألماس المصقول، قالت رينتميسترز: إن قيمة تعاملاته في دبي في تراجع منذ 2012.

وتقول الوكالة، إنه في نفس الأسبوع الذي وقعت فيه “إسرائيل” والإمارات اتفاق سلام فيما بينهما، توجه تاجر الألماس الإسرائيلي تسفي شيمشي إلى الإمارات؛ لفتح شركة في دبي مركز التجارة بالمنطقة، وأحد المراكز الرئيسية لتداول الأحجار الكريمة.

والتاجر هو أحد 38 إسرائيلياً، قال مركز دبي للسلع المتعددة، الذي يضم بورصة دبي للألماس، إنهم تواصلوا معه في الآونة الأخيرة لتأسيس كيان، وذلك في مؤشر على مدى التغير الذي قد يطرأ على ديناميات التجارة بفعل التحول في السياسات الإقليمية، فيما قال متعاملون في دبي إنهم تلقوا استفسارات عديدة من إسرائيليين.

وتشير أرقام مركز دبي للسلع المتعددة أن الإمارة استوردت ألماساً مصقولاً بقيمة 4.2 مليارات دولار في 2018، انخفاضاً من 7.3 مليارات دولار في 2012، وصدرت ما قيمته 3.96 مليارات دولار في 2018 مقارنة مع 5.35 مليارات في 2012.

ألماس “إسرائيل” للعرب

من جانبه، قال حاييم إيفن زوهر، وهو أحد مؤرخي صناعة الألماس الإسرائيليين، في تصريحات نقلتها صحيفة “معاريف” الإسرائيلية في مارس 2019: إنه “من خلال بورصة دبي، تستطيع إسرائيل بيع الألماس إلى العالم العربي ودول الخليج”.

وأضاف زوهر، الذي سبق أن زار الإمارات بشكل متواصل: “في دبي لا يحبون العلانية، إنهم يعملون بهدوء”.

وأشار إلى أن “بورصة دبي تؤمّن خدمات لـ500 شركة، وتشكل مركزاً للتجارة بدول الخليج، لذلك تستغلها شركات الألماس الإسرائيلية”.

ووفق صحيفة “معاريف”، فإن الملياردير الإسرائيلي ليف ليفاييف يملك معرضاً للألماس بإمارة دبي يحمل اسم “ليفانت”.

وذكرت أن ليفاييف ليس تاجر الألماس الإسرائيلي الوحيد الذي يعمل في دبي، فقد افتتح بعض التجار الإسرائيليين معارض لهم هناك.

ولفتت إلى أن تجار الألماس الإسرائيليين ضيوف دائمون على بورصة الألماس في دبي، وبعضهم يدخلها بجوازات سفر إسرائيلية.

وأوضحت الصحيفة أنه قبل إنشاء بورصة دبي كانت تجارة الألماس بالإمارات ضعيفة، وبلغت نحو 5 ملايين دولار فقط، لكنها في السنوات الأخيرة بلغت 35 مليار دولار، من بينها ألماس إسرائيلي بقيمة 300 مليون دولار.

وفي السياق، قال تاجر الألماس الإسرائيلي إيال بديحي، في تصريحات للصحيفة العبرية ذاتها: إن “أثرياء من السعودية والبحرين يشترون الألماس الإسرائيلي من بورصة دبي، ويبحثون هناك عن البضائع الكبيرة والجميلة”.

وأضاف بديحي: “السلطات الإماراتية تسمح بصمت ومن دون الإعلان رسمياً لتجار الألماس الإسرائيليين بدخول دبي”.

وأشار إلى أنه أبرم صفقتين مع تاجر ألماس من دبي: الأُولى بمبلغ 221 ألف دولار، والثانية بمبلغ 283 ألف دولار.

ملاذ آمن

كما أن دبي، المدينة المعروفة بكونها ملاذاً لغسل الأموال، والنشاطات التجارية غير المشروعة والمخدرات في العالم، أصبحت ملجأً مهماً لمهربي الألماس الإسرائيليين.

وفي عام 2018، حذَّر تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية من أن المناطق الاقتصادية الحرة بدبي، وتجارة الإمارة في الذهب والألماس تشكل مخاطر.

وأضاف التقرير: إن هذه “البيئة المتساهلة لها تبعات على الأمن العالمي، أبعد بكثير عن رمال الإمارات”.

وأوضح أنه “في اقتصاد عالمي متشابك تنخفض فيه الحواجز أمام حركة الأموال، يمكن أن تفتح نقطة ضعف واحدة في الهيكل التنظيمي المجال أمام شتى أنواع اللاعبين الدوليين في الأنشطة الإجرامية”.

وتعتبر “إسرائيل” رائدة عالمياً في تجارة الألماس وصقله، وبحسب البيانات التي يصدرها مجلس الألماس العالمي فإنها تصدّر سنوياً من هذه الأحجار الكريمة ما قيمته 50 مليار دولار.

وقد اتهمت لجنةُ خبراء في الأمم المتحدة دولةَ الاحتلال، في عام 2009، رسمياً، بالتورط في تصدير الألماس بطريقة غير قانونية من أفريقيا.

واتهم التقرير، في ذلك الوقت، التجار الإسرائيليين بعلاقتهم المباشرة بتجارة الألماس الدموية، خاصة في ساحل العاج وسيراليون.

ورغم أن مجلس الأمن الدولي أصدر عدة قرارات في نهاية التسعينيات من القرن العشرين، تمنع وتقيّد استيراد الألماس الخام من مناطق النزاعات في القارة الأفريقية، لمنع استخدام العائدات المالية في إطالة أمد الصراعات، فإن العمليات التي تنفذها “إسرائيل” لسرقة الألماس الأفريقي ما زالت متواصلة.

جدير ذكره أن الاحتياطات المعدنية في قارة أفريقيا تصل إلى 30% من الاحتياط العالمي، وتمتلك القارة 95% من احتياطي الألماس في العالم.

وتنتج 50% من إجمالي إنتاج العالم من هذه الحجارة الكريمة. وتحصل “إسرائيل” على معظم حصة مجموعة دول أفريقيا من الألماس الخام.

وحسب أحدث بيانات دائرة الألماس والأحجار الكريمة والمجوهرات في وزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية لعام 2016، فإن صادرات الألماس الخام زادت بنسبة 23.1% والواردات زادت بنسبة 16.7%.

……………………………..

المصدر: الخليج أون لاين

قد يعجبك ايضا