خاص// وكالة الصحافة اليمنية//
السعودية وإسرائيل دولتان صنعتهما بريطانيا لترجمة سياستها ومخططاتها الاستعمارية التي بدأت ترجمتها وإيجادها على أرض الواقع أوائل القرن الثامن عشر على شكل تيارات دينية ومذاهب ودويلات “ديسياسية“ اسرية صغيرة ثم اتجهت لتجسيدها فعليا أوائل القرن العشرين على شكل كيانات سياسية ودول دينية في قلب الوطن العربي.
مخططات بريطانيا والغرب بشكل عام تتمثل في تدمير الدول والكيانات التاريخية في الوطن العربي (العراق، اليمن، مصر، الشام) وتجزئة الهوية والتاريخ والثقافة للشعب العربي الواحد والأمة الاسلامية بشكل عام والتسريع بإندثارها وتلاشيها من خلال استبدالها بكيانات جديدة وثقافات مشوهة لا تنتمي للمنطقة ولا تتصل بماضي الأمة التاريخي والثقافي..
بريطانيا كصانعة للكثير من الكيانات الطارئة أوجدت إسرائيل ككيان دخيل وأوجدت السعودية -وملحقاتها من الدويلات الهزيلة- كدولتين وكيانين سياسيين، أوكلت إلى كل منهما مهمة ودورا تلعبه في مشروعها التدميري الكبير.
إلى إسرائيل أوكلت مهمة تدمير القومية العربية والاسلامية سياسيا واقتصاديا وعسكريا وجغرافيا وإيصال الأمة لمرحلة الإذلال والقبول بالمحتل كصاحب حق جغرافي وشريك سياسي واقتصادي يقاسمها الأرض والثروة.
وهي الحقيقة المرة التي اصبحت تعيشها الامة العربية التي تتسابق حكوماتها اليوم وتتنافس في التطبيع وبناء علاقات سياسية واقتصادية وثقافية مع اسرائيل..!!
أما السعودية فأوكلت إليها مهمة تدمير الأمة دينيا وثقافيا وضرب الإسلام في معقله وتزييف مبادئه ووضع أسس ومبادئ غريبة وإلصاقها بالإسلام وإشعال نيران الفتنة الطائفية والمذهبية وإيصال الامة الاسلامية لمرحلة التكفير وإنكار كل مذهب إنتماء المذهب الآخر للإسلام والتعامل معه كدين لا يلتقي ولا يتفق مع الدين الإسلامي بأي شكل من الأشكال.
يكفي أن نتوقف لقراءة ما شهده العالمين العربي والإسلامي منذ أوائل القرن الثامن عشر وحتى اليوم لندرك أن المشروع الاستعماري لم يستطع ولم يتمكن من دخول الوطن العربي والهيمنة عليه الا عقب ظهور وإستحداث مذاهب ونظريات فكرية جديدة كالوهابية والسلفية والأخوان المسلمين وديانات مستحدثة كالبهائية وغيرها في قلب العالم العربي والإسلامي المنهك بالخلافات والصراعات المذهبية والطائفية التي مثلت خطوة الاستعمار الأولى وسلاحه الأكثر فتكا وتدميرا في جسد الأمة العربية الحريصة على أن تظل سجينة مستنقع الخلافات والصراعات المذهبية والطائفية والتي تشعل فتيلها وتديرها قوى الاستعمار بجدارة وامتياز.
قد لا يتفق البعض مع ما نطرحه هنا لكن اتفاقهم أو عدم اتفاقهم لا يعني ان ننظر لمثل هذه الأطروحات كترهات وكلام عابر بقدر ما يعني التوقف عندها وقراءة ما يدور وما تشهده المنطقة العربية منذ أوائل القرن الثامن عشر وحتى عصر القاعدة وداعش والجماعات الإرهابية، بمنطقية وحيادية إن كنا فعلا نريد معرفة الحقيقة ولا نريد لهذه الأمة التلاشي الاندثار.
وكالة الصحافة اليمنية