تقرير// عمرو عبدالحميد // وكالة الصحافة اليمنية
طوال عقود من تربعه على السلطة أدعاء نظام “عفاش” القومية والانحياز للقضية الفلسطينية، وجعلها شعاراً يدغدغ بها عواطف الشعب اليمني، وبورصة استثمار مالية تعود أرباحها على ساكني قصور “حدة” في صنعاء، لا المسحوقين في القدس المحتلة.
المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد “يحيى سريع” لم يكشف المستور منتصف الأسبوع الماضي في إيجازه الصحفي حول علاقة نظام “عفاش” مع الكيان الصهيوني بل أكد حقيقة عمالته وبوثائق رسمية.
سريع أشار إلى ان الاهتمام الإسرائيلي باليمن لا يقتصر على باب المندب أو البحر الأحمر والجزر اليمنية فقط، بل يمتد إلى الجوانب الاقتصادية والثقافية والزراعية والأمنية والعسكرية.
الوثائق التي استعرضها العميد “يحيى سريع” كشفت أن العلاقة بين سلطة عفاش والكيان الصهيوني كانت على مستوى عال من خلال التنسيق وتبادل الزيارات على مستويات عدة.
وأكدت أنه ما بين 1995- 2000م كان هناك وفود وزيارات إسرائيلية إلى اليمن تحت غطاء السياحة والاستثمار التجاري والاقتصادي.. إضافة إلى ذلك طلب وفد إسرائيلي زار صنعاء في تلك الفترة من المسؤولين تجنيس ما يقارب 60 ألف إسرائيلي بالجنسية اليمنية.
وفي أواخر مارس من العام 2000م أكد الرئيس الأسبق “عفاش” لمسؤول عربي أن هناك زيارات لمسؤولين إسرائيليين إلى اليمن وأنه قد التقى شخصياً بالرئيس الإسرائيلي “فايتسمان” وأن إذاعة الخبر من قبل الإذاعة الإسرائيلية بعد اللقاء بعشر دقائق فقط تسبب له بالإحراج الشديد.
النظام السابق مضى بالتدريج في التطبيع مع العدو الصهيوني خلف الكواليس وشرع في تهيئة الساحة اليمنية للتطبيع وإصدار رأس النظام قراراً بإلغاء المقاطعة من الدرجتين الثانية والثالثة مع الكيان الإسرائيلي في الـ 19 من مايو 1997م والذي حظي بإشادة السفير الأمريكي في حينه بصنعاء، ومكافأة الإدارة الامريكية سلطة عفاش بمنح القوات الجوية قطع غيار طائرات اف 5 شرط ألا تسهم في تحسين القدرة الهجومية للطائرات.
في العام 2004 شنت سلطة “عفاش” حربها على الأحرار في “مران” صعدة لإسكات صوت الحق المناهض للعدو الإسرائيلي، في حين كانت تستقبل بالوقت ذاته مسؤولين من الكيان الصهيوني بحفاوة وفق الوثائق المسربة والصادرة عن السفارة الإماراتية بصنعاء آنذاك.
السفير الإماراتي في صنعاء “حمد سعيد الزعابي” حينها كتب في مذكرة للخارجية الإماراتية عام 2004 م تحت عنوان “التطبيع اليمني اليهودي” يدخل ضمن مخطط أكبر ترسمه الولايات المتحدة الأمريكية، وأن هناك دور يراد لليمن أن تلعبه ضمن مخطط أمريكي في المنطقة.
ويرى خبراء سياسيين أن مراجعة الخطوات التي كانت تسير عليها سلطة “عفاش” تكشف بوضوح مدى تماهيه مع مخططات الإدارة الأمريكية التي كانت تهيئ الأجواء لتنصيبه وكيل لها في المنطقة.
وأشاروا إلى أن تغني “عفاش” في خطاباته بالوطنية والقومية مثلت شفرة متفق عليها مع الإدارة الامريكية، أقول ما أريد وما يحب الشعب سماعه وسأفعل لكم ما تريدون.
وفي إطار تقاسم الأدوار أوكلت الإدارة الامريكية للمعارضة الشكلية والتي كانت متمثلة بحزب الإصلاح المهمة الدينية لفرملة أي تحرك أو وجود كيان فعلي يناهض وجود الكيان الإسرائيلي في المنطقة وهو ما استثمره بجدية حزب الإصلاح من خلال جمع التبرعات المالية لدعم القضية الفلسطينية من أبناء الشعب اليمني، طوال العقود الماضية وإنشاء إمبراطوريات تجارية لقادته وتشييد قصور في صنعاء، دون أن تصل منها قيمة رصاصة واحدة للمقاومة في القدس المحتلة.
نظرية ثابتة لا تتبدل وتدون بماء الذهب من كل مقاوم حُر ما أشار إليه قائد الثورة اليمنية السيد “عبدالملك بدرالدين الحوثي” في أحد خطاباته من يقبل بالأمريكي سيقبل بالإسرائيلي، لتضحى اليوم حقيقة لا شك فيها.