تقرير// عمرو عبدالحميد// وكالة الصحافة اليمنية//
بعد غياب لعقود من الزمن يعود الحديث وتعود الألسن لذكر الشهيد “الحمدي” الذي اغتالته في الــ 11من اكتوبر 1977م أدوات القوى الإقليمية وفي طليعتها السعودي الراعي الرسمي لعملية الاغتيال للرئيس إبراهيم الحمدي وشقيقه عبدالله الحمدي.
أبان النظام الأسبق كان يمنع الحديث عن الشهيد “الحمدي” وطوى صفحته كطي الصحف ليغيب “الحمدي” ومشروعه الوطني ومجرد التفكير به جُرم يؤدي بصاحبه إلى غياهب السجون.
ثلاثة أعوام فترة حكم “الحمدي” وبالرغم من أنها فترة وجيزة إلا أنها ظلت عالقة في وجدان من عاصروا مرحلته، روايات الساسة تتفق على أن “الحمدي” خرج عن الوصايا السعودية وانفرد بقرار اليمن السياسي، وهو ما حفز تكالب القوى على اغتياله.
في الذكرى الـ 43 لاغتيال “الحمدي” شهدت العاصمة صنعاء فعاليات سياسية وخطابية نظمتها “تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان” والحركات الشبابية وكان العنوان الأبرز للفعاليات شعار “على خطى الدم الطاهر نرسم طريق الوطن المستقل والشعب العزيز”.
تفاصيل جريمة اغتيال “الحمدي” ظلت حبيسة الأدراج والجدران، طيلة الفترة الماضية من حكم “علي عفاش” الذي تربع على كرسي الحكم 33 عاماً، بعد أن كان ضمن فريق الاغتيال الآثم، وفق تقرير أصدرته دائرة التوجيه المعنوي بصنعاء كأول تقرير من نوعه يسرد تفاصيل الجريمة العام الماضي.
ولفت التقرير إلى أنه تم تشويه صورة الرئيس “الحمدي” أمام الشعب والعالم من خلال نشر قصص مفبركة عن تفاصيل الجريمة وأسبابها في حينه .. مبينا أن سلطة الإنقلاب التي استمرت في الحكم لعدة عقود من الزمن عملت على إتلاف وإخفاء وطمس كل الأدلة والمعلومات المتعلقة بالجريمة بالإضافة إلى إتلاف الوثائق والشهادات والأدلة المتعلقة بالجريمة لدى الأجهزة المختصة في جنوب اليمن.
السعودية العدو التاريخي لليمنيين واستقلالهم وحريتهم، كانت الراعي الرسمي لاغتيال المشروع التحرري اليمن الذي كان يتبلور على يدي الرئيس الحمدي، ولم تكن لتجرأ لتنفيذ ورعاية عملية القتل “للحمدي” إلا بعد الضوء الأمريكي الأحمر.
41 عاماً مضت، لتثبت السعودية من جديد هوياتها، باغتيال أحلام اليمنيين وإن اختلف المكان والزمان لم ترتوي من دماء أطفال ونساء اليمن التي سفكتها بعدوانها ومازالت لتجدد غبائها وتبعيتها للإدارة الأمريكية وشريكها الإماراتي باغتيال أيقونة الحرية اليمانية الرئيس صالح الصماد في الـ19 من أبريل 2018م.
دماء “الصماد” أحيت ذكرى “الحمدي” بعد عقود الحديد والنار، ولم يكن ليُكتب عودة “الحمدي” للوجدان، إن كانت قوى الشر بقيادة الولايات المتحدة الامريكية قضت على ثورة الـ 21 سبتمبر، مهما أوّل سياسيين اليسار، أو راوغا فقهاء اليمين.