تحقيق خاص: وكالة الصحافة اليمنية
مليون ونصفه المليون ريال يمني مبلغا ماليا يتجرعه الشاب اليمني في حال فكر في توديع حياته العزوبية ومحاولة دخوله القفص الذهبي والانتقال الى مرحلة تأسيس أسرة, هذا المبلغ الذي بدأ بفرضه أغلبية ولاة الأمور على الشباب في أغلبية المناطق والقبل اليمنية خصوصا المدن سوى أقلية قليلة لا زالت تتعامل بنصف المبلغ يزيد أو ينقص, وهو ما أضطر الكثير من الشباب بالعدول عن الزواج والاتجاه نحو الانحلال والفساد الاخلاقي في وسائل التواصل الاجتماعي (فيس,وتس, تلجرام) ثالوث الحرب الناعمة اليوم.
بحسب إحصائية تقريبيه فقد وصلت العوانس من الفتيات في اليمن قرابة المليونين, بعد أن وجه الأباء بوصلتهم أطماعهم صوب الشباب طمعا في المال أيضا والحصول على أكبر قدر منه, بعيدين كل البعد عن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والقيم والمبادئ اليمنية الأًصيلة رغم أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال (أيسرهن مهراً..أكثرهن بركة) لتسلك الفتيات إثر ذلك منحى آخر وهي الفرصة السانحة لهن اليوم ، الاندفاع نحو مواقع التواصل لإشباع الرغبات والنزوات الشيطانية والتي أًصبحت تعج بطلبات الزواج عبر جروبات متعددة.
حرب على كل المستويات
الشاب سفير الصري أحد النازحين القادمين من أرياف صعدة يقول في حديثة لوكالة الصحافة اليمنية بأن الشاب اليمني اليوم يحارب على كل المستويات، ومن وجهة نظره أن غلاء المهور تعد من أهم العوامل المهيأة لبيئة خصبة للحرب الناعمة التي تقف وراءها الماسونية والصهيونية العالمية بترسانة ضخمة وضخ مادي وإعلامي كبير وتعد من أخطر الحروب , موضحا بأن غلاء المهور سبب لتفشي العنوسة بين النساء والتوجه نحو العلاقات الغير شرعية.
يتحدث الصري الذي يتأهب لتحقيق حلمه في الأشهر القادمة بقوله : أنه دفع لولي أمر خطيبته حتى اليوم مليون ومائة ألف غير ريال غير ما يحتاجه لنفسه بما يماثلها من التكاليف حتى يستكمل الترتيبات والاستعداد لاطلاق مراسيم عرسه, علاوة على تأثيث الشقة التي استأجرها معللا السبب في ذلك على العادات والتقاليد التي أثقلت كواهل الشباب.. داعيا الجهات الرسمية إلى إيجاد وسيط للتخفيف عن معاناة الشباب بما يساهم في تحقيق أمنياتهم التي يسعون لتحقيقها, محثا على أن يكون هناك نشاطا مكثفا لمساعدة الشباب على الزواج.
20 حبة جنية مؤخر صداق
لم يكن ذلك وحسب ولكن هناك من الأسر من يفرض ما يسمى بمؤخر الصداق على الشباب حيث يؤكد الشاب أكرم بأنه تزوج من فتاة بمليون وثلاثمائة ألف وفرض عليه صداق مؤخر 20 حبة جنية ذهب عيار 21 في حال تم طلاقه لها.
في حين يقول أحد أبناء محافظة محافظة إب بأن الفتيات الحاصلة على الجنسية الأمريكية تجاوز مهورهن 40 مليون ريال في منطقتي الشعر والسدة, وكذلك الأمر في بعدان ويافع التابعة لمحافظة لحج.
انحرافات غربية
الأخت نرجس بيسان أوضحت أن هناك من الفتيات والشباب من تأثروا بالثقافات المغلوطة المصحوبة بطمع الحياة التي تلهينا عن الالتزام بما أمرنا الله من اتباع العقيدة, موضحة بأن الإباء لم يعودوا يبحثون عن أخلاق الرجال وصفاتهم بدرجة أساس وقالت أن توجههم هذا هو ابتعادهم عن دين الله وعدم غرس ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة التي ترعرعنا وتربينا ونشئنا عليها بإتباع أخلاق رسولنا الكريم وال بيته الأطهار وجعلها من الأولوية في حياتنا العلمية والعملية التي نحصن فيها نفوسنا فيكون من الصعب وجود ثغور تحتاج إلى ان تغطيها انحرافات غربية فتكون ممزوجة عاداتنا بعادة الغرب, ولكن ليس مبرر للفتيات او الشباب، بتوجه نحو الطريق الغير شرعي المنحرف عن عاداتنا وتقاليدنا فمن هذه الناحيه تكون تأثر غربي معاكس لأخلاقنا مثل استخدام الانترنت لما ليرضي الله تكون نسبة من الحرب الناعمة.
جشع المال
نرجس أكدت أن جشع المال الذي، قد ربما تعود عليه او انه يفتقر له قد اثر في نفسه ليس من الضروري أن يكون الفقير جشع بالعكس قد يكون الغني اجشع منه لان بطنه المتخمة تعودت على طمع الحياة فأصبح يبحث عن المال دون الرجال لا يهمه حياة أبنائه وبناته بل صيت الغناء والشهرة المتسخة المتوجه بالمال هي الأهم عنده يفضلها عن الالتزام بالدين والخلاق والقصد من هذا الكلام الطمع يكون في نفوس ضعفاء الدين اكانو أغنياء أم فقراء أم ميسوري الحال.
فإذا كانت العنوسة سببها رفض الآباء بزواج بناتهم فيكون أهون أن يزوجها كسلعة تخدم مصالحه الشخصية دون التحري عن أخلاق الشخص أما إذا كان البحث عن أصحاب البطون المتخمة فهذا الشي له نظره سلبية تنتسب لصاحبها نظرة الاحتقار.
نرجس نيسان وجهت رسالة للآباء عليهم أن يتقو الله في بناتهم ويتذكروا باينهن يوم من الأيام اذ أصابهن سوء بسبب تصرفات إبائهن فهذا الشي لابد أن يكون جرح يكبر مع الأيام في قلوب الآباء قبل بناتهم وان البنت تعاني معاناة كبيره عندما تكتشف ان شريك حياتها ليس الشخص المناسب وعدم إجبارهن على الزواج بشخص لا يقبلن به والتركيز على أخلاق ودين المتقدمين لبناتهم دون التركيز على أموالهم.. وان يكون مهر البنت آخر ما يفكر فيه وعندما يطلب المهر يشترط أن لا يطمع في طلبه وان لا يزيد عن طاقة المتقدمين يكون المهر بقدر ما يفي بالغرض وما شرع به الله تعالى.
وأكدت أن السبب في العلاقات الغير شرعية يعود سببها لعدم التحرك في انتشار الوعي وتصحيح الثقافات مؤكدة على ضرورة عقد الندوات وورش العمل والتذكير بالطرق المختلفة لإيصال الثقافة الصحيحة الخالية من شوائب الغبار من الثقافات المغلوطة ما يكون سبب في من أسباب التحصين لمن لم يستطيع توفير القدر الممكن من المبلغ الذي يستطيع فيه تحصين نفسه والنأي بالنفس عن ارتكاب الفواحش أو الوقوع في الفساد خشية من الله تعالى والوقوع في المعصية والنيل من عقاب الله تعالى حتى وان عاكسته ظروف الحياة.
الغزو الثقافي والفكري
ويتحدث الأمين الشرعي هلال محمد بأن أحد أسباب أساس الفساد الأخلاقي غلا المهور نتيجة البعد الحقيقي عن القرءان الكريم الذي قال فيه سبحانه. (وانكحوا الايامى منكم والصالحين الخ……حتى قال سبحانه إن تكونوا فقراء يغنيكم الله) و نتيجة الغزو الفكري والثقافي بتدريج غير المباشر وكذا غياب الوعظ والإرشاد في توعية المجتمع.
مذكراً بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.(أكثرهن بركه أيسرهن مهورا) و(من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)
وواصل قوله أنه المجتمع اليوم ابتعد عن دينه وأصبح كل همه الحسب والنسب والمال والجاه, ولآ يهمهم الدين وتعاليمه وأخلاقه وروابطه وقيمه وعفته وطهره وعفته, وعلى المجتمع أن يعود إلى الله والعمل بتوجيهاته وتوجيهات نبيه وآل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام حتى نحد من هذه الظاهر المتفشية والخطيرة, وعلى الجميع السعي إلى تيسير المهور (واظفر بذات الدين تربت يداك).
تدمير المجتمعات
انتقلنا إلى وزارة الأوقاف والتقينا الأستاذ عبد الرحمن الموشكي مدير عام الوعظ والإرشاد في الوزارة والذي أكد على أن غلاء المهور والشروط وفرضها على الشباب أمر مزعج للغاية وفيه من الخطورة الكبيرة ما تجعل الجميع يستشعرون المسئولية , لكن علل بقوله أنه ليس سببآ مقنعا وكافيا ليجعل شبابنا يفسدون وينحرفون .
ولكن يبقى هذا الأمر أو هذه القضية محل اهتمام الجميع لتفادي الثغرات التي يمكن للعدو الدخول منها لنشر الفساد التي يشنها العدو ضمن أنواع الحروب الناعمة التي تستخدم لتدمير المجتمعات وخلخلتها وايضآ تؤدي لزيادة نسبة العنوسه لدى الشابات.
الموشكي أكد أن الوزارة قامت في وقت سابق بعدة حملات توعية لأولياء الأمور من خلال خطب جمعه ومن خلال ندوات وخواطر مسجديه أقل شيء للتخفيف من انتشار هذه القضية, وكما إننا لم نتجاوز بعد شهر جماد الأخر والذي صادف فيه اليوم العالمي للمرأة المؤمنة يوم ميلاد الزهراء عليها السلام والتي مثلت النموذج المثالي للإقتداء بها في جميع مجالات الحياة بما فيها المهر وقد تم الحديث في المنابر والمجالس والتجمعات عن هذه النقطة الحساسة.
مشيرا بأن هناك حملات كثيرة ستنزل للميدان بإذن الله لإصلاح أوضاعنا الداخلية من جميع الجوانب ومن ضمنها تسهيلات المهور للشباب ليتسنى لهم الزواج وتكوين أسرة إسلامية دينية محافظة وستستمر حملات التوعية حتى يتم القضاء على هذه الظاهرة السيئة والخطيرة جدآ.
لافتا وفي مقابل حملات التوعية لأولياء الأمور بتخفيض المهور وتيسير الزواج للشباب سيكون هناك حملات توعوية للشباب أنفسهم للالتزام والاستقامة وعدم تجاوز حدود الله حتى يكون هناك تكافؤ بين الزوجات الصالحات والأزواج الصالحين
ووجه مدير عام الوعظ والإرشاد رسالته لأولياء الأمور بقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ﴿ من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ﴾ وقوله صلى الله عليه وآله ﴿أكثرهن بركة أقلهن مهرا﴾ كما دعاهم الى التأسي بالرسول الأكرم عندما زوج ابنته الزهراء عليها السلام.
غياب الوازع الديني
أما أم عمرو فرأت أن لا دخل للمهور في الفساد الأخلاقي ولكن المشكلة الحقيقة تكمن في تغييب الوازع الديني الذي يلعب دور رئيسي في ذلك.
وثيقة تلاشت
في 9 يوليو من العام 2017 دشنت محافظة ذمار وثيقة السير الاجتماعية لتسهيل مساعدة زواج الشباب لتحديد المهور ومحاربة غلاءها و بعض الظواهر السلبية أثناء مراسيم الأعراس والعمل على إعادة العادات الحميدة التي كانت تتبناها بعض القبائل, ورغم إصدار الوثيقة التي شددت على ضرورة الحفاظ على الشباب من مخاطر الانحراف الذي يسعى أعداء الأمة إلى نشره في المجتمعات العربية والإسلامية من خلال تيسير زواج الشباب وتخفيض المهور ومحاربة ظاهرة المغالاة فيها لكنها تلاشت بحسب ما قاله يحي المروني أحد أبناء المحافظة.
نادي العزوبية
ظاهرة غلاء المهور في اليمن متفشية ومستمرة والآباء يشترطون ويتشددون ويفرضون على العريس ما لا يحتمله. وتؤكد دراسات أجراها قسم الاجتماع في جامعة صنعاء سابقا أن ارتفاع تكاليف الزواج أجبر أكثر من 70 في المائة من الشباب في اليمن على تأخير سن الزواج الى ما بعد الـ25 عاماً وهي سن متأخرة كثيراً بحسب التقاليد اليمنية، إذ تبدأ الأسرة في تزويج ولدها من سن الـ16 عاماً.
وتقول الدراسات ان “الشرط” وهو مبلغ مقطوع يفرض لصالح والد الفتاة وربما يعطي جزءاً منه لها، يعيق فرص الزواج وقد يفرض على الشباب التراجع عن الفكرة من أصلها وتفضيل البقاء في نادي العزوبية بدلاً من الدخول في ما يسمونه القفص الذهبي.
لرفع المعاناة
ويتحدث علي الشعباني –رب أسرة- أن السبب في فرض هذه المبالغ هو ما تستلزمه الأعراس حيث أصبحت حاليا مفاخرة خصوصا عند الأثرياء مما يحز في نفوس الأسر الفقيرة الذين يحاولون تقليدهم خشية الانتقادات للعروسة وأهلها, إضافة إلى محاولة التطبيع على ما تسمع الفتاة وتشاهده في المسلسلات الغربية الدخلية على واقعها وأن كانت فقيرة.
لكنه قال شعر بالإعياء حين أقدم على زاوج أحد أولاده وشعر بما يشعر به الآخرون, مطالبا في الوقت ذاته إلى تبني وثيقة رسمية تساهم في رفع معاناة الشباب بحيث تكون منصفة لا ضرر ولا ضرار فيها.
وقال ان السبب يعود لانعدام دور العلماء في التوعية وتقصير الجانب الإعلامي في تناول مثل هده القضايا الحساسة التي تعتبر من صميم الدين حفاظا على طهر وعفة الأسر حتى لا يقع الشباب في مستنقع الحرب الناعمة خصوصا في ظل الثورة التكنولوجية في وقتنا الحالي.
ويدافع إبراهيم الحرازي وهو رب أسرة عن موقف الآباء من المهر فيقول: “نحن لا نطلب شيئاً لأنفسنا بل قد نزيد على ما يقدمه العريس لاستكمال طقوس الزواج مثل الكسوة والإكسسورات والحمام والنقش والحناء والكوافير ومستلزمات الزفة والاحتفالات.
أما محمد المصلي بقوله أن غياب الوازع الديني وكذا غياب دور الأسرة في الرقابة والمتابعة سبب رئيس في انحراف الشباب والفتيات نحو المستنقع ما يجعل الفتاة سهلة الاصطياد.
وتقول الأخت ليلى محمد أن مواقع التواصل الاجتماعي أصحبت الملاذ السري البديل للشباب والفتيات بعد تفشي غلاء المهور وفروض الشروط الاستبدادية على الشباب, مشيرة بأن الكثيرة من الفتيات خدعن بوعود وهمية جراء المراسلات والتواصل والحملات العاطفية وأساليب الأغراء, الأمر الذي دفع بزوجها إلى إنشاء علاقة مع احد الفتيات تسبب في طلاقها.
وأشارت إلى أن الحل يكمن في تكثيف النشاط التوعوي والإعلامي منوهة بضرورة إصدار قانون للجميع يشجع الشباب على الزواج حفاظا على العادات والتقاليد التي بدأت تتلاشى في أوساط المجتمع نتيجة الغزو الثقافي والفكري للأعداء.
صدام العنسي وهو سائق متر يحكي عن بعض من معاناته وعبر بطريقته عن اليأس من العثور على أسرة تراعي ظروفه المادية فيقول أنه تقدم عدة مرات للزواج من أحدى الفتيات بهدف تحصين نفسه إلا أن الشروط المجحفة التي فرضت عليه من الشروط والمهور شكلت سدا منيعا حالت دون تحقيق حلمه وأمنياته ووصل إلى طريق مسدود رغم بيعيه عدد من حلي أخواته من أجل تحقيق الأمنيات.