أكد موقع ريسبونسبل ستيتكرافت اليوم الأحد أن الشعب اليمني سيكون الرابح الأول من انتهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ست سنوات، وربط الموقع بين موقف ترامب من حظر دخول مواطني الدول الإسلامية إلى أمريكا في 2017م، وبين موقف اليمنيون الأمريكيون الذين عززوا من تأثيرهم بالعمل المدني بدءًا من إضراب محلات البقالة بعد أسبوع من إعلان الحظر، حيث أغلق الآلاف من أصحاب المحلات اليمنيين في مدينة نيويورك متاجرهم للاحتجاج.
وقال التقرير إن اليمنيون الأمريكيون لعبوا دورًا أساسيًا في تحويل المقعدين الجمهوريين المتبقيين في جنوب بروكلين من السيطرة الجمهورية إلى الديموقراطية في عام 2018، مما ساعد على انتخاب الديموقراطي “ماكس روز” في مجلس النواب الأمريكي، بعد أن كان جنوب بروكلين تحت سيطرة الجمهوريين على مدى العقود الثلاثة الماضية.
ولفت الموقع إلى أن اليمنيين في أمريكا مجموعة هادئة تاريخيًا، وأن تحولهم نحو التعبئة السياسية أمر غير مسبوق، حيث أصبحوا منخرطين بعمق في الحياة المدنية وبناء شبكات ومنظمات لممارسة التأثير، ما شكل ضغطًا على قادة الكونجرس والحكومة الأمريكية للعمل من أجل التوصل إلى حل وإنهاء الحرب.
خذلان أمريكي
وتابع التقرير بالقول إن أمريكا خذلت الجالية الأمريكية اليمنية في ظل إدارة أوباما وترامب وفشلت الإدارة الحالية في فعل أي شيء عداء تأجيج الدمار وإدامة العنف الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأرواح.
ساحة صراع مع إيران
وأشار “ريسبونسبل ستيتكرافت” إلى أن البيت الأبيض في عهد ترامب ينظر إلى اليمن على أنها جزء من الصراع مع إيران، بدلًا من أن ينظر إلى حقيقة أن اليمن يواجه أزمة مدنية فاقمها التدخل الأجنبي.
اعتراف سعودي
زادت التصريحات السعودية المتعلقة بعدم قدرتهم على إنهاء الحرب بنصر عسكري للتحالف، لكن الرياض لم تتوصل بعد إلى حل وسط عملي مع الحوثيين في صنعاء، وهكذا، يمكن للولايات المتحدة استخدام نفوذها المالي على ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان” للمساعدة في تهدئة الحرب وإنهائها في نهاية المطاف.
ما يمكن لبايدن فعله
التقرير تطرق إلى ما يمكن أن يفعله مرشح الانتخابات الرئاسية بايدن، فأمريكا عامل رئيسي لدعم السعودية في الحرب، وتهديد بايدن بسحب هذا الدعم يمكن أن يكون بمثابة عامل تأثير حاسم على قرار السعودية.
وفي الوقت نفسه، تستطيع إدارة “بايدن” أن تعمل مع شركاء إقليميين ودوليين آخرين لتكثيف الجهود الدبلوماسية مع جميع أطراف النزاع والضغط على الجانبين للتوصل إلى تسوية دبلوماسية بوساطة الأمم المتحدة.
وستؤدى هذه الجهود إلى تشكيل كتلة حرجة من الأطراف المستعدة حقًا للتفاوض بشأن السلام، وسيتعين على الطرف الذي لا يجلس على طاولة المفاوضات التعامل مع الواقع الجديد.
وعلاوة على ذلك، صرح “بايدن” مؤخرًا أنه في ظل قيادته سينهي الدعم الأمريكي للتدخل العسكري السعودي في اليمن (وهي خطوة يدعمها الكونجرس) ويعيد تقييم العلاقة الحالية بين الولايات المتحدة والسعودية.
ويبقى أن نرى ما إذا كان “بايدن” سيفوز في الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، كما سنرى ما إذا كان سيتبع أقواله بالأفعال إذا فاز.
لكن الآن هو الوقت المناسب لتنحية الولايات المتحدة لنفسها من موقع الشريك المتواطئ وممارسة الضغط لإنهاء الحرب.