تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
يعد الشيخ الطاعن بالسن “حميد إسماعيل الدعيس” الساعات أمام بوابة صالة مطار صنعاء الدولي انتظاراً لوصول ابنه الأسير في سجون قوات التحالف بمدينة مأرب، ولم يتبق من الزمن سوى ما يزيد قليلاً على دقائق معدود على موعد وصول طائرة الصليب الأحمر الدولي التي تحمل ابنه وأسرى قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية.
تلهف على بوابة المطار
وقال الدعيس في تصريح خاص لـ”وكالة الصحافة اليمنية”، لم أصدق متى يطلع ضوء صباح الخميس، من أجل أشوف أبني الأسير “حسين” وأخذه في حضني، فأنا ووالدته لم نذوق طعم النوم منذ أكثر من 5 سنوات قضاها ولدي في غياهب سجون المحتلين وأدواتهم بمأرب، ويعلم الله أننا لا ننام يومياً إلا من بعد الساعة الواحدة فجرا، حيث نظل نتخيل ما يقاسيه من العذاب الوحشي ممن نزع الله من قلوبهم الرحمة، وكيف يعاني خلف جدار سجون مظلمة.
وأضاف الدعيس، منذ يوم الثلاثاء الماضي بعد أن ابلغتنا لجنة المسح الميداني التابعة للجنة الوطنية للأسرى بأن أبني “حسين” سيعود إلى صنعاء الخميس، لم أتذوق النوم من الفرحة بقرب عودة أبني لبيته، حيث أسبح الله وأشكر فضله عليا.
وأوضح الدعيس، بأنه استئجر شاحنة كبيرة لنقل جميع أفراد أسرته وأبناء قريته الذين حضروا معه للمطار لاستقبال فلذة كبده “حسين”.
أنفق نصف ماله
يقول الدعيس، في 7 أكتوبر 2015، عرضت وسائل إعلام التحالف مقاطع فيديو عن اعتقال ولدي “حسين” في “تبة مطار صرواح”، وهو مصاب وينزف، وأضاف بصوت جهش والدموع تنهمر من عينيه كانت صدمة كبيرة لي ولوالدته، حيث تقطع قلبي وأنا أرى “حسين” وهم يركلونه وهو مصاب وينزف ويشتموه بأقذر العبارات.
وأضاف بحرقة، لم يسمحوا لنا طوال الخمس سنوات من أن نتواصل أونتصل به، وهذه هي أبسط الحقوق الإنسانية، “حتى اليهود لم يحرموا الأسرى الفلسطينيين من التواصل مع أسرهم وذويهم”.
ويقول الدعيس، “لقد أنفقت نصف مالي على مجندي قوات التحالف ومشايخ موالون للتحالف، حيث كانوا يبتزوني مقابل أتعاب وثمن وساطة مزعومة منهم لإطلاق سراح ولدي، بالإضافة لمطالباتهم بدفع رشاوي سيقدمونها للقائمين على سجن الأمن السياسي بمدينة مأرب من أجل توفير اتصال هاتفي مع أبني “حسين” لكن كل ذلك لم يحصل”.
الأمل تبخر
تحرك الأب ـ الذي أعياه الكبرـ ببطء داخل مدرج مطار صنعاء، لعله يجد أبنه ضمن الأسرى والمعتقلين المحررين كان يتفقد كل وجوه الأسرى وهم يتجهون صوب المستقبلين في مدرج المطار.
ذهب الأب بوجه عابس صوب أحد منسقي لجنة استقبال الأسرى ليسئل عن أبنه “حسين” فكانت الطامة الكبرى حين أبلغوه بأن قوات التحالف تلاعبت بكشوفات الأسرى والمعتقلين وقامت باستبدال أبنه بأحد المختطفين قسرياً في مدينة مأرب.
ويقول الدعيس: «اليوم أنا عمري 74 سنة، خايف يفوت العمر من دون ما أشوف ابني “حسين” وآخده في حضني، أنا قلق عليه الأن كثيراً».
صدمة الأب وجنون الأم