تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//
ينتاب سكان الخليج مخاوف من استفحال ظاهرة التحرش بالأطفال، التي باتت -بحسب ما تشير تقارير خليجية- ترعب العوائل؛ حيث توجد فرص عديدة يمكن استغلالها من قبل ضعاف النفوس للإيقاع بأطفالهم.
مجلس التعاون الخليجي سلط الضوء على هذه الظاهرة؛ حيث أطلق مجلس الصحة التابع للمجلس، 11 أكتوبر 2020، حملة توعوية على مواقع التواصل الاجتماعي للتحذير من التحرش الذي يتعرض له الأطفال.
وحذَّر مجلس الصحة الخليجي من أن “صمت العائلة عن المتحرش يهدم شخصية الطفل، ويجعل المتحرش يتمادى”.
ونشر المجلس على حسابه في “تويتر” مقطع فيديو بعنوان “هذه ليست قصة الراعي والذئب”؛ للتحذير من تجاهل الأسرة والآباء مشاعر أطفالهم وأبنائهم حال تعرُّضهم لأي تحرش جنسي”.
وأكد مجلس الصحة أن سكوت الطفل عن المتحرش “لا يعني رضاه؛ فالطفل دائماً ضحية وليس شريكاً في الجريمة”.
وطالب المجتمع والأسرة بحماية الصغار مع الانتهاكات الجسدية التي قد يتعرضون لها من جانب أناس فقدوا الضمير والوازع الديني.
وحرص الفيديو التوعوي على إظهار مدى الأضرار النفسية التي يعانيها الأطفال جراء هذا النوع من الجرائم، واصفاً من يقوم بارتكاب التحرش بـ”الذئب”، وهذا ما ردده الطفل بطل الفيديو أكثر من مرة، مخاطباً والده بالقول: “بابا جاءني ذئب”، في إشارة إلى واقعة التحرش الجسدي التي تعرض لها.
“ما ينسكت عنه”
من خلال وسم ”#ما_ينسكت_عنه” جدد مجلس الصحة الخليجي تحذيره من أن “عدم خلق بيئة آمنة بين أفراد العائلة للحديث بكل أمان يجعل الطفل أكثر عرضة للتحرش والخوف من الحديث عنه”.
وتتضمن الحملة، التي استمرت حتى 22 أكتوبر 2020، وسائط فيديو توعوية وتوزيع مطبوعات إرشادية ومحاضرات تثقيفية، إلى جانب تقديم الاستشارات المتخصصة لمن يحتاجها من أفراد المجتمع.
ولاقت هذه الحملة تفاعلاً من جانب ناشطين على “تويتر”، الذين أكدوا أهمية تغليظ العقوبة ضد مرتكب جريمة التحرش الجسدي بالأطفال؛ لتصل إلى حد المؤبد.
مشاري الغامدي اعتبر أن أغلب حالات التحرش مصدرها الدائرة القريبة من الطفل، مشدداً على أن صمت الضحية ليس رضا، وأن هذا الصمت لا يعني أن الضحية شريك في الجريمة.
بدوره فإن أسامة الجامع، المتخصص بعلم النفس، يرى أن المتحرش لا يمكن أن يتمادى إن رأى طفلاً واثقاً من نفسه، متصلاً بأسرته، معتاداً على التعبير عن مشاعره.
ووفق قوله فإن “المتحرش يبحث عن الصامت، يبحث عن الذي اعتاد أهله الانشغال عنه وإسكاته، يبحث المتحرش عن الذي هيأه أهله ليسهل التحرش به”.
الذئاب البشرية
ظاهرة غريبة على المجتمع ظهرت في السنوات القليلة الماضية بالبحرين، تتمثل بمن يطلق عليهم “الذئاب البشرية”، وفق ما ذكرت صحيفة “أخبار الخليج” في تقرير نشرته في يناير 2019.
تقول الصحيفة: إن “الذئاب البشرية” ظاهرة سلبية طفحت على المجتمع، و”أسهمت في تفاقم أزمة التحرش الجنسي، وبدأت في اجتياح المجتمع البحريني، وخاصة في المجتمع القروي بشكل مخيف”.
و”الذئاب البشرية” وفقاً للمصدر “مصطلح يطلق على المراهقين أو الشباب الذين يتركون منازلهم وأسرهم للعيش في الزرائب أو حظائر الأغنام والماشية”.
وأضافت الصحيفة تصف هؤلاء الأشخاص: “يرتدون لباساً مختلفاً مكوناً من بنطال واسع وممزق، وقميص غريب الشكل باللون الأسود تزينه صور جماجم بشرية، أو تحمل صورة مغني البوب الجامايكي بوب مارلي، كما يرتدون حذاء الزنوبة بشكل دائم، ولديهم قصات شعر غريبة يطلق عليها ذيل الحمار!”.
وتابعت: “أهالي القرى ضاق بهم الحال وهم يشاهدون هذه الفئة تنتشر وتستفحل يوماً بعد يوم، ويتخوفون من انضمام أبنائهم إلى هذه الفئة المارقة، بحسب تعبيرهم”.
وأشارت إلى أنهم “يعملون على إغراء المراهقين والأطفال بالأموال وتدخين السجائر وأخذهم في جولات بالدراجات النارية، وغيرها من الأمور التي ينجذب إليها الأطفال والمراهقون، وحين يكسبون ثقة الأطفال والمراهقين يبدؤون بالتحرش أو الاعتداء عليهم”.
وزادت: “لقد أكد الأهالي أن تلك الفئة لا تعرف معنى الحوار أو النصيحة، وأن كل من يحاول نصحهم يتعرض للتهديد باستخدام العنف، ولذلك نجد غالبية أهالي القرى يتخوفون من الحديث معهم.
وأشار الأهالي -بحسب الصحيفة- إلى أن “الذئاب البشرية أصبحت أعدادهم تقدر بالآلاف في شتى قرى البحرين، ويقضون غالبية أوقاتهم في الحظائر بين الماشية من دون معرفة الأسباب حتى الآن (..) ويجتمعون على شكل عصابات من دون الاختلاط بالمجتمع، ولديهم معتقدات غريبة بعيدة عن الدين الإسلامي الحنيف، كما أنهم ينجذبون نحو الأطفال بشكل فاحش، وغالباً ما ينتهي الأمر بالتحرش أو الاعتداء الجنسي”.
أزمات نفسية
ينصح متخصصون بإيلاء اهتمام كبير لمثل هذه القضايا والوقوف إلى جانب الضحايا، معتبرين أن للتحرش آثاراً خطيرة على المجتمع والفرد.
ووفق الاستشارية التربوية نورا نحاس، في حديثها لـ”الخليج أونلاين”، يعد التحرش سبباً للكثير من الأزمات النفسية والاجتماعية التي تلحق بالمتحرش والمتحرش به.
وتؤكد أن “أغلب المتحرش بهم ينقلبون مستقبلاً إلى متحرشين”، مفسرة ذلك بأنه “شهوة الانتقام وإظهار القوة التي فقدها المعتدى عليه حين حصل معه الموقف”.
لكنها تقول إنه مهما كان السبب فإن جرائم التحرش تهدم حياة الكثير من الأشخاص، ولا سيما الأطفال، وتعتقد أن “الكثير من الأسر تزيد الطين بلة حين تتغاضى عن هذه الجريمة، بل إنك تجد البعض منهم يلومون المجني عليه ويعنفونه ويلحقون به العقوبة والعار”.
وتستطرد “نحاس” قائلة: “كل الأطفال لديهم فضول كبير للمعرفة، وربما بذلوا الكثير من الجهد وقدموا بعض التنازلات لإرواء هذا الشغف، وعلاوة على ذلك فإن الجوع العاطفي الشديد، ولا سيما لدى الفتيات، يدفعهم إلى الانزلاق والوقوع في شباك الفاسد من الناس”.
زرع الثقة
ومن هنا -وفق الاستشارية التربوية- تأتي أهمية “الاهتمام بالصغار وإظهار الحب لهم والتعاطف والإصغاء لمشاكلهم، دون استهزاء ولا اتخاذ دور القاضي”.
وتنصح بـ”الكثير من الاحتضان والحوار وجلسات المودة التي يتخللها طرح المواضيع الهامة التي يريد الراشد توعية الطفل من خلالها”.
وتزيد أن من الضروري “فتح قنوات التواصل بشكل جيد بإظهار الاحترام والتقدير للصغار، وإعطائهم حرية التعبير وإبداء الرأي، وإشباعهم مادياً وعاطفياً لئلا يجد المعتدي أي ثغرة يلج من خلالها للصغير أو الصغيرة”.
أما في حال وقع المحظور -والحديث للنحاس- فليكن التقبل ومراعاة نفسية الطفل هو الأهم، والبحث عن وسائل للطمأنة ومعرفة السبب وراء المشكلة، وعدم السكوت عن المتحرش ولو كان أباً أو أخاً.
وتشير إلى أن “أغلب حالات التحرش تحدث بين أفراد الأسرة الضيقة”.
وتنصح نحاس أيضاً بـ”اتخاذ التدابير الوقائية والتوعية، وعدم ترك الأطفال وحدهم لأوقات طويلة، ومراعاة التفريق بينهم في المضاجع، وإيجاد الحدود الشخصية؛ كل هذا يقلل من الوقوع بالأمر ويخفف من شدته”.
في السوشيال ميديا
مؤخراً أثار نجم السوشيال ميديا السعودي فيصل البيدوفيلي جدلاً واسعاً بين الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ بعد دعوته الصريحة إلى ممارسة العلاقات الحميمية مع المراهقين والأطفال.
طلب علني
وفي أغسطس الماضي، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعدة فيديوهات لمواطن سعودي يطلب ممارسة الرذيلة مع مراهقين شباب، ويحدد مواصفاتهم علناً دون “وسيط” على حد تعبيره.
وبحسب صحيفة “عكاظ” المحلية، ألقت الشرطة السعودية القبض على المعني الذي أصبح يعرف بـ”مجاهر الطائف”، بعد ظهوره في مقاطع فيديو مخلة بالحياء.
……………………………………………………………………….
المصدر: الخلج أون لاين