وكالة الصحافة اليمنية
سادت الفوضى خدمات السكك الحديدية في فرنسا اليوم الثلاثاء، في اليوم الأول من إضرابات ستستمر لشهور في أصعب اختبار حتى الآن لتصميم الرئيس إيمانويل ماكرون على تحديث الاقتصاد الفرنسي.
وقالت الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية (إس إن سي إف) إنه جرى تشغيل قطار واحد فقط من 4 قطارات في منطقة باريس مع عودة الناس للعمل في أعقاب انتهاء عطلة عيد القيامة في مطلع الأسبوع، ووصفت وسائل الإعلام الفرنسية اليوم بـ”الثلاثاء الأسود”.
وتعطلت حركة القطارات بين فرنسا وسويسرا وإيطاليا وإسبانيا، وأفادت شركة الحديد بأن قطارا واحدا فقط من كل 3 قطارات إلى ألمانيا سيعمل، في حين أن خدمة “يوروستار” التي تربط بين لندن وباريس وبروكسل ستشغل 3 قطارات من كل 4 قطارات.
ودعت الاتحادات العمالية الأربعة الرئيسية في مجال السكك الحديدية إلى إضرابات تستمر يومين في كل 5 أيام خلال الأشهر الثلاثة المقبلة احتجاجا على تعديل في الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية قبل فتحها أمام المنافسة مثلما يشترط قانون الاتحاد الأوروبي.
وحثت وزيرة النقل الفرنسية إليزابيث بورن، الاتحادات العمالية على التفاوض وقالت لتلفزيون “بي إف إم” في مقابلة، الثلاثاء: “البعض يحاول تحويل هذا الأمر إلى قضية سياسية.. ستواجه الحكومة الموقف بثبات”.
من جهته، صرح رئيس أكبر اتحاد عمالي فيليب مارتينيز، أن عمال السكك الحديدية لا يضربون للتسلية، مضيفا في تصريح لراديو “فرانس إنتر” أن الإضراب سيكون كبيرا وأن الحكومة هي من أوصلت الأوضاع لما هي عليه الآن.
ويسعى الرئيس ماكرون لتحويل الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية المثقلة بالديون إلى شركة تحقق أرباحا، علما أن الشركة تضيف 3 مليارات دولار في السنة للديون البالغة الآن 47 مليار يورو، وتقول الاتحادات إن الديون ناجمة عن استثمار مبالغ في القطارات السريعة، وتتهم الرئيس الفرنسي بتمهيد الطريق أمام خصخصتها.
جدير بالذكر أن العاملين في الشركة الوطنية للسكك الحديدية يتمتعون بمزايا كبيرة في العمل، ويخشون فقدانها، وتتمثل في زيادة الأجور السنوية بصورة تلقائية، والتقاعد المبكر، و28 يوما من الإجازة السنوية مدفوعة الأجر، والحماية من الفصل، كما يحق لأقاربهم التنقل مجانا في السكك الحديدية.