بعد مرور أكثر من ستة أعوام من الحرب على اليمن، أضحى حلفاء الأمس، أعداء اليوم، وبدى مشهد الصراعات واضحاً وطفى على السطح كل ما كان وراء الستار أو تحت الطاولة.
الأيام القليلة الماضية تبادل اقطاب “حكومة هادي” الاتهامات بخصوص العبث بمقدرات اليمنيين وسفك دمائهم وتخوين كلاً منهم الآخر.. وزير النقل المستقيل “صالح الجبواني” شن هجوم على السفير السعودي “محمد آل جابر” واعتبره عبئ على الملف اليمني، كما اتهم رئيس “حكومة هادي” معين عبدالملك، بإعطائه الطائرات الإماراتية الضوء الأخضر لقصف قوات من وصفها بالجيش الوطني التي “تقاتل إلى جانب قوات الغزو على اليمن”، نهاية أغسطس من العام الماضي على مدخل مدينة عدن.. واستلم على ذلك مبلغ ضخم تم تحويل جزء كبير منه إلى عقار فخم بالقاهرة، في حين تم توزيع مبالغ على 5 مسؤولين يمنيين آخرين، مؤكدا أنه يعرف أسماءهم.
إزاء ما تم كشفه من “الجبواني” وجه “معين عبدالملك” النائب العام في حكومته اتخاذ إجراءات التحقيق معه بسبب جملة الاساءات والتشهير والاكاذيب، بحسب مصدر مسؤول في مكتبه.
الخطوة التي اتخذها رئيس “حكومة هادي” أثارت “الجبواني” وزادت من سخونة المشهد، ليرد وزير “الجبواني” في تغريدة على حسابه في “تويتر” وجهوا النائب العام للتحقيق في حملة الإساءات والتشهير والتحريض والأكاذيب التي قام بها المدعو صالح الجبواني، لاحظوا أدانوا وقرروا وحكموا ووجهوا بدون حياء.. وأضاف لابد من عزلك أولاً على تغطيتك للمذبحة وإنقلاب عدن وضياع سقطرى ثم نمثل أنا وأنت للتحقيق والمحاكمة.. وتابع مخاطبا معين: “عبثت كثيرا أيها العميل”.
بعد ما يقارب من سبعة أعوام من الحرب المفروضة على اليمن اكتشف “الجبواني” أن العمل مع التحالف عمالة، وأن دماء 300 جندي في ضربة إماراتية، وضياع سقطرى تستوجب المحاكمة.
ويرى مراقبون أن 43 ألف من اليمنيين قتلوا وجرحوا بنيران التحالف معظمهم أطفال ونساء، كان أولى بـ “الجبواني” أن يرفع صوته لأجلهم، وأن الإماراتيين يعبثون بالساحل الغربي كما عبثوا بسقطرى.
المراقبون لمجريات الأحداث يؤكدون أيضاً أن صراع “حكومة هادي” فيما بينها سيستمر كونها لا تمتلك قرارها، ولا يوجد لها استراتيجية واضحة سوى تنفيذ أجندات ومصالح دول التحالف المتناقضة.. فيما الاهتمام بقضايا الشعب اليمني غائبة تماماً عن “هادي” ومسؤوليه.
تصاعد الصراع بين اقطاب “حكومة هادي” نتاج طبيعي لسبعة أعوام من تفويضهم لسفك دماء اليمنيين أمام مرأى ومسمع من العالم.