قال تقرير دولي رصد الانتهاكات الاستيطانية الإسرائيلية إن سلطات الاحتلال واصلت عمليات هدم منازل الفلسطينيين بذات الوتيرة العالية، التي بدأتها منذ عدة أسابيع، فيما قام مستوطنون بشن سلسلة هجمات أدت إلى إصابة عدد من المزارعين وسرقة محصولهم.
وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، في تقرير رصد آخر المستجدات الخاصة بالاستيطان، وعمليات الهدم التي تمت خلال الأسبوعين الماضيين، أنه سجلت أكبر عملية هدم نفذها الاحتلال، منذ سنوات في يوم 3 نوفمبر الجاري، عندما دمرت السلطات الإسرائيلية 83 مبنًى في تجمّع حمصة البقيعة، مما أدى إلى تهجير 73 شخصًا، من بينهم 41 طفلا، حيث دعت المنسقة الإنسانية إلى وقف عمليات الهدم غير المشروعة على الفور.
وقال التقرير إن الاحتلال هدم إلى جانب مباني تجمع حمصة، ما مجموعه 41 مبنى بحجة الافتقار إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية، مما أدى إلى تهجير 19 شخصًا وإلحاق الأضرار بأكثر من 1,200 آخرين.
وأفاد التقرير بأن جميع عمليات التهجير و37 من المباني المستهدفة كانت في 15 تجمعًا في المنطقة المصنفة (ج)، بينما كانت المباني الأربعة الأخرى التي هُدمت تقع في القدس الشرقية.
وأوضح أنه في يوم 28 أكتوبر، قطعت السلطات الإسرائيلية خط مياه موّله المانحون وكان يؤمّن إمدادات المياه لـ14 تجمعًا رعويًا في منطقة مسافر يطا بالخليل، والتي تؤوي نحو 1,400 نسمة، من بينهم أكثر من 600 طفل، لافتا إلى أن ذلك يتسبب في جملة عواقب أخرى، تشمل تقويض ممارسات النظافة الصحية وقدرة هؤلاء السكان على التكيف مع الوباء المستمر.
وقال إنه في محافظة القدس، هُدمت ثلاثة مبانٍ في تجمعين من 18 تجمعًا بدويًا يقع داخل منطقة (E1) أو على مقربة منها، حيث وُضعت المخططات لتوسيع المستوطنات فيها.
فيما هدم منزل وأُغلقت غرفة في منزل آخر على أساس عقابي، مما أدى إلى تهجير 18 شخصًا، من بينهم 11 طفلًا، حيث كان المنزل المهدوم في بلدة روجيب وهي منطقة مصنفة (ب) في نابلس يعود لفلسطيني اتُّهم بطعن إسرائيلي، في أغسطس الماضي، فيما أُغلقت الغرفة في بلدة يعبد في المنطقة (أ) في جنين، في منزل فلسطيني اتُّهم بقتل جندي إسرائيلي خلال عملية بحث واعتقال في شهر مايو الماضي.
وأوضح أن مستوطنين قاموا بتعطيل موسم قطف الزيتون، الذي استُهل في يوم 7 أكتوبر، حيث سجل خلال فترة الأسبوعين الماضيين تسع حوادث اعتداء جديدة، (بالمقارنة مع 19 حادثة خلال فترة التقرير السابق).
الاعتداءات أدت إلى إصابة فلسطينيين بجروح، وإلحاق الأضرار بالأشجار وسرقة المحصول، لافتا إلى أن 5 من هذه الحوادث في محافظة نابلس، بالقرب من قرية بورين، حيث ألقيت الحجارة على اثنين من قاطفي الزيتون وأصيبا بجروح، فيما سرق محصول الزيتون وأدوات زراعية في بورين ودير الحطب وجالود، وتعرّض جرار زراعي يُستخدم في أعمال القطف للتخريب في قريوت. وأُتلِفت نحو 130 شجرة زيتون قرب ترمسعيا (رام الله) وسُرق محصول 200 شجرة أخرى تقريبًا في كفر قدوم (قلقيلية).
وهاجم المستوطنون المزارعين، فيما قام آخرون بقطع أسلاك الكهرباء والمياه عن قرية الساوية الفلسطينية شمال الضفة.
ونوه التقرير إنه في يوم 25 أكتوبر، توفي فتى فلسطيني يبلغ من العمر 16 عامًا خلال مطاردته من قبل جنود الاحتلال في قرية ترمسعيا التابعة لمدينة رام الله.
ولفت إلى أنه في يوم 30 أكتوبر، أطلق الجنود الإسرائيليون النار باتجاه مركبة فلسطينية كانت تسير بالقرب من قرية قباطية (جنين)، مما أدى إلى إصابة ثلاثة أطفال (يبلغون 13 عامًا و15 عامًا و16 عامًا من أعمارهم) بشظايا الرصاص، فيما نفذت القوات الإسرائيلية 161 عملية بحث واعتقال واعتقلت 126 فلسطينيًا في مختلف أنحاء الضفة الغربية.