متابعات // وكالة الصحافة اليمنية //
قال الكاتب الصحفي الفلسطيني “عبد الباري عطوان أن قائد المقاومة اللبنانية السيد حسن نصر الله وجه ثلاث رسائل مهمة في خطابة الأخير كان ابرزها التحذير من هجوم امريكي ضد ايران و”حزب الله” في الشهرين المقبلين.. هل ستكون جولة بومبيو الخليجية القادمة للتعبئة وتوزيع الأدوار؟ ولماذا طالب العاهل السعودي فجأة “بحل جذري” لأسلحة الدمار الشامل الايرانية؟ حد تعبيره
وأضاف عطوان :حرص السيد حسن نصر الله امين عام “حزب الله” على توجيه ثلاث رسائل على درجة كبيرة من الأهمية من خلال خطابه الأخير الذي القاه مساء امس الأربعاء بمناسبة يوم الشهيد:
· الأول: التحذير من اقدام الرئيس الأمريكي “المهزوم” دونالد ترامب على شن عدوان على ايران و”حزب الله” في الشهرين القادمين الأخيرين من عمره في البيت الأبيض، بعد اقالته وزير دفاعه مارك اسبر الذي يقال انه يعارض هذه الخطوة، والتأكيد على جهوزية محور المقاومة “لرد الصاع صاعين” على مثل هذا العدوان في حال حدوثه.
· الثانية: شرح موقف الحزب من المفاوضات التي تجري في منطقة الناقورة الحدودية مع ممثلين عسكريين عن الجانب الاسرائيلي حول التوصل الى اتفاق لترسيم الحدود البحرية، التي وضعته وحزبه في موقف حرج، والتأكيد على ان هذه المسألة من مسؤولية الدولة، وان الحزب ومعه سورية ضد كل انواع التطبيع، سواء كان فوق الطاولة او تحتها، وان كل ما تردد في هذا الصدد مجرد “أكاذيب” الهدف منها تحويل الأنظار عن اتفاقات تطبيع خليجية (الامارات والبحرين) و عربية (السودان).
· الثالثة: الإشادة بشجاعة الوزير جبران باسيل، زعيم التيار الوطني الحر، والكشف بأنه رفض املاءات أمريكية بفك الارتباط بحزب الله، والا مواجهة العقوبات الشخصية والاقتصادية، وفضل الخيار الاخير.
***
وقال عطوان : “الرسالة الأهم التي تحتم علينا التوقف عندها هي الرسالة الأولى المتعلقة باحتمالات شن ترامب عدوانا على كل من ايران وحزب الله، لتدمير القدرات النووية في الأولى، والقدرات العسكري في الثانية، خاصة ان بنيامين نتنياهو الذي يمر بظروف مشابهة لحليفه الاوثق ترامب، ويمكن ان ينتهي مثله مهانا خلف القضبان يحرض على هذا العدوان، واجرى جيشه قبل أيام مناورات عسكرية واسعة قرب الحدود اللبنانية والسورية، دفعت الجيش السوري وقوات المقاومة الى اعلان حالة التأهب”.
وما يرجح هذا الافتراض ان صحفا أمريكية مثل “نيويورك تايمز” نقلت عن جنرالات في البنتاغون قلقهم من احتمال اقدام ترامب على هذه الخطوة، بعد عزله مارك اسبر، وزير الدفاع الذي يعارضها، مثلما يعارض سحبا سريعا للقوات الامريكية في كل من أفغانستان والشرق الأوسط (يصل تعدادها الى حوالي 20 الف جندي)، حتى لا يقع افرادها في الاسر، او يكونوا أهدافا مشروعة للرد على مثل هذا العدوان.
الثنائي الإسرائيلي الأمريكي (ترامب، نتنياهو)، يدركان جيدا ان جو بايدن الرئيس الفائز، سيعيد مراجعة سياسة بلاده في الشرق الاوسط، وأول بند على جدول هذه المراجعة العودة للاتفاق النووي مع ايران تطبيقا لسياسة “الاحتواء” التي تبناها الرئيس باراك أوباما، مما يعني رفع العقوبات، او تخفيفها بشكل متدرج، بما في ذلك ازالة البنك المركزي الإيراني من قائمة الإرهاب، والسماح بعودة الصادرات النفطية الإيرانية الى الأسواق العالمية.
صحيفة “إسرائيل هيوم” نشرت تقريرا اليوم الأربعاء أفادت فيه ان الدولة العبرية تعمل حاليا مع عدة دول خليجية وعربية لتشكيل تحالف يقوم بحملة دولية لتصنيف “حزب الله” كمنظمة إرهابية وتغيير وجهة نظر العالم تجاهه، وتفكيك الذراع السياسي المدني للحزب الذي يتولى مهمة جمع الأموال والتبرعات لتوظيفها، في عمليات “إرهابية” خاصة ان هناك 14 دولة فقط تتبنى هذا التصنيف حاليا من بينها المانيا وبريطانيا وسويسرا.
رفع العقوبات، او تخفيفها عن ايران يعني تدفق مئات الملايين على اذرعها العسكرية الحليفة، خاصة في اليمن ولبنان والعراق وقطاع غزة، وربما لهذا السبب ركز العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في خطابه الذي القاه يوم الأربعاء امام مجلس الشورى على حث المجتمع الدولي على اتخاذ موقف حازم “يضمن معالجة “جذرية” لسعي النظام الإيراني للحصول على اسلحة الدمار الشامل وتطوير برنامجه للصواريخ الباليستية”، وأضاف “ان المملكة تؤكد خطورة المشروع الإقليمي للنظام الإيراني، وترفض تدخله في الشؤون الداخلية لدول الخليج ودعمه للارهاب والتطرف وتأجيج الطائفية”.
***
واختتم بالقول :المعالجة “الجذرية” لسعي النظام الإيراني الحصول على أسلحة دمار شامل وصواريخ باليستية ليس لها الا تفسير واحد وهو تكرار ما حدث في العراق، أي ضرب المنشآت النووية، والبنى التحتية العسكرية الايرانية، وخاصة ترسانة الصواريخ الهائلة، ولا نعتقد ان العاهل السعودي الذي تتماهى أقواله مع مخاوف من هجوم امريكي وشيك على ايران، يطلق مثل هذه الدعوات جزافا، ودون تنسيق مع الرئيس “الهائج” ترامب والنزعة الثأرية لفريقه.
فجولة مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، لعواصم خليجية، وعربية حليفة لواشنطن الأسبوع المقبل، ربما تكون لتعبئة هذه الدول وتحشيدها، وشرح خطة العدوان المقبلة وساعة الصفر لها وتوزيع الادوار، خاصة ان القدس المحتلة والرياض وأبو ظبي، ستكون ابرز محطاتها.. فبومبيو هو الوزير الاكثر قربا لترامب ونزعاته العدوانية، والأكثر دعما لنتنياهو والدولة العبرية، وكراهية لإيران و”حزب الله”، ودول محور المقاومة عموما.. والأيام بيننا.