القاهرة/وكالة الصحافة اليمنية//
في مشهد يذكرنا بإشعال المواطن التونسي محمد البوعزيزي الذي مثل أيقونة الثورة التونسية عام 2011، أقدم موظف في البنك المصري لتنمية الصادرات، يدعى محمد حسني، الخميس، على إشعال النار في نفسه في ميدان التحرير، احتجاجا على ما قال إنه “اضطهاد وظلم تعرض له من قبل جهاز الأمن الوطني المصري عقابا له على كشف قضايا فساد بملايين الجنيهات”.
وبث محمد حسني فيديو مباشر وهو يتحرك إلى ميدان التحرير، وبدأ حديثه بالقول:” بسم الله الرحمن الرحيم أنا موجود في ميدان باب اللوق وسط القاهرة ومتجه إلى ميدان التحرير، الله يعيننا على دولة الظالمين”. وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بنشر الفيديو على أوسع نطاق ليعرف المصريين قصته.
وأضاف: “ما عند الله لا يذهب، دولة فاسدة، خربوا منزلي، وجعلوا زوجتي تكرهني وتهرب من المنزل خوفا من جهاز الأمن الوطني”.
وتابع: “يارب أنصرنا عليهم وتكون في ميزان حسناتنا، أنا تعرضت للظلم في هذا البلد، وأعدت للدولة 25 مليون جنيه في البنك المصري للتنمية الصادرات، الدولة يديرها عصابة حتى اليوم، وعندما أظهرنا الفساد في الدولة فصلوني من عملي وحاربوني في لقمة عيشي، ويحاولون سجني في قضية أقساط سيارة وهذا لن يحدث أبدا”.
وزاد: “أحاول الوقوف في مكان بعيد عن الناس حتى لا أتسبب في ضرر للمواطنين، كل من يحكم مصر فاسد وحرامي، أنا كنت موظف في بنك وبعد الثورة جاء المجلس العسكري الذي يعد أساس فساد الدولة، هو من تصالح مع من سرقوا الوطن”.
وأبدى حسني اعتراضه على إجراء مصالحات مع قيادات لجنة السياسات في الحزب الوطني المنحل أحمد عز ورجل الأعمال محمد أبو عنين، و”هم من يسرقون البلد حتى الآن”.
وتابع: “الأمور ستتجه للأسوأ ولن يجد الشعب الطعام طالما ظل صامت على هذه الأوضاع”.
وأضاف: “مصر أجمل وأغنى بلد في العالم، لكن من يحكمون مصر هم أسوأ بشر في العالم كلهم حرامية وآفاقين ومنافقين إلا من رحم ربي، تصالحوا مع رموز دولة مبارك الفاسدين وأخرجوهم من السجون حتى تستمر عمليات السرقة”.
ولفت إلى أنه “تعرض لأزمات مالية بعد فصله من عمله واحتجازه في مقر الأمن الوطني لمدة 29 يوما، وبات مدينا لآخرين ووقع على نفسه شيكات بدون رصيد ما جعله معرضا للسجن بسبب عدم قدرته على سدادها.”
وتابع: “كنت موظفا في بنك وبعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، قال المجلس العسكري أن من يرى فساد عليه بإظهاره، فتوجهنا، وقدمنا الأوراق والمستندات التي أكدها الجهاز المركزي للمحاسبات، وفي اليوم الثاني تعرضنا للفصل، لأن هشام حسن عضو رئيس لجنة سياسات الحزب الوطني رئيس البنك صديق لعلاء وجمال مبارك وهم ينهبون الدولة.”
وأوضح: “وزراء وقضاة ورجال أعمال متورطون في الفساد، وقدمت بلاغ في النائب العام عبد المجيد محمود السابق اتهمه بتلقي رشوة، وفايزة أبو النجا مستشارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للأمن القومي أتهمها بالرشوة، وسامح فهمي وزير البترول الأسبق، وجرى التحقيق في كل البلاغات، ولا حياة لمن تنادي”.
ورفض حسني أي اتهامات له بالانضمام لجماعة الإخوان أو أي جماعات إرهابية، مؤكدا أنه تصدى لجماعة الإخوان أثناء فترة حكمهم، وأنه مجرد موظف في بنك كشف الفساد.
وهاجم الإعلام قائلا:” إعلام فاسد يخدم مسؤولين فاسدين”.
وطالب المشككين في كلامه واتهاماته بقراءة المستندات التي نشرها على صفحته قبل إقدامه على هذه الخطوة.
وقال “المرة الماضية التي حاول فيها التواجد في ميدان التحرير ليحكي قصته، لم يستطع الوقوف أكثر من 10 دقائق قبل أن تلقي الأجهزة الأمنية القبض عليه، واحتجازه في قسم شرطة قصر النيل، لمدة 29 يوما ووجهوا له 3 اتهامات هي الانضمام لجماعة إرهابية ومحاولة قلب نظام الحكم ومحاولة ضرب اقتصاد الوطن، اضطر خلالها لاقتراض مبلغ قدره 15 ألف جنيه، حتى اليوم لم أستطيع السداد بل زادت ديوني”.
وظهر حسني وهو يتحدث لشخص يبدو أنه حاول منعه من تكملة حديثه وقال: أنت لا تملك الميدان وأن أبث فيديو مباشر من ميدان التحرير، قبل أن يطالب عناصر الشرطة بعدم الاقتراب منهم حتى لا يشعل النار في نفسه.
وردد هتاف: “اه يا بلدنا يا تكية.. يحكوكي شوية حرامية”، قبل أن يشعل النار في نفسه.
وبعد دقائق أغلقت صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتويتر.
https://www.facebook.com/watch/?ref=external&v=2658587587786268