خليجي// تقرير- خاص// وكالة الصحافة اليمنية//
بعد ان حصدت الولايات المتحدة الامريكية ثمار سياسة بن سلمان وأبناء زايد في الجزيرة والخليج، وفشلت كل الخيارات الامريكية في تحقيق اية مكاسب للسعودية وتحالفها على، تتجه الولايات المتحدة الامريكية الى تحويل انظار السعودية الى مكان اخر، باتخاذ قرار الانسحاب من سوريا، في مناورة جيدة لتنويع مصادر الابتزاز السياسي ضد بن سلمان.
لكن هل الرقم الذي اعلنه ترامب “7 ترليون دولار” هو ما يتوجب على المملكة السعودية دفعه نظير بقاء القوات الامريكية في سوريا، أم ان الرقم “7” قد يتضاعف وفقاً للمدة التي ستطلبها السعودية لبقاء تلك القوات.
فقد نقلت وكالة الأنباء العالمية “رويترز” عن مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية اليوم، الأربعاء، قوله إن الرئيس دونالد ترامب وافق في اجتماع لمجلس الأمن القومي أمس، الثلاثاء، على إبقاء القوات الأمريكية في سوريا لفترة أطول.
يأتي هذا التصريح بعد ان وعد ترامب قبل ايام الامريكيين بسحب قواته من سوريا.
فبعد ان ضمن ترامب الفاتورة القادمة، جاءت التصريحات على لسان مسؤول كبير في الادارة الامريكية اليوم، بأن ترامب لم يقر جدولا زمنيا محددا لسحب القوات، وقال إنه يريد ضمان هزيمة تنظيم الدولة ويريد من دول أخرى في المنطقة بذل مزيد من الجهود والمساعدة في تحقيق الاستقرار بسوريا.
وتابع المسؤول ”لن نسحب (القوات) على الفور لكن الرئيس ليس مستعدا لدعم التزام طويل الأجل“.. في اشاره منه الى ان هناك من سيدفع كلفت هذه الفاتورة.
وقد اعلنها ترامب بصريح القول في رد مباشر على تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أول أمس، بشأن رغبته في بقاء القوات الأمريكية في سوريا، وقال “ترامب” إذا أرادت السعودية ذلك فعليها دفع التكاليف.
وأضاف: “نعمل على خطة للخروج من سوريا، وإذا كانت السعودية ترغب ببقائنا فيها فيجب عليها دفع تكاليف ذلك”.
ولفت الرئيس الأمريكي إلى أن بلاده “أنفقت 7 تلريونات دولار في الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية، ولم تجن سوى الموت والدمار”.
لكن ماذا يقصد ترامب بالرقم “7”؟.. هل هي الفاتورة المتوجب دفعها من ولي العهد السعودي اذا ما اراد بقاء القوات الامريكية في سوريا؟!
وهل الرقم “سبعة ترليون دولار” رقم حقيقي لما حققته الولايات المتحدة الامريكية خلال السنوات الــ 17 الماضية؟، أم ان ترامب يريد الافصاح عن أمر اخر يتوجب على السعودية دفعه مقابل طلبها.
فقد كشفت الارقام عن خسائر السعودية في حربها على اليمن عن اضعاف ما اعلنه ترامب، من حجم الاموال التي انفقتها الولايات المتحدة في بقائها في الشرق الاوسط، مقابل ما حققته من أموال وثروات على مدى هذه السنوات، ما يؤكد الى ان اشارة ترامب بالرقم “7 ترليون دولار” هي نفقات الولايات المتحدة الامريكية للفترة القادمة لبقاء القوات الامريكية في سوريا.
ذهبت مجلة التايمز البريطانية إلى تقدير تكلفة الحرب على السعودية في حربها على اليمن بنحو 200 مليون دولار يومياً، أي 72 مليار دولار سنويا و216 مليار دولار في ثلاث سنوات على اقل التقديرات، وهو ما يكشف ان تقديرات ترامب لا تشير الى الـ 17 السنوات الماضية، وانماء لفترة الطلب السعودي في بقاء القوات الامريكية في سوريا.
وكانت التقارير الصادرة عن مصادر أخرى، قد كشفت حقيقة ما جنته الولايات المتحدة من السعودية في تمويلها للحرب على اليمن، وفاق الرقم ما طرحه ترامب، باضعاف مضاعفة.
في حين كشفت “فورين بوليسي” أن المبلغ أكبر بكثير، وقدرته بنحو 725 مليار دولار فقط قيمة الصفقات العسكرية للمملكة في الأشهر الستة الأولى من حرب السعودية على اليمن.
ما يؤكد ان السعودية مرهونة بالتزامات مالية للولايات المتحدة الامريكية لسنوات ما يجعلها تغرق في بحر الارتهان سياسياً واقتصادياً وعسكرياً للحليف الاستراتيجي “الولايات المتحدة الامريكية” التي وعدت بحلب البقرة حتى يجف حليبها، بعدها يمكن ان تذبح على الطريقة الامريكية.