صنعاء // تقرير خاص// وكالة الصحافة اليمنية //
للمرة الثانية خلال اقل من (4) ايام يؤجل المبعوث الاممي لليمن مارتن غريفيث زيارته لعدن ، فعندما كانت ما تبقى من حكومة عدن تستعد لاستقبال غريفيث الاسبوع الماضي، غادر الاخير من مطار صنعاء إلى جنيف مباشرة بعد زيارة لليمن استغرقت ثمانية ايام لم تشمل المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة عدن الموالية للتحالف.
مكتب الامم المتحدة أعلن مجدداً اليوم عن تأجيل زيارة المبعوث الاممي لعدن لأسباب تتعلق بالانفلات الامني الذي تعاني منه عدن حسب قول مصادر سياسية مطلعة ، الامر الذي شكل صدمة للقوى المحسوبة على الامارات في عدن وعلى رأسهم المجلس الانتقالي، والذي سبق أن ابلغ الامم المتحدة برغبته في اعتماده طرفاً ضمن أي جولة مفاوضات قادمة ، باعتبار المجلس الانتقالي جهة قائمة بحد ذاتها ، ولا علاقة لها بهادي وجماعة الرياض.
وما يبدو واضحاً من وجهة نظر عدد من المحللين أن الاسباب الأمنية ليست المانع الوحيد من قبل المبعوث الأممي غريفيث لتجنب زيارة عدن ، حيث يرى عدد من المحللين أن المبعوث الاممي يتجنب زيارة عدن، حرصاً على عدم اعطاء إشارات تفهم بشكل سلبي من قبل المجلس الانتقالي بمشاريعه الانفصالية ، والتي قد يؤدي التجاوب معه، إلى فتح الباب امام بقية القوى جنوب اليمن من اجل اعتمادها أطرافاً في مفاوضات التسوية ، الامر الذي سيقود إلى تشعبات كثيرة تزيد المشهد تعقيدا ولا تخدم مسارات عملية التفاوض الرامية الى تسوية الاوضاع في اليمن ، وهي مسألة تحتم على رعاة التسوية السياسية اعتماد طرفين واضحين في طاولة المفاوضات وبما يغلق الباب امام تغول المشاريع الصغيرة ، خصوصاً أن تلك المشاريع قد تكون مجرد تسريبات تعبر عن مطامع دول بعينها لا تخدم مساعي التسوية .
وحول ما إذا كان تجنب الامم المتحدة لأطراف جديدة في العملية التفاوضية ، سيؤدي إلى خلق قنابل موقوته لزعزعة الاستقرار في البلاد مستقبلاً، يعتقد بعض المحللين أن المجتمع الدولي معني اساساً بإيجاد حل لإنهاء الحرب، وإرساء مداميك الدولة في اليمن، وبالتالي يمكن للدولة القائمة بعد ذلك معالجة بقية المسائل.
لا يمكن للمشاريع المتخبطة في جنوب اليمن أن تطيح بفرص العودة إلى طاولة المفاوضات ، ذلك هو فحوى الرسالة التي بعث بها المبعوث الاممي للجماعات المختلفة جنوب اليمن ، وعلى الجميع في عدن والجنوب عموماً الانصياع لتوجهات المجتمع الدولي بالتعامل مع هادي وحكومته مفاوضين رسميين عن كل القوى المنضوية تحت راية التحالف شاءوا أم ابوا .