فلسطين المحتلة (وكالة الصحافة اليمنية)
قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، اليوم الخميس، إن دخول مصر القوي على الساحة الفلسطينية في الفترة الأخيرة، ودخولها في أجواء المصالحة الفلسطينية، من أجل التنسيق بين رام الله وتل أبيب من جهة، وبين رام الله وعواصم الخليج من جهة أخرى، لإعادة اللعبة إلى عهدها القديم.
وتقول الصحيفة اللبناينة، في الوقت الذي دعت فيه مصر حركتَي “حماس” و”فتح” إلى اجتماع عاجل قبل أيام في القاهرة تحت عنوان التباحث في ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية، كانت مستويات مصرية أخرى تُرتّب مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إعادته العلاقة مع “إسرائيل” وإرجاع سفيرَيه إلى الإمارات والبحرين.
ونقلت “الأخبار” عن مصادر موثوقة، قولها، “السلطات المصرية، وضمن الترتيبات الأخيرة لإعادة السلطة إلى دورها الوظيفي في التنسيق الأمني والاقتصادي والميداني مع العدو، حرصت على إخراج المشهد على أنه متزامن مع خطوات المصالحة كي تكون الأمور كلّها في إطار شرعية عباس ممثِّلاً عن الشعب الفلسطيني، لتخدع بذلك حماس وحتى أطرافاً من فتح”.
وأضافت الصحيفة: “أكثر من ذلك، وعلى غير العادة، بادرت السلطات المصرية، فور إعلان السلطة عودة علاقتها شكلياً بالاحتلال، إلى نشر بيان عبر وسائل الإعلام باسم فتح وحماس دون مشاورة الأخيرة أو علمها به، ويشير مضمونه إلى إخفاق المباحثات بين الحركتين في التوصّل إلى اتفاق جديد للمصالحة”.
وبحسب مصدر في حركة “حماس”، قال للصحيفة اللبنانية، “مصر مَرّرت خديعتها بدعوة مفاجئة للحركتين في الوقت الذي كانت تُرتّب فيه مع السلطة الطبخة الأخيرة، رام الله أصلاً أبلغت القاهرة الأسبوع الماضي أنها على بعد خطوات من عودة علاقتها مع الاحتلال بعد سلسلة مباحثات مع عدد من مستشاري الرئيس الأميركي المقبل جو بايدن، إضافة إلى مباحثات أخرى قادها وسطاء أوروبيون منذ مطلع الشهر الجاري”.
ووفقاً للصحيفة، منذ التطبيع الإماراتي العلني، القاهرة أبلغت أبو ظبي بأن رسائل إيجابية وصلت من السلطة مضمونها نيّتها العدول عن المواقف الرسمية السابقة كسحب السفير والتصعيد الإعلامي، لكن تدريجياً (راجع: أمر عمليات لمصر: شدّدوا الحصار على غزة، في 25 آب).
وبينما نقلت قناة “العربية” السعودية عن “مسؤول فلسطيني”، أمس، أن السلطة بصدد إعادة سفيريها إلى الإمارات والبحرين، كشفت مصادر فلسطينية، في حديث إلى للصحيفة اللبنانية، عن اتصالات وصلت عباس من مصر والإمارات والبحرين، فحواها أن مسؤولي هذه الدول لا يسعون إلى استبدال القيادي المفصول من “فتح” محمد دحلان به، وأنهم سيضغطون من أجل “تفعيل عملية السلام”، كما سيقدّمون له دعماً كبيراً قريباً، ولا سيما بأموال إماراتية وسعودية، مقابل تنفيذه الاشتراطات الإسرائيلية بخصوص رواتب أهالي الشهداء والأسرى.