المصدر الأول لاخبار اليمن

ثلاثة شهداء و46 مصاباً.. الآلاف يخرجون في جمعة «الكاوتشوك» في غزة.. والاحتلال يطلق الرصاص والغاز

خرج آلاف الفلسطينيين على طول الحدود الشرقية بين قطاع غزة و المناطق المحتلة (إسرائيل) في «جمعة الكاوتشوك»، التي تمثل الموجة الثانية من مسيرة «العودة وكسر الحصار».

وتم تسجيل ثلاثة شهداء وعشرات الإصابات في الساعات الأولى للتظاهرة إثر إطلاق جيش العدو الاسرائيلي الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين تجمعوا قرب السياج الحدودي، الذي يفصل بين المناطق المحتلة وقطاع غزة.

 

بينما اشعل متظاهرون أعدادا كبيرة من «الكاوتشوك» (إطارات السيارات)؛ في محاولة لحجب الرؤية عن قناصة الاحتلال عبر الأدخنة السوداء المتصاعدة بكثافة في السماء، والحد من إمكانية استهداف قوات العدو لهم.

جاء ذلك بعد أن أدى الآلاف صلاة الجمعة بمخيمات «العودة» المقامة على طول السياج الحدودي.

وتحاول إطفائيات عملاقة للاحتلال، إخماد «الكاوتشوك» المشتعل بكثافة على طول الحدود، بعد أن تصاعدت أعمدة الدخان لتغطي كافة المناطق الحدودية؛ ما دفع الاحتلال لاستدعاء مضخات عملاقة للمياه العادمة لإطفاءها.

إلا أن ذلك، لم يمنع جيش الاحتلال من إطلاق الرصاص والعشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع، على المتظاهرين؛ ما أسفر عن إصابة عدد منهم، حسب مصادر فلسطينية، أحدها عيار ناري في الرأس، فضلا عن العشرات من حالات الاختناق.

وفي هذا الصدد، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، عبر بيان، إن 40 متظاهرا، بينهم 5 في حالة حرجة، أصيبوا بالرصاص والاختناق.

كما أعلنت الوزارة حالة «الاستنفار والطوارئ»، تحسباً لاحتمال وقوع عدد من الشهداء والمصابين خلال المظاهرات.

ويعد إشعال الإطارات، شكلا قديما من أشكال المقاومة الشعبية الفلسطينية، وانتشر تحديدا إبان انتفاضة الحجارة الأولى التي اندلعت عام 1987.

 

من جانبها، قالت اللجنة التنسيقية لفعاليات مسيرة «العودة وكسر الحصار» إن «الفعالية الرئيسية ستكون بعد عصر الجمعة، باقامة مهرجانات تأبين للشهداء» في المواقع الخمسة التي أقيمت فيها الخيام.

وتبعد خيام العودة المقامة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، مسافة 700 متر عن السياج الأمني الفاصل بين القطاع و(إسرائيل).

شهيد جديد

وفي وقت سابق اليوم، استشهد فلسطيني، متأثرًا بإصابته في قمع الاحتلال مسيرة «العودة وكسر الحصار»، الجمعة الماضي.

إذ شيع الآلاف، بعد صلاة الجمعة، جثمان «ثائر محمد رابعة» (30 عاما)، قبل أن يتجهوا إلى المخيمات.

وبالشهيد «رابعة»، ترتفع حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء مسيرة «العودة وكسر الحصار» إلى 22 شهيدًا، اثنان منهم تواصل قوات الاحتلال احتجاز جثمانيهما، فيما سجلت إصابة 1492 بجراح مختلفة، منهم 46 حالة خطيرة.

ومن مجمل الإصابات 202 طفل و40 امرأة، حسب إحصاءات رسمية.

 

مسيرة الضفة

وتضامنا مع غزة، انطلقت مسيرة من مسجد الروضة في البلدة القديمة بمدينة الخليل (في الضفة) باتجاه مناطق التماس في قلب المدينة.

وشارك مئات الفلسطينيين في المسيرة التي انطلقت بعد صلاة الجمعة، ونظمتها القوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات حقوقية وإنسانية، إضافة إلى ممثلين عن الفصائل والقوى الفلسطينية.

وحمل المشاركون الأعلام الفلسطينية، مرددين شعارات تضامنية مع قطاع غزة، ومطالبة برفع الحصار والإغلاق عنها.

وتوقف المشاركون قبالة مدخل مستوطنة «كريات أربع» بعد أن منعتهم التعزيزات العسكرية الإسرائيلية من الوصول إلى مدخل المستوطنة.

وحذرت (إسرائيل) من أنها ستبقي على الأوامر التي أصدرتها الى جنودها في 30 مارس/آذار الماضي، بإطلاق النار في حال حصول استفزازات على الحدود مع قطاع غزة.

يشار إلى أن قوات الاحتلال، استمرت خلال الأيام الماضية، في بث رسائل التهديد والإرهاب ضد المواطنين في غزة؛ في محاولة لثنيهم عن المشاركة في المسيرات الحاشدة، متوعدة بتكرار ما حدث الجمعة الماضية من إطلاق النار الحي على المتظاهرين.

ونشرت قوات الاحتلال العشرات من قناصتها وقواتها على السياج الحدودي، وخلف السواتر الرملية، كما شوهدت عربات المياه الإسرائيلية، تحسبا للنيران التي يمكن أن تصل للتجمعات الاستيطانية المحاذية لغزة بسبب الإطارات المشتعلة.

تهديدات لن ترهبنا

 

بدوره، قال الناطق باسم «حماس»، «حازم قاسم»، إن «تهديدات الاحتلال لن ترهب شعبنا الذي يخرج لممارسة حقه في النضال ضد مخططات التصفية واستمرار الحصار».

وأضاف، في تصريح الجمعة، أن «شعبنا المناضل كله عزيمة وإصرار على مواصلة مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، حتى تحقيق أهدافها».

وأضاف أن «جماهير شعبنا التي بدأت بالتوافد على الحدود الشرقية لقطاع غزة لن تسمح بمرور أي مخطط لتصفية القضية الفلسطينية، وتؤكد حقهم بالعيش الحر الكريم».

ومن المقرر أن تصل فعاليات مسيرة «العودة وكسر الحصار» ذروتها في 15 مايو/أيار المقبل.

وأعادت تلك المسيرات الأنظار مجددا إلى مصطلح «حق العودة» الفلسطيني، الذي ظهر عقب النكبة التي حلت بالفلسطينيين عام 1948، بعد أن أسفرت سلسلة مذابح ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق القرى والمدن الفلسطينية إلى نزوح نحو 800 ألف فلسطيني آنذاك.

 

قد يعجبك ايضا