تأتي احتفالات شعبنا اليمني هذا العام بعيد الاستقلال الـ30 من نوفمبر، في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد تشهدها البلاد بشكل عام والمحافظات الجنوبية والشرقية بشكل خاص جراء سلسلة من الأحداث المتسارعة تحاول أن ترسم خارطة جديدة للبلاد برؤية استعمارية حديثة وفق مصالح دول كانت تتربص باليمن لسنوات عديدة خلت.
لم يعد للاستقلال وعيده أي مذاق على مدى ست سنوات، هي عمر الحرب الظالمة التي شنها التحالف على اليمن، لإعادة ما يسميه (الشرعية) شعار زائف وكاذب روجوا له وهم يخفون في طياته مطامع استعمارية في اليمن جغرافيا وتاريخ وحضارة وثروات وموانئ وموقع جيوسياسي متميز.
قدم شعبنا اليمني قوافل من الشهداء على مدى سنوات من الكفاح المسلح وأنهار من الدم لنيل وتعميد الاستقلال الوطني حتى ناله بقوة الرجال والسلاح، واستطاع الثوار أن يجبروا أقوى قوة استعمارية في العالم المملكة المتحدة التي كانت لا تغرب عن مستعمراتها الشمس على التسليم بالأمر الواقع تحت الضربات العنيفة التي ألحقها بها الثوار وتحديد موعد الاستقلال في الـ30 من نوفمبر 1967م.
واليوم يأتي عيد الاستقلال وبلادنا ترزح تحت وطأة استعمار من نوع جديد، له مسمى عربي، وفعله أسوأ وأقسى من فعل الاستعمار البريطاني.
لقد عملت مملكة آل سعود ودويلة الإمارات ببلادنا من المآسي والويلات في سنوات ست مالم تعمله بريطانيا في البلاد لعقود طويلة من السنين.. لم تحترم السعودية والإمارات مكانة اليمن عبر التاريخ وما قدمته من اسهامات جليلة في مسيرة الحضارة الإنسانية، ولا الاسهامات اليمنية الكبيرة في نصرة الإسلام ورفع رايته في الولايات والأمصار، ولا احترمت القادة والفاتحين اليمنيين الذين حملوا راية الحق فاتحين البلدان للدين وعدالة السماء.
لا يمكن أن يغفر المواطنين اليمنيين لمملكة آل سعود ودويلة الإمارات أعمالهم القذرة في البلاد، وحتمًا سوف تبقى اليمن وسيكون مآل تلك الدول اللقيطة إلى مزبلة التاريخ.