تحليل خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//
في زيارة مفاجئة وغير معلنة وصل السفير الأمريكي كريستوفر هينز إلى محافظة المهرة.. الزيارة تُعد سابقة خطيرة لسفير أمريكي إلى محافظة في أقصى الشرق اليمني.. أثارت هذه الزيارة العديد من التساؤلات لدى المراقبين والمتابعين للشأن اليمني عن حقيقة الزيارة ودوافعها وأسبابها الخفية والغير معلنة.
منذ أن شن التحالف غاراته على الجمهورية اليمنية ووطأت أقدام جنود الاحتلال السعودي الإماراتي أراضي البلاد، تكشفت وريدًا رويدا الأهداف الحقيقة للوجود السعودي الإماراتي في اليمن ومراميه؛ ليصبح العالم كله شاهدًا على أطماع سعودية إماراتية في الأرض اليمنية، تقاسمتها دولتي الاحتلال مناطق نفوذ، حيث ركزت السعودية على المنطقة الشرقية حضرموت- المهرة وهي مناطق كانت السعودية تحلم بها منذ سنين طويلة؛ لتمد أنبوب النفط السعودي عبر محافظتي حضرموت والمهرة إلى البحر العربي، فيما ركزت الإمارات على المناطق الساحلية والموانئ اليمنية وجزيرة سقطرى؛ لتدخل تلك الموانئ في سبأت شتوي طويل تخرجها عن العمل لصالح موانئ دبي وجبل علي في الإمارات.
استغلت السعودية والإمارات الظرف الاستثنائي الذي تمر به الجمهورية اليمنية استغلالًا بشعًا وعملت ما تريد في المحافظات اليمنية تحت الاحتلال، مستغلة عدم وجود دولة ومجموعة من المرتزقة اليمنيون تحتضنهم السعودية والإمارات وتمرران من خلالهم مخططاتهما الاستعمارية في إحكام سيطرتهما على المحافظات المحتلة، كمناطق نفوذ لهما.
واليوم يأتي السفير الأمريكي في زيارة لمحافظة المهرة ليعطي للاحتلال السعودي الإماراتي لليمن بعدًا دوليًا ودعمًا أمريكيًا لتنكشف الأمور على حقيقتها وتتضح اللعبة للعالم كله، إن كل ما يحصل لليمن ورائه مخطط أمريكي كبير يُنفذ بأدوات أمريكا في منطقة الخليج، أمريكا تعمل في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي في أكثر من اتجاه عبر أدواتها الأنظمة العميلة التي صنعتها ووفرت لها الحماية ونفذت بواسطتها أقذر الأعمال الإرهابية ومنها تصفية القضية الفلسطينية وتدمير الجيوش العربية واسقاط الأنظمة الوطنية واغتيال الشخصيات والرموز الوطنية المناهضة للسياسات الأمريكية في المنطقة، كل ذلك يأتي في إطار خطة أمريكية غربية لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد وإعادة رسم خارطة المنطقة العربية بما يتلاءم مع الأطماع والسياسات الأمريكية.