البداية من امام جامعة صنعاء.. خفايا مهنة لا تتطلب سوى بسط الكف وربما التفريط بالشرف..!
تحقيق// رشيد البروي// وكالة الصحافة اليمنية// “ادي لي عشرة: هيا عم : يا منعاااه “.. مهنةٌ العيش والإرتزاق الدنيئة والمُهينةِ ، لا تتطلب سوى بسط الكف أمام المارّة في الشوارع وعلى الأرصفة ،والبيوت والمحلات ، منهم من دفعتهُ الضرورة ،ومنهم من احترفها وطور في أدائها باسلوب ملُفت للانتباه ومقرونٍ بالشفقة والرحمة. على بوابِةِ جامعة صنعاء […]
تحقيق// رشيد البروي// وكالة الصحافة اليمنية//
“ادي لي عشرة: هيا عم : يا منعاااه “.. مهنةٌ العيش والإرتزاق الدنيئة والمُهينةِ ، لا تتطلب سوى بسط الكف أمام المارّة في الشوارع وعلى الأرصفة ،والبيوت والمحلات ، منهم من دفعتهُ الضرورة ،ومنهم من احترفها وطور في أدائها باسلوب ملُفت للانتباه ومقرونٍ بالشفقة والرحمة.
على بوابِةِ جامعة صنعاء وكل يوم نغدو فيهِ إليها، نُعذب أذاننا بذلك الصوت المتأوه والمليء بالحسرةِ والغُلب ” الله ينجحكن يا اااخواتي، الله يستركن يا اخواااتي” يوحي لنا ذلك المسكين المُعاق بأن الصدقة لم تعُد مقصورة إلا من الطالبات فقط.. وكأن لسان حالهُ قاطعٍ لبصيص الرزق من الشباب او الطلاب.
لم يكن ذلك المسكين موضوع الاستقصاء المطروح، لأن حالته لربما تجلت في ملامحهِ وإعاقته، فموضوعي هو ” إدي لي عشرة : يا ااامنعاه” (ارضي بمصر واليمن، اربع زوجات ، أولاد يدرسون في مدارس خاصة ، سيارة فخمة، صرفة كُل يوم تتجاوز العشرة آلاف ريال ، وما خُفي كان أعظم ) وفوق هذا وذاك مُستأجر لبيتٍ بسيطٍ وردئٍ للغاية بحي الجراف بالعاصمةِ صنعاء،
قد يقول قائل :” وأما المسكين فلا تنهر” ولكني أقول أي مسكنةٍ تتحدث عنها.؟ حين تتكون مهنة يقع كاهلها عبءِ ثقيلاً على المساكين الأخرين، فتحولُ بين هذا وذاك.. ويقول آخر: “أتحسدون الناس على ما أتاهم الله”؟ نعم وكيف لا أحسد رجلاً شابًا يحمل مشروعًا استثماريًا راقيًا ( إدي لي عشرة)، المصدر” س. م”- فضّل عدم ذكر اسمهِ خوفًا من ذلك المُستثمر-يقول : ” أسم هذا الشحات (نبيل الوسيم) وهو وسيم وجميل جدًا”، وكيف لا يكون وسيمًا بعد هذه الثروة ، هو شاب مصري – من أبناء مصر-لا يتجاوز27 سبعةِ وعشرين عامًا، استطاع في خلال فترةٍ بسيطةٍ أن يتزوج أربع زوجات لأمواله الطائلةِ ولحاجتهِ الذاتية في تنمية مشروعه، ولولا عادات وتقاليد المجتمع لخالف شرع الله وتزوج أكثر من ذلك.
لم يُخطئ الوسيم في اختيارهن ، فلسن من المُهمشاتِ أو الأسرِ المُتدنيةِ كما إنهن لم يُكن من أبناء الطبقةِ البرجوازية او الأثرياء، فذكاهُ وفطنتهِ جعلتهُ يلتزم الوسطيةِ والاعتدال، إذ كان تركيزهِ على تلك الأُسر الأيسر حالاً وخاصةً من يقطنون الريف اليمني.
ونظرًا لما يتمتع بهِ الوسيم من قُدراتٍ ومهارات شخصية ناجحة فقد استطاع أقناعهن بالعمل في مهنة الشحاذة، وحصد ما يمكن حصدهِ من الأموال، وللظروف المادية والجغرافية المعروفة في الريف اليمني، بجانب جمالهِ وحسن تعامله مع زوجاته ما تجعلهُ ينتهز هذه الفرصة لفتح مشروعٍ استثماريٍ بارع يحمل عنوانٍ عريض ( أدي لي عشرة ).
حياة الترف والبذخ مهما تجاوزت حدودها إلا انها وبخاصة في المُجتمع العربي ترتبط بمهنة الشخص التي صعد منها، وإن عاش فسيظل لجنة رقابة على ذلك، فهذا أحد أقرباء البرجوازي المذكور . م. ع. يقول: كل زواجاته يخرجن للتسول معظم الأيام ، كما إن أحد زوجاته تعمل في المملكة السعودية في نفس المهنة إذ يقوم بتهريبها لفترة محدودة ثم تعود عليه بالخير الوفير ، وهو غير مُبالي بمسألة الشرف والعرض أو أي شيءٍ من هذا القبيل.
أما عن دورهِ الحالي فهو يمثل سلطة الرقابة والمحاسبة في مكتب منزله المتواضع ، غير مُبالي من ما يحدث لزوجاته من قبل هيئة تفتيش الشوارع والحارات، ولا همّ لديه غير اكتناز المال فقط، على غرار هذا يتكون الكثير والكثير في الوطن العربي عامةً “ومصر واليمن خاصةً” ما سبب لمعظم اصحاب الصدقة القبض على الكف ، وولد نظرة الاشمئزاز والسخرية بل والتعميم على كُل المتسولين بأنهم أثرياء ولديهم ما لديهم من الأموال.