عربي (وكالة الصحافة اليمنية)
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، تفاصيل خطيرة بشأن العلاقات الإسرائيلية المغربية التي أفضت لإعلان التطبيع بين البلدين، وفق ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت متأخر من مساء الخميس.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن الإعلان المغربي الإسرائيلي خلفه ستين عاماً من التعاون الأمني بين البلدين، على الرغم من انكار الجانبين وجوده.
وأكدت أن إسرائيل ساعدت المغرب في الحصول على الأسلحة وأجهزة جمع المعلومات الأمنية وكيفية استخدامها. كما ساعدها على قتل زعيم معارض.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن هناك حوالي مليون يهودي مغربي أو يعودون في أصولهم إلى المغرب ممن احتفظوا بعلاقات عميقة في البلد الذي يبعد عنهم ألفي ميل.
وأضافت: “عندما حصل المغرب على استقلاله عام 1956، منع اليهود من الهجرة. وبدأ الموساد بتهريب أعداد منهم في 1961 لكن تم كشف العملية بعدما غرقت سفينة تحمل يهودا ومات معظم من كانوا على متنها”.
وبينت الصحيفة، أنه بعد شهر من الحادث تولي الملك الحسن الثاني الحكم. وركزت إسرائيل على إنشاء علاقات قوية معه.
مضيفةً: “التقى عملاء إسرائيليون مع المعارض المغربي المهدي بن بركة الذي طلب المساعدة في جهوده للإطاحة بالملك. ولكن الموساد أخبر الملك الحسن الثاني بدلاً من ذلك”.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن ملك المغرب كافأ إسرائيل حينها بموافقته بالسماح لليهود بالهجرة الجماعية. كما سمح للموساد الإسرائيلي بإنشاء محطة له في المغرب.
في مقابل ذلك كله، قدمت إسرائيل أسلحة للمغرب ودربت الجيش على استخدامها كما زودته بتكنولوجيا مراقبة وساعدت على تنظيم المخابرات المغربية، وتم تبادل المعلومات الأمنية بين الجانبين.
اللحظة المهمة في العلاقات الثنائية -تقول الصحيفة- جاءت عندما اجتمع قادة الدول العربية في الدار البيضاء. وسمح المغرب للموساد بالتنصت على أجنحتهم الخاصة.
وقدمت العملية لإسرائيل منفذاً غير مسبوق للتفكير العربي والقدرات والخطط والتي كانت حيوية في خطط وزارة الدفاع لحرب عام 1967.
وأكملت الصحيفة: “في مقابلة أجريت عام 2016 مع شلومو غازيت، الذي أصبح رئيسا لهيئة الأركان الإسرائيلية، قال فيها: “كانت التسجيلات إنجازا خارقا وخلقت لدينا شعورا في قمة الجيش الإسرائيلي أننا سنفوز بالحرب ضد مصر”.
بعد فترة قصيرة من التنصت على القادة العرب، ساعد الموساد على تحديد مكان بن بركة وجره إلى مكان في باريس. وهناك قام حلفاء فرنسيون للمغرب باختطافه، وتم تعذيبه حتى الموت حيث تخلص الموساد من الجثة التي لم يعثر عليها أبدا.
وأكملت الصحيفة: “بعد عقد من الزمان، أصبح الحسن الثاني وحكومته القناة الخلفية للقاءات إسرائيل مع مصر. كما أصبح المغرب مكانا للقاءات المسؤولين من البلدين قبل توقيع اتفاقية كامب ديفيد في 1978 وتطبيع العلاقات بينهما. حيث أقنعت إسرائيل الولايات المتحدة في وقت لاحق بتقديم مساعدات عسكرية للمغرب”.
ونوهت الصحيفة، إلى أنه في عام 1995 انضمت المخابرات المغربية لمحاولة فاشلة نظمها الموساد لتجنيد سكرتير زعيم القاعدة أسامة بن لادن، للعثور عليه وقتله، بحسب ما قال مسؤول في الموساد شارك في العملية.
وحسب الصحيفة، فإنه على مدى السنوات الماضية طلب خليفة الملك الحسن الثاني، الملك محمد السادس مساعدة إسرائيل في إقناع الولايات المتحدة بالاعتراف بسيادة بلاده على الصحراء الغربية، والذي تحقق في إعلان الخميس.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه منذ عام 2006 عمل سيرغي بارغودو، زعيم الجالية اليهودية الصغيرة في المغرب كوسيط للملك محمد السادس في هذه الجهود، مبينة أنه اجتمع مع المسؤولين الإسرائيليين وقادة اليهود الأمريكيين.
وقوبل إعلان العاهل المغربي محمد السادس، استئناف الاتصالات الرسمية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل “في أقرب الآجال”، برفضٍ شعبيّ واسع، وردود فعل عربية وفلسطينية ساخطة على اللحق بركب الإمارات والبحرين والسودان .